شهد الجنوب اللبناني والبقاع الشرقي فجر اليوم تصعيدًا عسكريًا جديدًا مع سلسلة غارات جوية إسرائيلية عنيفة استهدفت مواقع ومناطق جبلية عدة، في خرق واضح للهدوء النسبي الذي ساد خلال الأيام الماضية على الجبهة الشمالية.
وأفادت مصادر لبنانية بأن مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي قصفت مرتفعات جبل صافي ومنطقة سجد ومرتفعات الجبور في القطاعين الشرقي والأوسط من جنوب لبنان، إضافة إلى غارتين استهدفتا محيط بلدة شمسطار في البقاع الشرقي.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد مواطن في بلدة زوطر الشرقية إثر استهداف سيارته بصاروخ أطلقته مسيّرة إسرائيلية في قضاء النبطية، ما أدى إلى احتراق المركبة بالكامل ومقتل سائقها على الفور.
من جهته، أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان رسمي بشنّ قصف مدفعي وجوي على “منصات صاروخية ومواقع لحزب الله” في الجنوب والبقاع، زاعمًا أن القصف جاء ردًا على إطلاق صواريخ من داخل الأراضي اللبنانية.
في المقابل، أكد حزب الله في بيان أن “لبنان يجب أن يتمسك بعناصر قوته لإسقاط كل المشاريع التي تُحاك ضده وضد المنطقة”، مشددًا على أن الاستقلال الحقيقي للبنان يقوم على رفض أي مشروع خارجي يمس سيادته، ومواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وفي خضم التصعيد، أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون أن الجيش اللبناني جاهز لتسلم النقاط المحتلة على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، مشيرًا إلى استعداد الدولة اللبنانية للدخول في مفاوضات برعاية الأمم المتحدة أو بوساطة أمريكية – دولية مشتركة للتوصل إلى اتفاق نهائي يضع حدًا للاعتداءات عبر الحدود.
ويأتي هذا التصعيد الجديد في وقت تتزايد فيه المخاوف من اتساع رقعة المواجهة بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد أسابيع من المناوشات المتقطعة على طول الحدود الجنوبية، في ظل تطورات ميدانية متسارعة في غزة وارتفاع منسوب التوتر الإقليمي.
