المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    اليمن يفضح الأقنعةَ الزائفة

    يُعـدُّ شعار الشرعية المصنّعة عملية احتيال كبرى تقع فيها...

    خائن البيت الأسود يصل إلى البيت الأبيض.. لتجديد عقود الحلب؛ مِن أجلِ مستقبل أمريكا

    في مشهدٍ بات أكثرَ تكرارًا من نشرات الطقس، هبطت طائرةُ المسؤول السعوديّ في واشنطن، حاملًا معه مِلفات “الحلب” القديمة والمتجددة، متوجّـهًا إلى البيت الأبيض لا ليوقّع اتّفاقياتٍ ندّيةً، بل ليعيدَ برمجة صمامات البترول والمال وفق الاحتياجات الداخلية للولايات المتحدة.. وكأن قدر الرياض أن تكونَ الصرّافَ الدائمَ لخزائن واشنطن، مهما تغيّرت الإداراتُ أَو تبدّلت الوجوه.

    منذ سنوات، تحوّلت العلاقةُ الأمريكية ـ السعوديّة إلى ما يُشبِهُ العقدَ القائمَ على “الدفع مقابل الحماية”، وهي حمايةٌ يُدركُ الجميعُ أنها لا تتجاوَزُ حدودَ التصريحات المنتفخة والابتسامات التمثيلية في أروقة السياسة.

    لكن الجديد اليوم ليس في “الحلب”، بل في مستوى الانصياع؛ فالمسؤول الذي يُفترَضُ أن يدافعَ عن مصالح بلده، يذهب إلى واشنطن بعقلية الموظّف الذي ينتظر التعليمات، لا بعقلية الدولة التي تبحث عن شراكات ندّية تحفظ القرار والسيادة.

    أمريكا.. أزمة اقتصادية تحتاج إلى خزّان يملأ النقص

    الولايات المتحدة التي تواجه اضطراباتٍ اقتصاديةً داخلية، وتراجعًا عالميًّا في نفوذها، باتت تبحَثُ في جيوب حلفائها عما يسدّ الحاجة.

    وهنا، لا تجد أفضل من الخزينة السعوديّة: وفرة مالية، وضعف قرار، وتبعية سياسية مزمنة.

    ولهذا يتكرّر المشهد ذاته: زيارة عاجلة، ابتسامات باردة، تصريحات مشتركة، ثم تبدأ جرافات النفط السعوديّ بإعادة تعبئة “الخزان الأمريكي”.

    اليمن.. عقدة الرياض التي لا تنتهي

    ورغم كُـلّ ما يدفعه المسؤول السعوديّ في واشنطن، تبقى اليمنُ هي العُقدة التي لا يفكُّها لا مال ولا نفط ولا ولاء مطلق.

    فالحرب التي ظنّ أنها ستكون نُزهةً دمّـرته سياسيًّا، وعرّت هشاشةُ “قوته”، وكشفت أمام الأمريكي قبل اليمني أن السعوديّة ليست دولة صاحبة قرار، بل مُجَـرّد منفذ وسيط لمشاريع أكبر منها.

    ولهذا، كُـلّ زيارة إلى البيت الأبيض تصبح في حقيقتها محاولةً يائسةً لشراء “مستقبل سياسي”، أَو تغطية على عجز عسكري، أَو دفعة جديدة لتمويل الاستهداف المُستمرّ للشعب اليمني.

    رسالة اليمن واضحةٌ لا تحتاجُ إلى ترجمة

    في الوقت الذي يتجمّلُ فيه المسؤولون السعوديّون أمامَ عدسات البيت الأبيض، يقفُ اليمنُ بمؤسّساته وقبائله ومقاومته موقفًا صُلبًا عنوانُه:

    “لا يمكن لأي عقد حلب، ولا أية صفقات أمنية، أن تغيّر حقيقة الميدان.. فالقرار في اليمن يُكتب بالدم، لا بالدولارات”.

    مستقبل أمريكا لن يُبنَى على نفط السعوديّة، ولن يُنقذَها خائنُ البيت الأسود مهما قدَّمَ من صفقات.

    أما مستقبل اليمن، فهو يُرسَمُ بإرادَة أبنائه، وبقبضاتهم التي لا تعرفُ الانحناء، وبمعادلة ردع تتوسع كُـلّ يوم.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    عبدالله عبدالعزيز الحمران

    spot_imgspot_img