المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    انسحاب إيرانية من بطولة عالمية للتايكواندو رفضاً لمواجهة لاعبة صهيونية

    في مشهد رياضي–سياسي متكرر يعكس رفضًا قاطعًا لأي شكل...

    تقرير أمريكي يقرّ بـ”قفزة بحرية كبيرة” لإيران بتكنولوجيته الذاتية

    في اعتراف لافت من داخل الإعلام الأمريكي، أكدت صحيفة...

    ورد الآن.. اجتياح بري مزدوج في “أخطر هجوم عسكري” ينتهي باختراق “أقوى معسكرات” أخر معاقل الميليشيا وسط عملية تطويق شاملة للمدينة والأخير يعترف بالخسارة (التفاصيل)

    في تصعيد عسكري هو الأخطر منذ بداية العام، تشهد المحافظات الشرقية لليمن تحولات دراماتيكية، بعد أن أطلقت الإمارات ما وصفه مراقبون بـ”الاجتياح المزدوج” الذي استهدف آخر معاقل حزب الإصلاح شمالاً في مأرب، وامتد شرقًا نحو حضرموت، في عملية تكشف عن تفاهم سعودي–إماراتي خفي لإعادة رسم خارطة النفوذ في اليمن.

    وبدأت الإمارات، الأربعاء، توغلاً بريًا واسعًا في أطراف مأرب، عبر صحراء عارين على حدود شبوة، وسط هجوم مباغت على أحد أكبر معسكرات الإصلاح انتهى بالسيطرة عليه والاستيلاء على ترسانة ضخمة من الأسلحة والمعدات.

    وأظهرت تسجيلات مصوّرة قوات ضخمة تتقدم بدعم جوي ولوجستي من التحالف، في وقت تحركت فيه ألوية أخرى من محور حضرموت لتطويق المدينة من الشرق. وشارك في العملية محور سبأ بقيادة عبد اللطيف القبلي نمران، ولواء من دفاع شبوة، وقوات من طارق صالح، في إطار عملية تهدف إلى إسقاط مأرب بالكامل وتصفية ما تبقى من نفوذ الإصلاح.

    وأكدت مصادر عسكرية أن سقوط المعسكر يعني انهيار الدفاعات الأمامية للحزب في مأرب، وسط ارتباك في صفوف قياداته التي وصفت التطورات بأنها “ترتيبات مسبقة من داخل المدينة لإسقاطها”.

    بالتوازي مع معارك مأرب، شهدت حضرموت عمليات نهب ممنهجة لما تبقى من أسلحة ومعدات المنطقة العسكرية الأولى، في ما وصفه مراقبون بـ”مسرحية سعودية–إماراتية عبثية” تستهدف تدمير المحافظة وإشعال صراع قبلي فيها.

    وأكدت مصادر ميدانية أن مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتيًا استولت على معسكرات بكامل عتادها، بينها مروحيات عسكرية ودبابات ومدرعات ومدافع ثقيلة، إلى جانب كميات كبيرة من الذخائر من مخازن المنطقة العسكرية الأولى.
    كما جرى أسر العشرات من الضباط والجنود، وسط اتهامات محلية ودولية لـ السعودية ومجلس القيادة بـ”الخيانة والتآمر مع أبوظبي لإسقاط حضرموت ونهب ثرواتها”.

    وأفادت تقارير ميدانية بأن ألوية “الانتقالي” المتقدمة من ساحل حضرموت وصلت تخوم سيئون وتريم وساه، في حين تحركت قوات “دفاع شبوة” من محور دوعن، بقيادة وجدي باعوم، واللواء بارشيد من أبين باتجاه منطقة الخشعة النفطية، بهدف إسقاط اللواء 135 مشاة والسيطرة على حقول النفط.

    موقف القبائل: “النفط خط أحمر”

    وفي مواجهة هذا التمدد، أعلن زعيم حلف قبائل حضرموت عمرو بن حبريش أن القبائل لن تسمح للفصائل الإماراتية بالاقتراب من الحقول النفطية، قائلاً: “النفط محرّم عليهم، وسنجعلها محرقة لقواتهم إن اقتربوا منها.”

    ويؤكد هذا الموقف استمرار سيطرة القبائل على الآبار النفطية ومناطق الإنتاج رغم سقوط المدن بيد الانتقالي.

    بالتزامن مع التصعيد، أعلنت كبرى شركات إنتاج النفط في حضرموت إيقاف عملياتها بالكامل، ووصفت ذلك بأنه “إجراء احترازي”، محذّرة من مخاطر كارثية على المنشآت في ظل الفوضى الأمنية والتوتر المتصاعد.

    المسرحية السعودية – الإماراتية

    ويرى محللون أن ما يجري في حضرموت ليس سوى عملية “استلام وتسليم” بين الرياض وأبوظبي بغطاء عسكري شكلي، تهدف لإعادة توزيع السيطرة على منابع النفط، وإقصاء حزب الإصلاح نهائيًا من المشهد، مع استخدام “المجلس الانتقالي الجنوبي” كأداة ميدانية.
    ويصف مراقبون المشهد بأنه مسرحية مكشوفة أعدّت مسبقًا بين دول العدوان بضوء أخضر من واشنطن ولندن لإعادة تموضع التحالف في الشرق اليمني.

    دعوات لثورة حضرمية ضد الاحتلال

    في المقابل، تتصاعد الدعوات الشعبية والحقوقية في حضرموت إلى ثورة شعبية ضد الوجود السعودي والإماراتي، وسط اتهامات لهذه الدول بالسعي لتفكيك النسيج الاجتماعي للحضرموت ونهب ثرواتها تحت شعارات “مكافحة الإرهاب” و“التمكين الذاتي”.

    ويحذر ناشطون من أن استمرار هذه “المسرحية الدموية” سيقود إلى تفجير شامل للشرق اليمني، حيث تتحرك أرتال الفصائل الموالية لأبوظبي نحو حقول النفط بينما تراقب الرياض بصمتٍ محسوبٍ، في مشهدٍ يؤكد أن حضرموت ومأرب أصبحتا ساحة تصفية الحسابات الكبرى بين رعاة العدوان.

    spot_imgspot_img