المشهد اليمني الأول/

 

يُحكى أن ربيعاً حصد أرواح مليون ونصف المليون إنسان، وهجّر 15 مليون عربي، وأحرق 900 مليار دولار، حسب إحصائية للبنك الدولي الشهر الفائت، وقبل ذلك كان وطناً عربياً كبيراً مزقه الإستعمار والصهيونية العالمية إلى 21 وطن وشعب وبماركة إنجليزية وبأنظمة ملكية تابعة للغرب بإستثناء النظام الوطني الملكي الإمامي في صنعاء اليمن، وحركات التحرر الوطني والقومي واليسار العربي حررت 11 وطناً بنظام جمهوري وطني معادي للإستعمار والصهيونية والرجعية العربية.

 

توجٌّه شعبي ونوايا صادقة من البعض بربيع سلمي لتغيير نحو الأفضل وإرادة أمريكية صهيونية بإشعال حروب وفتن وتفرقة بالعصبية والعصبيات لأمن وتوسع إسرائيل والتطبيع مع بني صهيون الصديق، والعدو محور المقاومة إيران وسوريا والعراق وحزب الله وأنصار الله والمقاومات الفلسطينية لعزلهم أولاً، ثم الإنقضاض والقضاء عليهم ثانياً، وأخيراً تدفق المال والنفط للغرب الإستعماري وبثمن بخس.

 

وقالوا ما قالوا، وقيل ما قيل، وهذه الشعوب ثائرة ثائرة بالفطرة قبل نظريات الرأسمال المتوحش وقبل نظريات الإستعمار والإحتلال بتوريط الحكام والسلطات والدولة بالجنس والمال والديون لضمان إقتيادها بالمخططات الظاهرة على آخره بالفتحة والكسرة والضمة والسكون والسكوت بصفقة القرن وإسرائيل صديق وإيران ومحور المقاومة عدو.

 

نعم، الجنس والمال والديون ثم الخيانة في مرحلته المتقدمة، والجنس والمال لتصبح الدولة وقيادتها رهينة فضيحة فساد أخلاقي ومالي للإبتزاز وتمرير ما لذَّ وطاب، أما الديون فلكم أن تتخيلوا أن قوى الإستكبار تستهدف دول العالم الثالث بمنحها قروض ضخمة ظاهرها الرحمة والمساعدة وباطنها العذاب، فهذه الديون مشروطة بعدم بناء أي منشئات إنتاجية بإستطاعتها سداد الديون، فتعتقد شعوب تلك الدول أن البنك الدولي منحها قرضاً لبناء طرق وجسور لمواكبة التطور وازدهار البلد، وفي الحقيقة يتم حقن البلد بجرعة ديون ستكبر مع الأيام بفوائدها وعجز الدولة عن السداد لأنها أنفقت المبالغ الضخمة على شيء غير مُنتج “طرق جسور”، وبالتالي سيقع عبئ تسديد الديون على المواطن بإقرار جرعات ورفع ضرائب..إلخ، وما بعد الجرعات والبطالة واغتناء طبقة برجوازية وفقر عامة الشعب تأتي الثورة كنتيجة بالفطرة قبل نظريات الإستعمار والإحتلال.

 

ولتفادي الثورة كان يجب عدم إقتراض المال الحرام بالربا من حلف الإستعمار القديم والحاضر والإتجاه للبديل الذي يقبل بقروض لمشاريع إنتاجية مثل روسيا والصين وإيران لبناء وتشييد منشئات إنتاجية بإستطاعتها سداد الديون من العوائد، وتلك هي رؤية إقتصادية يجب العمل بها دينياً قبل وطنياً وحتى جدوائياً، لكن ما لكن، وقع حكامنا في الورطة لسداد الديون إما بتحميل الشعب عبئ السداد وإما القبول بعروض وبدائل تكون دائماً وأبداً على حساب السيادة بالقواعد العسكرية، والكرامة بإسرائيل صديق وإيران عدو، والثروات بشركات النهب والإستعباد وبالثمن الذي تريده دول الإستكبار مقابل سداد الدين، وكان حكامنا في ورطة الفساد الأخلاقي والمالي والديون وأضافوا إليها ورطة الخيانة والعمالة لبني صهيون، وسبحان الله القائل في محكم كتابه: ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ))، وبعد ذلك يتبين لنا أن توجيه الله سبحانه وتعالى كان توجيهاً إستراتيجياً واقتصادياً وعسكرياً عندما أمرنا بعدم إتخاذ حلف أمريكا واسرائيل ومن معهم بعضهم أولياء بعض، أما نصارى الشرق الغير متحالفين مع اليهود كانوا ومازالوا أقربهم مودة من زمن الراهب بحيرى وورقة بن نوفل والنجاشي حتى ميشيل عون.

