في اعتراف لافت من داخل الإعلام الأمريكي، أكدت صحيفة “ميامي هيرالد” أن إيران حقّقت خلال الفترة الأخيرة “قفزة بحرية كبيرة” عبر إضافات “كبيرة وغير مسبوقة” لقواتها البحرية، ووصفت هذه الخطوة بأنها تقدّم نوعي يُحسب للقوة البحرية الإيرانية في إطار “الاعتماد على الذات التكنولوجية” وتعزيز القدرة على العمل بعيد المدى.
وبحسب التقرير، جاء الإعلان الإيراني عن هذه الترقيات في سياق توترات متصاعدة في الخليج والمنطقة الأوسع، لا سيما بعد الصراع الأخير مع “إسرائيل” والضربات الأميركية على مواقع إيرانية. وأكد الجيش الإيراني، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن هذه الإضافات تهدف إلى “تعزيز العمليات بعيدة المدى وتوسيع وجود إيران في المياه الدولية”، في إشارة واضحة إلى انتقال طهران من موقع الدفاع الساحلي إلى تثبيت حضور بحري ممتد في المحيطات والممرات الاستراتيجية.
ويوضح التقرير أن هذه الترقيات تأتي وسط “تدقيق متزايد من الولايات المتحدة وحلفائها” تجاه الأنشطة العسكرية الإيرانية، وأن الرسالة الإيرانية من خلال هذه الخطوة هي التأكيد على “استعداد طهران لتأكيد نفوذها في المنطقة” وامتلاك أدوات عملية لردع أي هجوم محتمل، عبر وجود بحري مستمر وقادر على المناورة والاشتباك في أكثر من مسرح.
وعن أبرز الأصول الجديدة، أشار التقرير إلى أن إيران تمكنت من امتلاك إضافتين محوريتين هما:
- الفرقاطة “سهند”: وهي سفينة حربية من فئة “موج” مُسلحة بصواريخ كروز وتكنولوجيا التخفي، ما يمنح البحرية الإيرانية قدرة هجومية ودفاعية متقدمة في بيئات بحرية معقدة.
- قاعدة “كردستان” العائمة: وهي قاعدة بحرية–لوجستية مُصممة كـ”مدينة ساحلية متنقلة” قادرة على دعم الوحدات القتالية البحرية وغير البحرية، بما يتيح إطالة زمن البقاء في البحر وتوسيع مسرح العمليات دون الحاجة الدائمة للعودة إلى الموانئ.
كما لفت التقرير إلى أن إيران أدخلت زوارق سريعة جديدة مُجهزة بالصواريخ وأنظمة جوية وبحرية بدون طيار، بالإضافة إلى معدات دفاع إلكتروني وساحلي مطوّرة، موضحًا أن “هذه الأصول مجتمعةً تؤكد طموح طهران في الحفاظ على وجود بحري مستمر وتوسيع نطاق عملياتها في حال تعرضها لأي هجوم”.
وترى “ميامي هيرالد” أن هذا التوسع في القدرات البحرية يأتي ضمن استراتيجية أوسع لزيادة الاستثمار في “الصواريخ، والأنظمة الجوية والبحرية بدون طيار، والدفاعات الساحلية والإلكترونية”، بهدف “ردع الهجمات وإبراز القوة الإقليمية”، وجعل أي مواجهة مع إيران مكلفة ومعقدة بالنسبة للخصوم الإقليميين والدوليين.
ويخلص التقرير إلى أن هذه الخطوة “لديها القدرة على تغيير ميزان القوى في الخليج والبحر الأحمر والمحيط الهندي”، لأنها تُشكّل تحديًا مباشرًا للمنافسين الإقليميين، وتُعقّد في الوقت نفسه العمليات البحرية الأميركية قرب المياه الإيرانية، مؤكداً أن طهران تسعى إلى “الحفاظ على وجود بحري مستمر وتوسيع نطاق عملياتها في حال تعرضها لأي هجوم”، ما يعني عمليًا أن أي تصعيد عسكري في المنطقة سيواجه اليوم بقدرات بحرية إيرانية أكثر تنظيمًا وتسليحًا واعتمادًا على الذات، وفق التقييم الأميركي نفسه.
