المشهد اليمني الأول/

توقفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عند موضوع عملية التطهير الواسعة داخل العائلة المالكة السعودية التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان هذه الأيام، كما كشفت عن ذلك وسائل إعلام أمريكية يوم الجمعة المنصرم، وشملت القبض على الرجلين القويين عمه أحمد بن عبد العزيز، وابن عمه محمد بن نايف.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الاعتقالات أثارت تساؤلات حول صحة الملك سلمان البالغ من العمر 84 عاما واحتمال خلافته من قبل نجله محمد، غير أن الملك المنهك صحياً ظهر يوم الأحد في لقطات مصورة يبدو فيها بخير، ويعني ذلك أنه موافق على حملة التطهير التي يقودها نجله لقطع الطريق أمام أي منافس محتمل.

وقالت لوفيغارو نقلا عن مارك مارتينيز الذي وصفته بالخبير في منطقة الخليج، قوله إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أرسل إشارة قوية إلى الأسرة الحاكمة بأنه لا يجوز الطعن في سلطته.

وأضافت الصحيفة أن بن سلمان يستغل ظرفاً مواتيا “لترويع” العائلة المالكة من خلال إظهاره لأي كان من أفرادها أنه هو القائد الفعلي والأوحد، وأنه الحل للخلافة وليس غيره، وأنه لن يتردد في اللجوء إلى القوة للوصول إلى العرش خلفاً لوالده الثمانيني والمنهك صحياً.

ورأت الصحيفة الفرنسية أن الأمر الذي قد يبدو غريباً، هو توقيت حملة التطهير هذه الجديدة التي أطلقها محمد بن سلمان ضد عدد من الأمراء، لأنه لا يوجد أي تهديد فعلي ضده حالياً. وتوقعت الصحيفة أن يكون جانبه المتهور هو الذي دفعه إلى هذه الخطوة.

وحذر مارك مارتينيز من مغبة أن حماس بن سلمان الذي لا حدود له واندفاعه يمكن “أن يقودا إلى مستقبل مضطرب وصاخب”؛ معتبراً “أننا قد نشهد ظهور سلطوية صريحة مركزة حول بن سلمان الذي انتهك قوانين سير النظام السعودي”.