 

وهل كان يدرك الكل والجميع والجزء والبعض بأن المطلوب كان ومازال شعب كبير واحد هو الشعب القومي العبري اليهودي وبوطن كبير وواحد يمتد من النيل للفرات، يقابله تمزيق 21 شعب ووطن إلى 66 شعب و 66 وطن وقضم جغرافيا عربية للأعداء مثل جنوب السودان جزيرة سقطرى حضرموت المهرة حلب الموصل، وتعددت المسميات والتسميات بالشرعية والثورة والتغيير حتى التحرير بالشهيد الكولومبي والأمريكي في تعز، وهلم جرا، المهم من يقف ضد صفقة القرن، والبعض بإخلاص منقطع النظير قدموا خدمات كبرى للغرب الإستعماري لكن فترة الصلاحية إنتهت وهناك من يعرض خدمات أكثر ربحاً وفائدة على الصهاينة لدرجة الجلوس بجانب نتنياهو وأكثر بتشكيل حلف وارسو ضد العرب والمسلمين في إيران وسوريا والعراق ولبنان واليمن.

 

وقد نتفق أو نختلف مع رؤساء الأنظمة الوطنية الجمهورية واسلوب الإدارة للدولة والحكومة والمجتمع، فالجميع راحلون، ويبقى الوطن والشعب ومؤسسة الجيش والأمن هي المؤسسة الوحيدة القادرة والضامنة لوحدة الوطن والشعب ببعدها القومي المنطلق من العداء لأمريكا وإسرائيل ومن معهم، بغض النظر عن هوية النظام واسم الرئيس والحزب الحاكم، فأي جيش وطني عربي كل أفراده ضباطاً وجنوداً هم من عامة الشعب، حتى في ظل النظام الملكي أو الجمهوري أو الحزب الواحد.

 

لذلك كانت محاولة تدمير الجيش العربي السوري الأول، ومحاولة تدمير الجيش المصري الثاني، والجيش المصري الثالث، بجره إلى معارك سوريا ثم ليبيا ثم غزة ثم اليمن، ومحاولة تدمير الجيش اليمني، جيوش عربية وطنية تأبى وترفض وتقاوم مشاريع النهب والفوضى والتقسيم، فأطلق الغرب الاستعماري واسرائيل الإخوان والقاعدة وداعش والأنظمة الملكية والمرتزقة والخونة لتدميرهم، وبثورة الربيع السلمية التي تحولت إلى التحرير المناطقي بالمرتزقة وداعش، ثم تدشين معارك التحرير المناطقي من الجيش السوري والجيش اليمني، وما بعد التحرير المناطقي بالتأكيد حق تقرير المصير، وما بعد تقرير المصير التمزيق، باستقلال شعب تعز الحر، وشعب الرقة الحر، وشعب حمص الحر، وشعب حماه.. وكل الشعوب لها جيش حر غير الجيوش الوطنية المعروفة منذ زمن الاستقلال، جيوش جيناكم بالذبح والسحل والسبي والتهجير، جيوش مناطقية طائفية عنصرية مئة في المئة، وكان التصدي والصمود حتى التعثر.

 

ومع التعثر وصمود الشعوب والتفافها حول المؤسسة الأمنية والعسكرية في سوريا والعراق واليمن وبالتزامن مع إدراج الحرس الثوري الإيراني في قاموس الإرهاب الأمريكي بعد المعجم الإسرائيلي، ها هم الصهاينة يستكملون ضرب الجيوش لشيء ما مرسوم معلوم مشؤوم مشؤوم، ومن الجزائر والسودان مع تحرك ليبيا ووضع مصر في قائمة الإنتظار.

