في تقريرٍ مثيرٍ للجدل، أكدت صحيفة “غراند بيناكل تريبيون” الأمريكية أن الطائرات المسيرة اليمنية باتت تمثل تحولاً نوعياً في ميزان القوة الإقليمي، بعد أن أثبتت قدرتها على اختراق أكثر المنظومات الدفاعية تطوراً في العالم، بما في ذلك الدفاعات الجوية الإسرائيلية متعددة الطبقات.
وقالت الصحيفة إن القوات المسلحة اليمنية استخدمت الطائرات المسيّرة مراراً ضد الكيان الإسرائيلي خلال حربه على غزة، وتمكنت من تجاوز القبة الحديدية وأنظمة “مقلاع داود” و”حيتس”، ما مثّل “ضربة استراتيجية مفاجئة” لإسرائيل التي طالما تباهت بتفوقها التقني.
وأشارت إلى أن الهجوم الذي استهدف مدينة إيلات في 24 سبتمبر 2025 شكّل نقطة تحوّل مهمة، بعدما تسببت طائرة يمنية مسيّرة في إصابة 22 شخصاً، بينهم اثنان بجروحٍ بالغة، في واحدة من أكثر العمليات دقةً وجرأة منذ بدء الحرب على غزة. وأضافت أن الهجوم وقع في عطلة “رأس السنة اليهودية”، وكشف ثغراتٍ أمنية عميقة في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.
ووفقًا لتقارير ميدانية من أسوشييتد برس وفرانس 24، فإن الطائرة اليمنية سقطت داخل منطقة حساسة في إيلات دون أن تنجح الدفاعات الإسرائيلية في اعتراضها، رغم جاهزية بطاريات الدفاع المنتشرة حول المدينة. وأكدت خدمة “نجمة داوود الحمراء” أن عدداً من الجرحى أصيبوا بشظايا الانفجار، بينهم سياح ومدنيون.
وفي بيانٍ عسكري عقب الهجوم، أعلن العميد يحيى سريع، المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، أن العملية نُفذت بعددٍ من الطائرات المسيّرة، واستهدفت مواقع إسرائيلية متعددة في إيلات وأم الرشراش وبئر السبع، مؤكداً أن العمليات الصاروخية والمسيّرة ستستمر حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
وأضافت الصحيفة أن هذا الهجوم “يُعد من أكثر الاختراقات إثارةً للانتباه لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي خلال السنوات الأخيرة”، وأنه أثبت هشاشة المنظومات الدفاعية أمام تكتيكات الحرب غير المتماثلة التي طوّرها اليمنيون بخبراتٍ محلية.
وفي سياقٍ متصل، لفت التقرير إلى أن التصعيد اليمني ضد الكيان الإسرائيلي تزامن مع تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث قُتل في اليوم نفسه 41 فلسطينياً على الأقل بنيران الاحتلال، فيما نزح أكثر من 300 ألف شخص من مدينة غزة وسط مجاعة خانقة.
وأكدت الصحيفة أن العجز الإسرائيلي أمام الطائرات اليمنية المسيّرة يعبّر عن تحوّلٍ استراتيجي في موازين القوة الإقليمية، ويشير إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من الصراعات التقنية، حيث لم تعد التفوّقات العسكرية التقليدية قادرة على ضمان الحماية المطلقة.
ويرى مراقبون غربيون أن القدرات اليمنية الجديدة في مجال الطائرات المسيّرة تمثل تحدياً مباشراً للهيمنة العسكرية الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، وتعيد رسم معادلات الردع. ومع كل ضربة ناجحة ضد أهداف داخل العمق الإسرائيلي، يتأكد أن الطائرات اليمنية لم تعد مجرد وسيلة ضغط، بل أصبحت أداة استراتيجية غيّرت قواعد اللعبة في سماء الشرق الأوسط.
