المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    زيارة نتنياهو للجنوب السوري.. استفزاز أم حساب توراتي

    تقول الأوساط المقربة من ترامب إنه ووفق عقيدته الإنجيليّة...

    لا تَصمُت عن قول الحق.. فالصمتُ أول أبواب الانكسار

    لم يعد الصمت في عالم اليوم خيارًا محايدًا أَو...

    أُسطوانات مشروخة..!

    انقلابيون، متمردون، وَ...! روافض، مجوس، أذناب إيران، وَ...! سُلاليون،...

    أُولئك حزب الله.. لا خوف عليهم ولا هم يُهزمون

    لا جَرَمَ أن حزب الله - المتوكِّلَ على ربه...

    ثورة سبتمبر اليمنية: النموذج الذي يحتاجه لبنان

    الإجرام المتواصل للعدو الصهيوني في غزة ولبنان، وآخرها اغتيال القيادي في حزب الله الشهيد أبو علي الطبطبائي، يؤكد أننا أمام فرضية واحدة لا بديل عنها، وهي تفعيل ثقافة الجهاد والسلاح في مواجهة الصلف الصهيوني، ما لم فإن البديل أسوأ بكثير، وقد رأينا كيف يقابل المجرم نتنياهو التنازلات العربية بالمزيد من الأطماع والتوحش، ولولا خذلان أولئك لما تجرأ العدو على التمادي في القتل والاحتلال.

    وحتى من يحملون اسم الوسطاء مع العدو، كمصر وقطر وتركيا، فإن دورهم في ذلك لا يتجاوز الخطوط التي يرسمها العدو لقادة تلك الدول، وكان الأجدر بها أن يكون لها موقف مشرف أكبر من ذلك، لكنها اختارت الخنوع فجعل منها العدو مطية لمشاريعه التوسعية في المنطقة، ولو على حساب العملاء أنفسهم.

    ومن خلال الأحداث الدامية التي نراها على الأرض تتضح لنا عمق الرؤية القرآنية في فهم الواقع، وكيف أن أهل الكتاب لا يقبلون بالتعايش، فهم متعطشون لدماء المسلمين ولا يرون سبيلاً غير ذلك، وكل تراخٍ من جانب الأمة يطمع عدوها أكثر، وقد رأينا النموذج السوري الذي جعل من العمالة منهجاً، فتعامل معه العدو بالتوسع والتوظيف لاستهداف الأمة.

    وفي لبنان، فإن الحكومة هناك لا تختلف عن حكومة المرتزقة في اليمن، ولك أن تتخيل كيف لو أن دنبوع على رأس النظام في صنعاء عندما تعرضت البلاد للعدوان الخارجي، وكيف سيُرحّب به لدكّ شعبه. ولذلك كان لا بد من ثورة الـ21 من سبتمبر التي حجّمت العملاء وأقصتهم من الساحة، وهذا المشروع هو الوحيد القادر على لجم الخونة ممن يرفعون راية الوطنية لتبرير عمالتهم للعدو الصهيوني وحلفائه في المنطقة. ولولا عمالة الحكومة اللبنانية لما تجرأ العدو على تنفيذ الاغتيالات داخل البلاد، وعليه فإن شرفاء لبنان مطالبون بثورة مماثلة لثورة سبتمبر اليمنية، وحتى تكون السلطة بيد الأحرار ويتسنى لهم ضبط الخونة ومحاسبتهم وتقديمهم للعدالة.

    وما لا يعلمه العملاء في لبنان أن حزب الله حركة لها ثقلها في العالم كله، وليس فقط في الداخل اللبناني، وأن الآلاف المؤلفة من المجاهدين على استعداد لأن تتقاطر للدفاع عن رجال الله وضد عملاء الصهيونية بمختلف مسمياتهم وراياتهم الداعشية والمسيحية. وعندها سيعرفون حجم الحزب ومستوى تسامحه في الماضي، كما سيعرفون أن النظام السعودي أعجز من أن يدفع عنهم الموت الذي يخشونه والنهاية الموحشة التي يحذرون. ومن غير المنطقي ولا العادل أن يبقى الحزب في موقف المتفرج أمام خيانات العملاء، خاصة وهم ينادون باستئصال المجاهدين ونزع سلاحهم.

    ولنتذكر أن نواف سلام ليس سوى دنبوع آخر لا يملك من الأمر شيئاً، وهو مجرد ورقة بيد واشنطن وستتخلى عنه كما تخلت عن نظرائه في سائر البلاد العربية. وعليه، فإن ثقافة السلاح هي الضامن لوحدة لبنان، وليس سياسة الانبطاح والخنوع، والنموذج السوري يشهد بأن العمالة لا تحمي الأوطان، وإنما الرجال وثقافة الجهاد والشهادة.

    إن الأمة تتعرض لمعركة وجودية، وما يجري في غزة ولبنان واليمن وسائر المنطقة هو جزء من معركة هوية ووجود، بين مشروع يسعى لاقتلاع الأمة وتمزيقها، وبين شعبٍ حرّ يرفض الخضوع مهما اشتدّت المؤامرات. وإن الرهان على الوسطاء أو على الأنظمة المرهونة للخارج لم يعد مجديًا، فالتجارب أثبتت أن قوة الشعوب في وعيها وإيمانها بسلاحها وحقها المشروع في الدفاع عن نفسها. ومن يظن أن الخنوع يجلب السلام واهم، فالأمة لا تحفظ كرامتها إلا برجالها، ولا تصون أرضها إلا بثقافتها القرآنية ومنهج الجهاد والصمود.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد محسن الجوهري

    spot_imgspot_img