 

وقالوا ما قالوا عن أسباب خراب العرب بالمشروع الإيراني، وليبيا ما ليبيا، مقياس إستثنائي فضح زيف الإدعاء فلا مشروع إيراني ولا هم يحزنون، بل مشروع صهيوني وسايكس بيكو جديد لإسرائيل الكبرى ودويلات العرب الصغرى والغرب الإستعماري ينهب الثروات، وبعد أن كانت حصة المواطن الليبي من نفط بلاده تصل إلى منزله ها هي فرنسا تنازع إيطاليا على مصادر النفط والغاز في ليبيا وهي الأكبر في أفريقيا، ولا ثورة ولاربيع ولاهم يحزنون، وقالوا قوات حفتر إنها إذن الإمارات، كلا بل فرنسا لا حفتر ولا إمارات، وقالوا حكومة السراج إنها إذن قطر، كلا بل إيطاليا لا سراج ولا قطر، فهل يستوعب البعض أن نفط وثروات وموقع اليمن سبب تباين الإمارات وقطر ولصالح الغرب الإستعماري، وبعد أن “جاهدوا” ضد المجوس الروافض الكفار هاهم يكفرون بعضهم البعض في العراق وسوريا وليبيا وأجزاء من اليمن وبالجهاد الوهابي التكفيري، وجهان لعملة واحدة، يجمعهم الإستعمار متى يشاء ويفرقهم متى أراد.

 

ففي اليمن نواب الشمال إلى الجنوب سِر بعصا الخارج، وبالأمس أبناء الشمال من الجنوب إرحل وبعدوان الخارج، فالخارج يجمعهم متى يريد ويفرقهم متى يشاء طبقاً لمصالح الغرب والكيان الصهيوني، واليمن إلى مزيد من التمزق بالإنسان والأرض والثروات للنهب والعرض للإستباحة، ومزيد من الشرعية تعني المزيد من الإستباحات فكانت شرعية الرئيس بالعدوان وتداعياته، واليوم شرعية نواب الريال السعودي والتداعيات معروفة سلفاً بشرعنة الاحتلال الذي سينتهي بتقسيم اليمن بل باقتطاع أجزاء من اليمن وضمها للعدوان كما يراد ويريد الصهاينة، واليمن لم تعد اليمن وقبلها الحجاز لم تعد الحجاز والشام لم تعد الشام والسودان كذلك لم يعد السودان، وقالوا سابقاً “التحالف الغادر” فيا ترى ماذا سيقول سماسرة الأوطان والدين والعرض ما بعد جلسة مجلس النواب بالريال السعودي، فالندم لاينفع والبكاء لايشفع والتوبة لاتجدي نفعاً في مثل هذه الحالات، وقالت له والدته إبكي مثل النساء على حكم لم تحافظ عليه، وضاعت الأندلس بإسبانيا واختفى الحجاز بالسعودية، ولن يختفي اليمن بسماسرة الدين والوطن والعرض والأيام بيننا وغدا سترون وسيشاهد العالم وبكل الحواس اليمن يمن ولو كره الظالمون.

 

وكما سوريا هناك في الجزائر جيش موحد قوي هزم الإخوان صنيعة الإستعمار مطلع التسعينات وتصدى لجحافل التكفير الوهابي وبغض النظر عن الحكام وطريقة إدارتهم البلاد وبمعطيات ثورات الربيع الدموي وسيلان لعاب الإستعمار القديم والحاضر، يهمنا التركيز على المؤسسة الأمنية والعسكرية والحفاظ على بعد الأمن القومي لها وللدولة بالعداء لأمريكا وإسرائيل وجحافل التكفير الوهابي.

 

والأحداث تتسارع في الجزائر والسودان، وشتان ما بين السودان والجزائر، وبالقراءة الأولية فإن الجزائر للنجاة والسودان للفوضى الخلاقة، لسببين فالجيش الجزائري إحتكم للدستور وضمن الأمن السلمي للوطن أرضاً وإنسان ولاضحايا عنف في الجزائر، وحدهم الإخوان غير راضيين عن الجيش الجزائري، لذلك تبقى الجزائر في خطر الإنزلاق بالإخوان وأخواتهم.

