تعيش مدينة عدن منذ أسابيع على وقع فيضاناتٍ متكررة لمياه الصرف الصحي اجتاحت شوارعًا رئيسية وأحياءً سكنية، محوِّلة الأرصفة والأسواق إلى برك آسنة، في وقتٍ يوجّه فيه الأهالي أصابع الاتهام إلى حكومة مرتزقة التحالف بالعجز عن إدارة خدمات الطوارئ وغياب خطةٍ مستدامة لمعالجة الأزمة.
ويقول أحد سكان المنصورة: “نختنق بالرائحة والبعوض.. ولا نرى سوى وعودٍ مؤجلة”، فيما يختصر تاجر في الشيخ عثمان المشهد بعبارة: “الدكاكين تُغلق والكهرباء تنقطع والشارع مجرًى مفتوح”.
وتفيد المعطيات الميدانية بأن الفيضانات ناتجة عن تلفٍ عميق في الشبكات الرئيسة والفرعية، وتوقّف مضخّات ومحطات الرفع بسبب شح الوقود والانقطاعات الكهربائية، فضلًا عن انسدادٍ واسع بالمخارج نتيجة رمي المخلفات الصلبة وغياب برامج الصيانة الدورية.
أحياء الشيخ عثمان والمنصورة ودار سعد وكريتر تسجّل الشكاوى الأبرز، حيث تتحوّل التقاطعات إلى نقاط تجمّعٍ خطرة مع كل موجة مطر أو طفح مفاجئ من الخطوط الرئيسة. ويحمّل مهندسون محليون مسؤوليةً مضاعفة لـ”تعطّل المناقصات، وتوقّف عقود الصيانة، وتسييل موازنات الطوارئ على الورق” دون أثرٍ عملي في الميدان.
وتحذر طواقم صحية من أن “الاختلاط بين مياه الصرف ومياه الأحياء” يُعرّض كبار السن والأطفال لالتهاباتٍ معوية وجلدية، فيما تُسجَّل تعطّلات في المدارس والأسواق وإغلاقات جزئية لمحالٍ تجارية بسبب الروائح والطفح المستمر، ما يعني خسائر مباشرة لذوي الدخل اليومي.
ورغم تكرار النداءات، يتهم الأهالي السلطات المحلية بـ“خطاب تبريري” يعتمد التعهدات دون جداول زمنية، وبالاكتفاء بإرسال تناكر الشفط بصورة متقطعة لا تُحدث فارقًا. يقول ناشط خدمي: “المدينة تحتاج خطة هندسية بتمويلٍ حقيقي، لا صورًا لآليات متوقفة”. كما يتحدث مقاولون عن “تأخير مستحقاتٍ مزمن” يوقف أعمال الإصلاح، ويُبقي شبكات الصرف رهينة ترقيعاتٍ هشة تعود للاهتراء سريعًا.
