دفعت الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس، بتعزيزات عسكرية جديدة إلى الأراضي المحتلة، في خطوة وُصفت بأنها استرضاء مباشر للاحتلال الإسرائيلي عقب توقيع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقيات تسليح ضخمة مع السعودية، شملت بيع طائرات الشبح المتطورة “إف-35”.
وكشفت مواقع تتبع حركة الطيران العسكري أن واشنطن أرسلت سرباً متكاملاً من الطائرات الحديثة إلى تل أبيب، يتألف من 3 قاذفات استراتيجية من طراز “بي-2” الشبحية، و9 طائرات “إف-22” و5 طائرات “إف-16”، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة بنشر قاذفات استراتيجية بهذا الطراز داخل الأراضي المحتلة، في ظل تصاعد التوتر الإقليمي.
وتأتي هذه الخطوة في وقت عبّرت فيه حكومة الاحتلال عن استيائها من الصفقة الدفاعية بين واشنطن والرياض، التي تضمنت بنوداً تمنح السعودية إمكانية الحصول على طائرات إف-35، وهو ما اعتبرته تل أبيب تهديداً مباشراً لتفوقها العسكري في المنطقة.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين في إدارة ترامب قولهم إن الطائرات المخصصة للسعودية “ليست مطابقة لتلك التي تمتلكها إسرائيل”، مؤكدين أن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان تفوق الاحتلال الإسرائيلي عسكرياً وفقًا للقانون الأمريكي الخاص بأمن إسرائيل.
ويُنظر إلى إرسال السرب الأمريكي على أنه رسالة مزدوجة: الأولى لطمأنة الاحتلال بالحفاظ على تفوقه الاستراتيجي، والثانية للتأكيد على أن الولايات المتحدة تظل اليد الطولى عسكرياً في الشرق الأوسط رغم التحولات في خريطة التحالفات الإقليمية.
بالتوازي مع ذلك، أقدمت وزارة الدفاع الإسرائيلية على نشر قائمة مفصلة بالمساعدات العسكرية الأمريكية التي تلقتها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كنوع من الاستعراض الاستراتيجي في وجه الرياض.
وأوضحت الوزارة أن أكثر من 120 ألف طن من المعدات والذخائر والأسلحة تم نقلها إلى إسرائيل خلال العامين الماضيين عبر نحو ألف طائرة و150 سفينة شحن عسكرية، في دعم غير مسبوق لحروب الاحتلال في غزة ولبنان والبحر الأحمر.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي في سياق صراع النفوذ الأمريكي في المنطقة، حيث تسعى واشنطن لتأكيد التزامها المطلق بأمن إسرائيل، في مقابل صفقات مالية وعسكرية ضخمة مع السعودية، التي تسعى من جانبها إلى تعزيز مكانتها كقوة إقليمية صاعدة.
ويؤكد محللون أن إرسال القاذفات الأمريكية إلى تل أبيب يشكل إشارة ردع استراتيجية ورسالة تحذير ضمنية لدول المنطقة بأن التفوق الجوي الإسرائيلي والأمريكي خط أحمر لن يُمسّ مهما تبدلت التحالفات، وأن “صفقات المال” لا يمكن أن تُترجم إلى معادلات قوة توازي الدعم العقائدي والسياسي والعسكري الذي تحظى به إسرائيل من واشنطن.