 

أما السودان هناك ضحايا وتم تعطيل الدستور والعسكر يحكمون الأقاليم والولايات، ومن يقود الإنقلاب أو التغيير هم طغمة البشير، بل أصبح قائد مرتزقة جيش السودان في اليمن قائداً للإنقلاب بعد أمضى وقته متنقلاً بين الإمارات واليمن، واختياره تحديداً يُفهم منه ضمان تدفق مرتزقة التكفير من جيش السودان لليمن بعد أن تعالت الأصوات السودانية الرافضة للتدخل في اليمن ومقابرها، والأهم من كل ذلك أن مصر تؤيد الإنقلاب بعد عودة السيسي من واشنطن، وأصبح عبدالفتاح في مصر وفي السودان، ومجلس الأمن يعتبر ذلك شأن داخلي، كونه يبقى في إطار جماعة نتنياهو وصفقة القرن والعدو إيران ومحور المقاومة، ذلك هو مقياسهم، ومقياسنا مسطر بالقرآن الكريم مدروس بالتاريخ ملموس بالجغرافيا محسوس بالوطنية مدرك بالإقتصاد معروف بالسياسة مثبت قطعاً بالأمن والجيوش، فمن ترضى عنه أمريكا وحلفائها هو شر لنا حتى لو أحببناه، ومن لا ترضى عنه أمريكا وأذنابها هو خير لنا حتى لو عانينا مصاعب ومعوقات متعددة في الأمن والمعيشة والخدمات، تلك قراءة أولية إن أردنا فالأحداث تتسارع وكل دقيقة هناك خبر، وقالت الأعراب “محتوى الكتاب يُعرف من العنوان أو المؤلف أو الفهرس” ومن لايعرف مضمون الكتاب فهو وبلا شك قد تشابه عليه ألوان الأبقار.

 

في مثل هذه الظروف نتمنى للسودان والجزائر تولي قيادات عسكرية وطنية من الجيوش العربية التي حررت الأوطان من الغرب الإستعماري كونها صمام الأمان من عواصف الربيع بالمفكر الصهيوني عزمي بشارة وعراب الثورات  الصهيوني “برنار هنري ليفي” وحمالة الحطب “هيلاري كلينتون” وجوقة شباب المعاهد والدورات الأمريكية، والثورة لها قائد وبيان رقم واحد والعدو أمريكا وإسرائيل، وما عدا ذلك ثورات سفارات غربية وصهيونية وإخوان ودواعش للنهب والتمزيق والتقسيم والفتن للعرب، والتنمية والأمان والتوسع للصهاينة والغرب الإستعماري، ومن إيجابيات الربيع العربي أنه قذف بالقوم إلى فنادق الرياض وأحضان المجندات اليهوديات، عملاء وخونة في بلاط بني صهيون من اليهود العدو بالقرآن والدين والإسلام والقومية والوطنية والأخلاق والقيم الإنسانية، مفتاح تصنيفي واضح كل الوضوح لمعرفة العدو من الصديق، مفتاح تصنيفي صالح لكل زمان ومكان.

 

وبغض النظر عما آلت إليه الأوضاع في النظام الجمهوري فإن الداخل الجمهوري يتمتع بنوع من الوعي الشعبي تجاه العدو الصهيوني والإمبريالي الأمريكي نسبياً، بينما النظام الملكي فهو تابع بقضة وقضيضة لأمريكا وإسرائيل، فلماذا الربيع على نظام جمهوري فيه ديمقراطية وإنتخابات وأحزاب -بغض النظر عن التفاصيل- بينما لاربيع في الأنظمة الملكية التي لاتتمتع بشئٍ ما من ديمقراطية الغرب وحقوق الإنسان..إلخ، وبالتالي الآن إكتملت الجغرافيا في الأنظمة الجمهورية بالتغيير عدا جيبوتي وموريتانيا وكان أولها الصومال وآخرها السودان والجزائر بعد تونس وليبيا ومصر والعراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين محتلة من الكيان الصهيوني، فتبقت الدول الملكية لم يصل إليها الربيع المنتظر فهل هذه الدول محصنة كونها تعترف بإسرائيل وتابعة للغرب أم أن هناك ربيعاً للملوك في متناول يد الصهيونية وفي أي وقت وبلمح البصر، هذا ما ستكشفه الأيام القادمة، ومهما كانت الدول عميلة روحاً وجسداً إلا أن عقدة الجغرافيا تضل هدفاً استراتيجياً وخط أحمر صهيوني لايمكن تجاهله، لذلك تقسيم الدول الملكية قادم لامحالة.

