عاد بخُفَّي حنين أَو لم يعد.. كُـلُّ هذا، في الحقيقة، لا يهم.. ما يهمنا نحن -العربَ والمسلمين- هو أن أموالَ الأُمَّــة تُبدَّدُ بلا حسيب ولا رقيب.. هذه واحدة.
الثانية: إذَا كان «ترامب» من خلال هذه الزيارة قد ضَمِنَ رسميًّا وفعليًّا الحصول على استثمارات سعوديّة في أمريكا بمبلغ واحد تريليون دولار، فهل ضمن محمد بن سلمان في المقابل الحصول على طائرات الـ “إف-35″؟
الإجَابَة بكل وضوح: لا يوجدُ ضمانٌ لذلك.
حتى وإن أبدى «ترامب» موافقتَه على بيعِها للسعوديّة، فإنه -ورغم ذلك- لا يوجد ضمان حقيقي لبيع السعوديّة هذا النوع من الطائرات!
لماذا؟
لأن موافقة «ترامب» وحدها لا تكفي ما لم يصوِّت «الكونغرس» لصالح قرار بتمرير هذه الصفقة، وهذا بالطبع لا يمكن أن يحصل دون الحصول على ضوء أخضرَ من بني قينقاع الذين يسيطرون ويتحكَّمون فعليًّا في قرارات غالبية أعضاء الكونغرس بشقيه الجمهوري والديمقراطي.
وبنو قينقاع، كما هو معروفٌ، ليس لهم عهد ولا أمان؛ فبعد أن أعلنت حكومتُهم مسبقًا عدمَ اعتراضها على هذه الصفقة، طلع جيشهم اليوم معلنًا اعتراضه عليها لأسباب تتعلق بما قال إنه حفاظ على تفوقه الجوي.
يعني: يا فرحة ما تمت.
هذه الثانية.
الثالثة: على افتراض أن «بني قينقاع» لم يعترضوا على هذه الصفقة، وأن الكونغرس وافقَ على تمريرها، فإن حصول السعوديّة على هذا النوع من الطائرات يتطلب مدة زمنية لا تقل عن خمس سنوات بحسب الدور، هذا في حالة أن «بني قينقاع» لم يتقدموا طوال هذه المدة بطلب الحصول على المزيد من هذا النوع من الطائرات؛ حَيثُ إن أولوية وأفضلية التسليم تُعطَى دائمًا لهم، الأمر الذي قد يؤخّر تسلُّم الرياض لهذه الطائرات خمس سنوات أُخرى أَو يزيد.
هذه الثالثة.
الرابعة: أن السعوديّةَ إذَا ما قُدِّر لها مثلًا الحصول على هذه الطائرات، فإنَّها لن تحصلَ عليها إلا بعد أن يتقادَمَ عهدُ هذا الجيل من الطائرات، وتصبح “دقة” قديمة أمام ما سيأتي من أجيال وموديلات أحدث منها.
هذه الرابعة.
الخامسة: إذَا ما حدث وتسلّمت السعوديّة أخيرًا هذا النوعَ من الطائرات؛ فهذا لا يعني أنها ستتسلّمها بنفس مواصفات مثيلاتها الخَاصَّة بسلاح الجو الأمريكي مثلًا أَو حتى بسلاح الجو القينقاعي، وإنما بمواصفات أدنى وأقل كفاءة، ناهيك عن احتوائها على شفرات قتل وإغلاق.
هذه الخامسة.
السادسة والأخيرة: بالله عليكم، ما جدوى أن تسعى دولةٌ مثل السعوديّة للحصول على هذا النوع من الطائرات ذات الكلفة العالية والباهظة الثمن، طالما وهي ما فتئت تستجدي الحماية دومًا من أمريكا؟
يعني: هدر أموال على الفاضي.
هدر أموال في الرائح والجاي!
والرابح الوحيد من؟
ترامب وبنو قينقاع بكل تأكيد!
ويا أُمَّـة ضحكت من جهلها الأمم
