المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    الاقتصاد الإسرائيلي بين تبعات الحرب والركود: كيان يترنّح تحت ثقل الانهيار البنيوي

    يعيش كيان الاحتلال واحدة من أكثر مراحله قتامة اقتصاديًا؛...

    غارات أمريكية على “شبوة” تسفر عن مقتل 7 أشخاص ومقتل مجند برصاص أحد زملائه

    قُتل سبعة أشخاص بينهم قياديان في تنظيم القاعدة، إثر...

    أبين تشتعل مجدداً.. صراع الجبايات بين فصائل المرتزقة يتحول إلى مواجهات دامية وانتهاكات متواصلة ضد المواطنين

    تتواصل حالة الانفلات الأمني في المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي، في ظل صراع محموم بين فصائل المرتزقة على ما تبقى من موارد ومنافذ الجباية، لتتحول تلك المناطق إلى ساحات اقتتال داخلي ومصدر رعب ومعاناة للمواطنين.

    ففي محافظة أبين، شهدت مدينة جعار ظهر اليوم الاثنين اشتباكات مسلحة عنيفة بين فصائل تابعة للاحتلال السعودي الإماراتي، إثر خلافات حادة حول تحصيل الجبايات في سوق السمك. وأفادت مصادر محلية بأن المواجهات استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، إلى جانب إثارة حالة من الهلع والخوف بين المتسوقين الذين هرعوا للفرار من السوق وسط أصوات الرصاص والانفجارات.

    وتأتي هذه الاشتباكات في سياق متصاعد من الصراعات الداخلية بين فصائل المرتزقة، التي تتنازع على الموارد المحلية بعد أن حولت أسواق المحافظات الجنوبية ومنافذها إلى مراكز جباية غير قانونية تُفرض فيها الإتاوات على المواطنين والتجار بالقوة. وتشير تقارير محلية إلى أن الجبايات باتت المصدر الرئيسي لتمويل تلك الفصائل، في ظل الانهيار الاقتصادي الشامل وغياب مؤسسات الدولة، وتحول المدن إلى إقطاعيات تابعة لقادة الحرب الذين يقتاتون على آلام الناس ومعاناتهم.

    وفي مشهد آخر يعكس الانفلات الأمني ذاته، شهدت محافظة أبين حادثة جديدة من الانتهاكات ضد المسافرين والسائقين، حيث أقدم مجندون في القوات الخاصة التابعة للقيادي الموالي للتحالف محمد العوبان على إطلاق النار المتعمد على سائق شاحنة أثناء مرورها بنقطة أمنية شرقي مدينة زنجبار، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة.

    وذكرت المصادر أن الحادثة وقعت خلال إقامة الفصائل لقطاع مسلح استهدف ابتزاز سائقي الشاحنات وإجبارهم على دفع مبالغ مالية مقابل السماح لهم بالمرور. وتشير الوقائع الميدانية إلى أن هذه النقاط الأمنية تحولت إلى بؤر للنهب والاعتداء والابتزاز، في ظل غياب أي رقابة أو محاسبة، ما جعل الطرقات في مناطق سيطرة الاحتلال غير آمنة للمواطنين والمسافرين.

    وتعكس هذه الأحداث مجتمعة حالة الفوضى والاقتتال الداخلي التي تعيشها المحافظات الجنوبية، حيث تتفاقم الأزمات المعيشية والخدمية في ظل النهب المنظم لثروات البلاد ومواردها من قبل التحالف السعودي الإماراتي، بينما تستمر فصائل المرتزقة في ابتزاز المواطنين وجمع الجبايات بالقوة لتعويض ما فقدته من دعم مالي خارجي.

    ويحذر مراقبون من أن تصاعد الصراع بين الفصائل الموالية للتحالف قد يقود إلى انهيار شامل للوضع الأمني في الجنوب، خصوصاً في ظل غياب أي سلطة مركزية أو مشروع وطني، مؤكدين أن ما يجري اليوم في أبين وعدن وشبوة ليس سوى نتيجة طبيعية لسياسة الاحتلال القائمة على التفكيك والفوضى.

    وبينما يستمر التحالف السعودي الإماراتي في تقديم نفسه كراعٍ للاستقرار، فإن الواقع الميداني يبرهن أن مناطقه غارقة في صراعات الجبايات والاقتتال الداخلي، وأن ثمن هذه الفوضى يدفعه المواطن اليمني البسيط الذي يعاني من الفقر وغياب الأمن وتدهور الخدمات، في مشهد يجسد نهاية مشروع الوصاية الأجنبية وسقوط شعارات “التحرير والتنمية” التي روج لها العدوان منذ بدايته.

    spot_imgspot_img