أكد الباحث والمحلل الفلسطيني عادل شديد أن اليمن بات اليوم محوراً استراتيجياً في معادلة الصراع العربي – الإسرائيلي، مشيراً إلى أن العمليات البحرية اليمنية ضد السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي أحدثت تحولاً نوعياً غير مسبوق في التفكير الأمني والعسكري داخل “إسرائيل”.
وأوضح شديد أن تقييد الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب أمام السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي شكّل صدمة حقيقية للمؤسسة الأمنية في تل أبيب، باعتباره تطوراً لم تعرفه المنطقة منذ أكثر من سبعين عاماً من الصراع، حيث لم تواجه “إسرائيل” تهديداً بحرياً من هذا النوع منذ نشأتها.
وأضاف الباحث أن الموقف الإسرائيلي يتسم بالحيرة والتخبط، إذ فشلت القيادات العسكرية في فهم طبيعة القدرات اليمنية أو تحديد أهداف دقيقة للرد عليها، مما أدى إلى تباطؤ واضح في الاستجابة الميدانية رغم التصعيد الإعلامي المتواصل.
وأشار شديد إلى أن الضربات الجوية التي شنها الاحتلال داخل الأراضي اليمنية لم تحقق أي نتائج حقيقية، بل كشفت محدودية قدرته على مواجهة خصم يستخدم تكتيكات حرب غير تقليدية قائمة على المرونة والمباغتة والردع المتبادل.
وحذر الباحث من أن تركيز رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتكرر على “التهديد اليمني” يعكس تحولاً استراتيجياً في العقيدة الإسرائيلية، ويمهّد لمحاولات تصعيد مستقبلية تهدف إلى احتواء الدور اليمني المتنامي في البحر الأحمر.
وختم شديد بالتأكيد أن “الاحتلال الإسرائيلي بات يعتبر اليمن اليوم طرفاً مؤثراً في أمنها القومي”، وهو ما يفسّر حدة الخطاب الرسمي الإسرائيلي تجاه صنعاء، مشيراً إلى أن هذه التطورات تمثل تغيّراً جوهرياً في موازين القوة الإقليمية واعترافاً ضمنياً بقدرة اليمن على كسر الهيمنة الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر لأول مرة منذ سبعة عقود.
