المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    فلسطين تحت النار والمطر.. الاحتلال يوسّع عدوانه في الضفة وغزة والمأساة الإنسانية تتعمّق يوماً بعد آخر

    تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيداً ميدانياً وإنسانياً متزامناً بين قطاع...

    تصعيد خطير شرق اليمن.. لجنة اعتصام المهرة تتهم الإمارات بإشعال فتيل الفتنة في حضرموت

    اتهمت لجنة اعتصام أبناء المهرة الإمارات بالوقوف وراء مخطط...

    الأرصاد يتوقع طقساً بارداً إلى شديد البرودة

    توقع المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر طقساً بارداً إلى...

    فصل جديد من المأساة الإنسانية.. أمطار غزة تغرق خيام النازحين وتكشف جرحاً مفتوحاً في ضمير العالم

    في مشهدٍ يلخّص عمق المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة، غرقت عشرات الخيام التي تؤوي النازحين في المنطقة الجنوبية من مدينة دير البلح فجر الثلاثاء، بعدما ضرب المنخفض الجوي العنيف القطاع، لتتحول المخيمات المؤقتة إلى بركٍ من الطين والمياه الباردة، في وقتٍ لا يجد فيه آلاف الأطفال والنساء مأوى آمناً يقيهم البرد والمرض.

    وقالت مصادر محلية إن الأمطار الغزيرة جرفت الخيام وأغرقت الأغطية والفرش ومستلزمات النوم، وسط انعدام شبه تام لوسائل العزل المائي والصرف الصحي، ما زاد من معاناة العائلات التي تعيش أصلاً تحت وطأة الحصار والتهجير المستمر منذ بدء العدوان الإسرائيلي.

    النازحون في دير البلح وجّهوا مناشدات عاجلة للمنظمات الإنسانية لتوفير خيام مقاومة للمطر والرياح، مؤكدين أن الأوضاع المعيشية لم تعد تُطاق، وأن البرد والأمطار باتا يهددان حياة كبار السن والأطفال بشكل مباشر.

    من جانبها، أكّدت هيئة الدفاع المدني في غزة أنها تلقت آلاف المناشدات من مختلف مناطق القطاع، وأن الخيام الحالية “لا تصلح مطلقاً للعيش الآدمي ولا توفّر الحد الأدنى من مقومات الحياة”.

    وأوضحت أن استمرار الإقامة في هذه الخيام يعني “مضاعفة المعاناة الإنسانية وتحويلها إلى كارثة حقيقية”، داعية إلى توفير كرفانات سكنية آمنة ومجهزة كحل مؤقت يحفظ كرامة النازحين إلى حين بدء إعادة الإعمار.

    وشدّدت الهيئة على أن “بقاء مئات الآلاف من العائلات داخل خيامٍ متهالكة وسط البرد والعواصف ليس خياراً إنسانياً ولا وطنياً”، مشيرة إلى أن غياب الاستجابة الدولية يفاقم حجم الكارثة.

    وفي السياق ذاته، أطلقت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية نداء استغاثة عاجلاً طالبت فيه المجتمع الدولي باعتبار قطاع غزة منطقة كارثة إنسانية، والتحرك الفوري لفتح المعابر وإدخال مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية والطبية دون تأخير.

    وقالت الشبكة في بيانها إن الأحوال الجوية كشفت هشاشة مراكز الإيواء التي تفتقر لأبسط مقومات الحماية، مؤكدة أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل منع دخول المواد الأساسية بما في ذلك الخيام والمعدات والمياه الصالحة للشرب، في ظل ما وصفته بـ“حالة انهيار شامل في الخدمات الأساسية”.

    وأضاف البيان أن تقارير دولية تشير إلى إصابة أكثر من 90% من سكان غزة بسوء التغذية وتلوث المياه، في وقتٍ يهدد فيه الجوع والبرد حياة آلاف الأطفال والنساء.

    وتزامنت هذه الكارثة مع استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، إذ وثّقت منظمة “الصوت اليهودي” أكثر من 500 خرق خلال 44 يوماً، فيما أكّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال ارتكب 497 خرقاً منذ بدء الهدنة في 9 أكتوبر الماضي، ما يعني أن الإبادة الجماعية مستمرة بأشكال متعددة رغم الغطاء الدولي والدعم الأميركي اللامحدود.

    ومنذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكب كيان العدو الإسرائيلي حرب إبادة ضد سكان قطاع غزة، خلّفت أكثر من 239 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين الذين يعيشون اليوم في خيامٍ مهترئة بين الركام والطين.

    لقد باتت أمطار غزة الأخيرة رمزاً مأساوياً جديداً لمعاناة بلا حدود، إذ تغسل دماء الشهداء لكنها تكشف في الوقت نفسه عجز العالم وصمته المدوي أمام جريمة مستمرة، عنوانها: “حصار.. تهجير.. وموت ببطء”.

    spot_imgspot_img