في اليوم الرابع والأربعين من بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة بالمدفعية والطيران الحربي استهدفت مناطق متفرقة شمالاً وجنوباً، تركزت بشكل خاص في خان يونس ورفح، حيث نفّذت قواته عمليات نسف وتدمير لمنازل داخل الخط الأصفر.
وأكدت مصادر طبية ورسمية أن عدد الشهداء خلال الساعات الـ24 الماضية بلغ 23 شهيداً بينهم نساء وأطفال، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منازل وأحياء مدنية. كما أوضحت تقارير ميدانية أن جيش الاحتلال نفذ أكثر من 10 غارات جوية شرقي خان يونس وعمليات تفجير في رفح وشرق مدينة غزة.
وفي الوقت نفسه، قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن سلطات الاحتلال استولت على 1042 دونماً من أراضي طوباس بالأغوار الشمالية لشق طريق استيطاني جديد، فيما تواصلت حملات الاقتحام والاعتقالات في مدن وبلدات الضفة الغربية.
وفي غزة، أفاد مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال واصلت عمليات النسف داخل مناطق يفترض أنها خاضعة للاتفاق، في وقت شهدت فيه مدينة غزة نزوح عشرات العائلات من أحياء التفاح والشجاعية بفعل التوغل الإسرائيلي المتجدد.
كما نقلت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتال علاء الحديدي، الذي وصفته بأنه مسؤول قسم التسليح في كتائب القسام، في غارة جوية استهدفت مركبة مدنية في حي الرمال، مؤكدة أن العملية نُفذت بالتنسيق مع مركز القيادة الأميركي في “كريات غات”.
من جانبها، اتهمت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي بـ”الاختلاق المتعمد للذرائع” لتبرير خروقاته اليومية للاتفاق، داعية الوسطاء إلى التدخل العاجل والولايات المتحدة إلى الوفاء بتعهداتها بلجم تل أبيب عن الاستمرار في سياسة القتل الممنهج والإبادة البطيئة بحق المدنيين في القطاع.
ويُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال الإسرائيلي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بناءً على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، واستمرت عامين، وأدت إلى استشهاد أكثر من 69 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 170 ألف آخرين، وتدمير 90% من البنية التحتية المدنية في القطاع.
