المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    فنزويلا تتحدّى أمريكا: حاملتكم الحربية لن تُخيفنا.. سنحمي سيادتنا والنصر حليفنا

    في تصعيدٍ حادٍّ للخطاب السياسي بين كاراكاس وواشنطن، ردّت...

    بدء موجة التصفيات.. اغتيال قياديين بارزين في قوات العمالقة الموالية للانتقالي بسيئون

    قُتل قياديان بارزان في قوات العمالقة التابعة لميليشيا المجلس...

    مجزرة كلوقي تهزّ السودان: 114 قتيلاً بغارة لقوات الدعم السريع واليونيسف تصف الهجوم بـ”الانتهاك المروّع لحقوق الأطفال”

    ارتفعت حصيلة الضحايا في مدينة كلوقي بولاية جنوب كردفان السودانية إلى 114 قتيلاً و71 جريحاً، جراء الهجوم الذي شنّته قوات الدعم السريع الخميس الماضي، في واقعة وصفَتها وزارة الخارجية السودانية بأنها “مذبحة مكتملة الأركان”، وأثارت موجة إدانات محلية ودولية متصاعدة.

    وأوضح المدير التنفيذي لمحلية كلوقي، عصام الدين الننو، أن الحصيلة ارتفعت مع وفاة عدد من المصابين متأثرين بجراحهم الخطيرة، مشيراً إلى أن بعض الجرحى لم تُنقل حالاتهم إلى المستشفى بسبب تعرّضه هو الآخر للقصف، ما ضاعف من حجم الكارثة الإنسانية في المدينة المنكوبة.

    وبحسب بيان رسمي لوزارة الخارجية السودانية، فإن قوات الدعم السريع استهدفت بشكل مباشر روضة أطفال بصواريخ أطلقتها طائرة مسيّرة، قبل أن تعاود قصف المكان أثناء محاولة الأهالي إسعاف المصابين، ثم لاحقت الجرحى والمسعفين داخل المستشفى، في نمط هجوم وصفته الوزارة بأنه انتهاك فجّ لكل الأعراف والقوانين الدولية.

    على الصعيد الأممي، أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الهجوم بشدة، واعتبرته “انتهاكاً مروّعاً لحقوق الأطفال”، مؤكدة أن أكثر من 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و7 أعوام قُتلوا داخل روضتهم في المدينة. وقال ممثل اليونيسف في السودان، شيلدون ييت، إن “قتل الأطفال داخل مدرستهم يُعدّ انتهاكاً مروّعاً لحقوق الطفل”، مشدداً على أن الأطفال “يجب ألا يدفعوا ثمن الصراع مطلقاً”، وداعياً جميع الأطراف إلى وقف الهجمات فوراً والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق.

    كما أشار بيان اليونيسف إلى أن هذه الضربة تأتي في ظل تدهور حاد في الوضع الأمني بولايات كردفان منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وما نتج عنه من موجات نزوح واسعة وارتفاع كبير في الاحتياجات الإنسانية، الأمر الذي يفاقم الضغط على المجتمعات المحلية والبنى التحتية الضعيفة أصلاً.

    وفي الموقف الأوروبي، أدان الاتحاد الأوروبي الهجوم بشدة، حيث اعتبرت مفوضة إدارة الأزمات في الاتحاد، حاجة لحبيب، أن ما جرى في كلوقي “يمثل جريمة حرب واضحة”، مؤكدة أن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية محظور تماماً بموجب القانون الدولي الإنساني. وأضافت أن “العنف المفرط ضد السكان يتطلب مساءلة عاجلة”، داعية أطراف النزاع إلى احترام التزاماتها القانونية والعمل على حماية المدنيين.

    ميدانياً، تستمر المعارك في ولايات إقليم كردفان؛ إذ أفاد مصدر في الجيش السوداني للجزيرة بأن الدفاع الجوي تصدى لمسيّرات تابعة لقوات الدعم السريع في مدينة الدمازين جنوب شرقي البلاد. في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بقصف معبر أدري الحدودي مع تشاد، مشيرة إلى أن القصف استهدف بوابة “أدكون” في المعبر بشكل مباشر، ومعتبرة أن الهدف من ذلك هو إعاقة تدفق المساعدات الإنسانية وعرقلة جهود الإغاثة.

    وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث منذ أسابيع معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ظل سيطرة الأخيرة على معظم إقليم دارفور بولاياته الخمس، مقابل احتفاظ الجيش بالسيطرة على أغلب الولايات الأخرى بما فيها العاصمة الخرطوم. ويحذّر مراقبون من أن توسع رقعة المعارك إلى عمق كردفان ينذر بموجات نزوح أكبر، بعدما تسبب النزاع المستمر منذ أبريل/نيسان 2023 في مقتل عشرات الآلاف وتشريد قرابة 13 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.

    spot_imgspot_img