المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    المخطّط الصهيوني في الجنوب وحتمية تطهير كُـلّ شبر

    تتصاعدُ وتيرةُ الصراع الداخليِّ في الساحة اليمنية المحتلّة، حَيثُ...

    حقيقة “الصراع”!؟

    بكل ما أوتي من مكرٍ وخُبث وتوحش ودمويةٍ، وبكل...

    نماذج تصنع أجيالًا

    من يتأمل مسيرة الرسالات الإلهية يدرك أن المرأة كانت...

    حقيقة “الصراع”!؟

    بكل ما أوتي من مكرٍ وخُبث وتوحش ودمويةٍ، وبكل ما يختزنه من ظلاميةٍ وسَعَةٍ وطاقاتٍ وإمْكَاناتٍ وأدوات، يجهدُ الطغيانُ العالمي -برأسه الأمريكي الصهيوني- في توسيع رقعة النار والدم والدمار إلى كُـلّ بقعة تطالُها أحقادُه وأطماعه وتطلعاته، وسقوفُ وأبعادُ مصالحِه الزائغة وغير المشروعة.

    وأينما اتجَهَت عينا متأمّلٍ مهتمٍّ ترى بصمةً فاقعةً لكل هذا الجموح العدواني الإجرامي المتفلت والمجنون.

    مع الاحترام لكل المحللين وتحليلاتهم، أجزم بأن مصطلحَ “الصراع” بشأن ما يدور في محافظة حضرموت -كمثال- لا ينطبق في دلالته “الحقيقية” إلا على الأدوات الداخلية التي تحَرّكها الأدَاة الإقليمية المزدوجة (السعوديّة/الإماراتية) تحت غطاء الصراع “الوهمي الشكلي” بين طرفيها اللَّذَين “توحِّدُهُما” مهمةُ إدارة ذلك الصراع “الحقيقي” بالمال والإشراف والتحكم المخابراتي بأطرافه المتناحرة، وهي مهمةٌ وظيفيةٌ مناطةٌ بهما من قِبَلِ الموجه المشغِّل الفاعل والمستفيدِ الفعلي من مُجمل هذه اللعبة الدموية القذرة، ألا وهو ثلاثي الشر الأمريكي البريطاني الصهيوني.

    والخلاصةُ هنا هي أن لا “صراعَ” بين السعوديّ والإماراتي، بل “إيهامُ” صراع بينهما للزوم التحريك “المثالي” للأدوات الداخلية في صراعها البيني الارتزاقي الخياني الغبي، الذي يجعل من دماء المتصارعين “اليمنيين” وغبار صراعهم غطاءً مثاليًا لذلك اللاعب العدواني الثلاثي الشيطاني الفوقي الفاعل والمتخفي في حركته الخبيثة نحو الثروات والمقدرات الجيو/سياسية والجيو/اقتصادية، والتي لأجلها يدير هذه الألعابَ الدموية اللعينة الماكرة.

    وبمناسبة هذه الالتفاتة أَو النظرة، وعَدَا اختلافاتٍ أَو مبايناتٍ طفيفةٍ في ماهيات وتموضعات اللاعبين الدوليين والإقليميين، فَــإنَّ هذا المنظورَ أَو الواقعَ المفترَضَ في حَــدّ أدنى هو ذاتُه تمامًا في شأن ما يجري في السودان من اقتتال طاحنٍ بين جيش البرهان ومليشيات حميدتي (أو الدعمِ السريع)، يدفع ثمنَه الباهظ -كما نرى ونلاحظ جميعًا بكل أسف- عمومُ أبناء السودان الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كُـلّ هذه المأساة الدامية المدمّـرة والدائرة منذ قرابة الثلاثة أعوام.

    والهدفُ المشؤوم البغيض من ورائها بالنسبة إلى المحرك واللاعب الأَسَاسي فيها -الأمريكيِّ الصهيوني الغربي وممالئيه أَو مساوقيه الإقليميين- هو استكمال تقسيم هذا البلد المنكوب بجهل وغباء فريق من أبنائه ومع ذلك بثرواته الطائلة وخيراته الطبيعية والمعدنية الهائلة والمُسيلةِ للُعاب أسماك القرش ووحوشِ الغابة الدولية المفترسة المتربصة تلك.

    يضاف إلى ذلك -وفي ارتباط عضوي مفصلي به- أن أقرب الطرق المرئية المؤدية إلى غايات ومرامي مخطّطه التمزيقي الاستحواذي الاستئثاري ومخطّطيه، تتمثل في القيام بشطر غربه، وتحديدًا إقليم غربِ دارفور وجنوب كردفان، عن شرقه بعد سلخ جنوبه ذي الثقل السكاني المسيحي والمخزونِ الاحتياطي النفطي الضخم عن شماله الأم قبل ١٥ عامًا، والبقيةُ ستأتي إن نجح مخطّط (قادةِ الخلف!) أُولئك الشياطين “الكبار”، وهم الأمريكي وشركاؤه ومساعدوه في الغرب الصهيوني، وُصُـولًا إلى إطباق الفك الكامل على ثروات السودان وخيراته وموارده الهائلة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    عبد الكريم الوشلي

    spot_imgspot_img