المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    زيارة نتنياهو للجنوب السوري.. استفزاز أم حساب توراتي

    تقول الأوساط المقربة من ترامب إنه ووفق عقيدته الإنجيليّة...

    لا تَصمُت عن قول الحق.. فالصمتُ أول أبواب الانكسار

    لم يعد الصمت في عالم اليوم خيارًا محايدًا أَو...

    أُسطوانات مشروخة..!

    انقلابيون، متمردون، وَ...! روافض، مجوس، أذناب إيران، وَ...! سُلاليون،...

    أُولئك حزب الله.. لا خوف عليهم ولا هم يُهزمون

    لا جَرَمَ أن حزب الله - المتوكِّلَ على ربه...

    غارات إسرائيلية مكثفة على غزة واعتقالات في أنفاق رفح.. تصعيد جديد ينسف اتفاق وقف إطلاق النار

    في اليوم الثامن والأربعين لبدء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، استشهد أربعة فلسطينيين وأصيب آخرون في سلسلة غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت مناطق متفرقة من شمال وجنوب القطاع، في وقتٍ يزداد فيه الغموض بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق المتعثّر، والمتعلقة بنشر قوة دولية في القطاع.

    وقالت مصادر فلسطينية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي نسف عدداً من المباني السكنية خلف “الخط الأصفر” شرقي خان يونس ومخيم البريج، بالتزامن مع قصفٍ مدفعيٍ مكثف ومواصلة الطيران الحربي استهداف الأحياء الشرقية للمدينتين. كما شنت طائرات الاحتلال غاراتٍ متتابعة على حيّي الشجاعية والتفاح شرقي مدينة غزة، ما تسبب في تدمير منازل سكنية وإصابة عدد من المدنيين.

    وأفادت وزارة الإسعاف والطوارئ في غزة بأن فلسطينيين اثنين استشهدا في قصفٍ استهدف بيت لاهيا شمال القطاع، فيما استشهد ثالث في قصفٍ على مخيم المغازي، ورابع في غارة على بلدة بني سهيلا بخان يونس. وقالت قوات الاحتلال إنها نفذت “عملية نوعية” في رفح أسفرت –حسب ادعائها– عن اغتيال أربعة مقاومين واعتقال اثنين آخرين.

    في الضفة الغربية، استشهد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في بلدة قباطية جنوبي جنين، في وقتٍ تواصل فيه قوات الاحتلال عمليةً عسكرية واسعة في محافظة طوباس لليوم الثاني على التوالي، حوّلت خلالها المدينة إلى ثكنةٍ عسكرية مغلقة.

    منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سجّلت سلطات غزة أكثر من 497 خرقاً إسرائيلياً للاتفاق، أوقعت أكثر من 342 شهيداً، وفق إحصاءات رسمية، في حين يواصل الاحتلال استهداف المدنيين والمنازل والمرافق الحيوية، وسط عجزٍ أمميٍ متواصل عن فرض أي التزام على تل أبيب.

    365 يوماً من الحصار.. واعتقال “رجال رفح” يفجّر الغضب الشعبي

    أثارت مشاهد مصوّرة نشرها ناشطون فلسطينيون تُظهر قوات الاحتلال وهي تعتقل عدداً من مقاتلي كتائب عز الدين القسام المحاصَرين في أنفاق مدينة رفح، موجة غضبٍ وتعاطفٍ واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدّر وسم #رجال_رفح و #مقاتلو_رفح المنصات الإلكترونية في غزة والعالم العربي.

    وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان رسمي إن ملاحقة واعتقال المجاهدين في أنفاق رفح تمثّل “جريمةً وحشيةً وخرقاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار”، مشيرة إلى أنها قدّمت خلال الشهر الماضي مقترحاتٍ عبر الوسطاء لمعالجة وضع المقاتلين وعودتهم إلى بيوتهم، إلا أن الاحتلال نسف كل تلك الجهود، مفضلاً سياسة القتل والملاحقة والاعتقال.

    وأكدت الحركة أن ما جرى في رفح “يكشف نوايا الاحتلال الحقيقية لتقويض الهدنة وتدمير أي فرصة لاستقرارٍ إنساني في القطاع”، محمّلةً إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة المقاتلين المحاصَرين، وداعيةً الوسطاء إلى التحرك العاجل لإجبار الاحتلال على الالتزام بتعهداته.

    وعبّر آلاف النشطاء عن تضامنهم مع المقاتلين الذين أمضوا عاماً كاملاً (365 يوماً) تحت الأرض في ظروفٍ إنسانيةٍ قاسية من الجوع والعطش والعزلة، مؤكدين أن صمودهم بات رمزاً عالمياً للبطولة والإرادة رغم القصف والتجويع والحصار.

    وكتب أحد المعلقين: “رجال رفح ليسوا مجرد مقاتلين في نفق، بل قصة أمة قاومت حتى الرمق الأخير، ودفعت ثمن حريتها من دمائها وأشلاء أبنائها”. فيما وصف آخرون المشهد بأنه “نقطة سوداء في ضمير العالم الصامت على جريمة الاحتلال”.

    مع استمرار الغارات الإسرائيلية على غزة واعتقال المقاتلين المحاصَرين في أنفاق رفح، يتأكد أن اتفاق وقف إطلاق النار بات على حافة الانهيار الكامل. وبينما يواصل الاحتلال تصعيده الميداني دون رادع، يبقى الصمت الدولي عنوان المرحلة، في وقتٍ تتحول فيه غزة إلى ساحة اختبارٍ حقيقيٍ لإرادة المقاومة وصمودها أمام أعتى آلةٍ عسكريةٍ في المنطقة.

    spot_imgspot_img