تصاعدت حدة الغضب الشعبي والقبلي في محافظة حضرموت شرقي اليمن، عقب وفاة الشاب سالمين مقطوف العليي من قبائل الحموم متأثراً بإصابات بالغة تعرض لها خلال احتجازه في أحد سجون قوات الدعم الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
ووفقاً لمصادر حقوقية، فإن الشاب توفي اليوم الأحد، بعد ثلاثة أيام من بتر ساقه نتيجة التعذيب الذي تعرّض له أثناء فترة احتجازه، في حين كان ضمن مجموعة من 17 شخصاً بينهم أطفال اعتقلوا منتصف نوفمبر الجاري في مديرية غيل بن يمين دون توجيه تهم واضحة لهم.
الحادثة فجّرت موجة احتجاجات غاضبة في أوساط القبائل، حيث خرج أبناء الحموم ومناطق مجاورة في تظاهرات مطالبة بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين في الجريمة، معتبرين ما حدث “انتهاكاً خطيراً للأعراف القبلية والقيم الإنسانية”.
وتأتي هذه الجريمة بعد أيام فقط من مقتل شاب آخر برصاص قوات الدعم الأمني في مديرية الشحر، ما يعزز الاتهامات الموجهة لتلك القوات بممارسة انتهاكات جسيمة بحق المواطنين، في ظل تصاعد النفوذ الإماراتي العسكري والأمني في حضرموت.
يُشار إلى أن قوات “الدعم الأمني” تم تدريبها في معسكر جبل حديد بعدن بإشراف إماراتي مباشر، وتنتشر حالياً في مناطق ساحلية شرق المكلا، بينما تدعم السعودية فصائل موازية تُعرف باسم قوات حماية حضرموت ضمن صراع متصاعد على السيطرة على المناطق النفطية والاستراتيجية بالمحافظة.
وتحذر مصادر محلية من أن استمرار هذا التوتر بين الفصائل الموالية لأبوظبي والرياض قد يؤدي إلى اندلاع مواجهات مسلحة واسعة النطاق، ما ينذر بفتح جبهة جديدة للصراع في حضرموت ويهدد الأمن الهش في المنطقة.