 

هكذا يُحكى ويُروى عن عروبة اليوم والوطن الكبير، فماذا جرى يا أبا تمام تسأله؟.. عفواً سأروي عنه ولا تسأل وما السبب؛ فظيع جهل ما يجري.. وأجهل منه أن تدري.. والإستعمار البريطاني والفرنسي ومن ورائهما الصهيونية العالمية هم من رسموا الخارطة السياسية والديموغرافية للمنطقة بعد الحرب العالمية الأولى والثانية بتقسيم العرب إلى 21 وطن وشعب، وتغيير الخريطة السياسية والديموغرافية للمنطقة حدثت مرتين بالتاريخ، كان الوطن العربي محتل من السلطنة العثمانية ولاوجود للحدود السياسية، وبعد ظهور الوهابية، من نجد عام 1745م، وانتشار الفوضى و القرصنة وأمام عجز السلطنة العثمانية عن السيطرة حضر الإستعمار الغربي للمنطقة بمبرر حماية خطوط الملاحة البحرية بل حماية شعوب المنطقة من التوحش الوهابي فأحتل الإستعمار البريطاني عدن ومصر والخليج، واحتل الإستعمار الإسباني المغرب، واحتل الاستعمار الفرنسي الجزائر وتونس، والذي رسم الحدود السياسية للدول الوطنية المحتلة وظل بقية الوطن العربي تحت الإحتلال العثماني وظهور خريطة سياسية جديدة للمنطقة من عام 1830م تقريباً.. وهذه هي المرة الأولى.. والمرة الثانية أيضاً كانت بعد إنتشار الوهابية من نجد عام 1912م وانتهى الأمر بزوال السلطنة العثمانية بتقسيم ما تبقى من الوطن العربي بالإستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي وظهور الكيان الصهيوني الذي تشرعنه الأمم المتحدة، وبذلك تم تغيير الخارطة السياسية والديموغرافية للمنطقة حتى ما قبل الربيع والربيع حتى الربيع الموعود لبني صهيون.

 

وظن البعض أن اسقاط النظام الأفغاني المدعوم عسكرياً من الاتحاد السوفييتي وكذلك اسقاط النظام الوطني والتقدمي في اليمن الجنوبي وجمهورية أثيوبيا الإشتراكية وبالجهاد الوهابي والسعودي والإخواني تحت راية المخابرات الأمريكية هو لمصلحة الإسلام والمسلمين والأنظمة البديلة أصبحت قواعد عسكرية للصهيونية وأمريكا ومصنعاً للوهابية التكفيرية كما يراد للسودان تحويلها اليوم من جيش وطني عربي إلى جيش تكفيري بالبرهان عبدالفتاح “مشرف مرتزقة بلاده في اليمن”، وكان يراد من جيش اليمن جحافل تكفيرية وثور فلاحة للمشروع الصهيوني في سوريا وإيران.

 

والهدف هذه المرة خارطة أكثر صهيونية ومتصهينة للمرة الثالثة، عروبة الأمس يا أبا تمام أخرى لا ينم على وجودها إسم ولا لون ولا لقب، “حبيب” هل حدثك أحدهم أن يوماً ستحبل من إرعادنا السحب؟، ها قد أتى اليوم، وهذه المرة هناك مقاومة لهذه الخارطة، مقاومة لم تتوفر في المرات السابقة، مقاومة باعت من الله.. مقاومة الرد الماراثوني المتدرج والتي سينتهي بها المطاف إلى فلسطين المحتلة واجتثات بيت الداء.. وأصلُ الدواء الناجع هو زوال الكيان الصهيوني.. وبدلاً من الخارطة الصهيونية بالصهاينة العرب والأعراب.. ستظهر خارطة الوطن العربي الكبير والمتحالفة مع الدول الإسلامية الحرة والمتضامنة مع دول العالم المعادي للرأسمالية المتوحشة.. ولله عاقبة الأمور.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

جميل أنعم العبسي