مقالات مشابهة

ترجمات.. الشرق الأوسط الممزق، التوسع الصهيوني على حساب الدول العربية

المشهد اليمني الأول/

بعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر ودولة إسرائيل في العام 1979, تلتها الاردن في العام 1994، تعتبر دولة الامارات العربية المتحدة، هي ثالث دولة عربية توقع على اتفاق تطبيع العلاقات مع كيان العدو الصهيوني، حيث وقد تم الاعلان عن هذا القرار في 13 أغسطس 2020 من قبل رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.

وفي المقابل، قال ولي عهد ابو ظبي والحاكم الفعلي لدولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان, أن الاتفاق سينهي أي ضم آخر للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية, بيد أن بيان رئيس وزراء الكيان الصهيوني يقول عكس ذلك, حيث قال, تم “تأجيل” خطة الضم ببساطة!

تجدر الإشارة إلى أن محمد بن زايد ليس مخولاً بأي حال من الأحوال للحديث باللسان الفلسطينيين أو جامعة الدول العربية.

ولتسليط الضوء على ذلك, يجب أن نستحضر اعمال القمة العربية التي عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت في العام 2002, والتي اقرت رفض أي تطبيع مع إسرائيل إلى أن تنسحب من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى حدود ما قبل 4 من يونيو من العام 1967, والقبول بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

تستند التكتيكات الجديدة لإدارة الرئيس ترامب ورئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو إلى اعتبارات السياسة الداخلية (الانتخابية وغيرها), وإن مبدأ “السلام مقابل السلام” يعكس إملاءات أمريكية وإذلالا صهيونيا تجاه الشعب الإماراتي, في حين أن المبدأ: الأرض مقابل السلام لا يزال صالحاً لغالبية الدول العربية، على عكس ما أعلنته الصحافة الرئيسية.

ومع ذلك، فإن بلد ثري مثل الإمارات الذي لا يتجاوز عدد سكانه 4 ملايين نسمة، مع صندوق ثروة سيادية قدره 1.3 تريليون دولار و 414 مليار دولار الناتج المحلي الإجمالي، وهو ضعف قبول الجزائر للحكم الصهيوني تحت إكراه من رئيس الولايات المتحدة, لذا ما هي الأسباب الحقيقية لخيانة دولة الإمارات للتضامن العربي؟

التهديد الايراني:

ما هي السياسة الإسرائيلية في الشرق الأوسط؟ هل تعتبر سياستها التوسعية امتداداً لايديولوجيتها الصهيونية؟ نحن نميز بين الصهيونية الدينية التي نحترمها والصهيونية السياسية التي نشجُبها، فهما مشروعان منفصلان يحتاجان إلى توضيح.

وأخيراً، هناك لاعب مهم آخر على الأرض هو: إيران, فما هي سياستها في الشرق الأوسط ومن يكون أنصارها؟

وفيما يخص الاتفاقيات بين الإمارات والكيان الصهيوني، زعم البعض أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تريد الانتشار في جنوب شرق آسيا، حيث تم فرض الدولة العبرية على القادة العرب في مواجهة “التهديد” الإيراني.

ولكن هل تشكل إيران حقاً تهديداً كبيراً لدرجة دفع الملوك والأمراء إلى السعي وراء تحالف مع أسوأ أعدائهم الذي يحتل دولة فلسطين التي قاتلوا من أجلها والتي ترهب سكان غزة وأسرهم وتحتل ثالث أقدس مكان في الدين الإسلامي.

فهذه ذرائع غير مبررة، يمكن لمصر وتركيا السنية ضمان أمنهما في مواجهة الإيرانيين الذين لا يسعون إلا إلى السلام على عكس ما يفعل الإسرائيليين.

يجب البحث عن أسباب الخضوع الملكيات, ليس من وجهة نظر الدين (السني أو الشيعي)، ولكن بالأحرى من خلال الطبيعة السياسية لهذه البلدان.

وينبغي أن نتذكر أن ممالك الخليج كانت تتعامل بشكل جيد وحسن مع إيران الشيعية في الفترة التي كان يحكمها الشاه الذي كان له نفس النظام الملكي السياسي حتى سقوطه في العام 1978.

فالتغيير السياسي في إيران، التي أصبحت جمهورية فيما بعد، هو الذي جعل فرائص هؤلاء الملوك والأمراء ترتعد على عروشهم, حيث استخدموا نظام الرئيس صدام حسين لشن الحرب على الإيرانيين لأكثر من 10 سنوات، من خلال تمويله, بيد أنهم فشلوا في تلك الحرب التي حصدت ارواح مليون شخص, وتم حل الصراع العراقي الإيراني من خلال وساطة الرئيس الجزائري بومدين, وبالتالي, فهذه الأنظمة تفقد قوتها نظراً لغياب الإنكار الشعبي والغياب التام للتناوب السياسي.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك جهات فاعلة في هذه البلدان ذات إمكانيات كبيرة لزعزعة الاستقرار، حيث أن نظامها السياسي لم يتمكن من الإصلاح ولم يتمكن ايضاً من التكيف مع التغيرات المخيمة على العصر الحديث, ونتيجة لذلك، يتم حظرها.

الأيديولوجية الحقيقية لكيان العدو الصهيوني:

سئم سكان هذه البلدان من الإذلال والسخط الذين يلاحق زعمائهم من قبل البلدان الغربية, وآخرها دونالد ترامب الذي لطالما أعلن من خلال اجتماعاته أن هذه الأنظمة غير قادرة على أن تستمر 5 أيام من دون الوجود والأمن الذي توفره الولايات المتحدة الأمريكية لهم.

وفي ظل إملاءات الرئيس الأمريكي، لم يتخل قادة الدول العربية عن فلسطين للصهيونية فحسب، بل أيضاً تم التخلي عن المدينة المقدسة “القدس” دون خوض معركة سواء عسكرية أو سياسية أو حتى دبلوماسية.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أوقفوا كل أشكال المساعدات المالية لفلسطين المحتلة على أمل أن تخضع للصهاينة على حساب أي احتمال لقيام دولة فلسطينية, فهذه واحدة من الخيانات العديدة جداً لقادة هذه البلدان (مصر والأردن والإمارات)، والتي ستبقى محفورة على جباههم.

وينبغي أن نتذكر أن فلسطين قد قسمت إلى دولتين في العام 1948, الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني يمتثلان لقرارات الأمم المتحدة, فأين دولة فلسطين التي ركزت على القرارات التي وقعها الأمريكيون, ولكن لماذا لا تمتثل إسرائيل لقرارات الأمم المتحدة؟

كيف يمكن أن نفسر لماذا يهيمن بلد يبلغ عدد سكانه 10 ملايين نسمة على هذه المنطقة من الشرق الأوسط والتي تضم أكثر من 300 مليون عربي (مصر ودول الخليج)؟

لماذا هذا التوسع السريع وما هو أصل نشأة إسرائيل؟ في بادئ الأمر, كانت مطالب اليهود ببساطة منزلاً في فلسطين, وفي وقت التصويت على التقسيم في العام 1947، كان هناك 650 ألف يهودي في فلسطين من أصل 1.3 مليون نسمة!

يهود فلسطين:

بعد 70 عاما، تم استعمار فلسطين كلها مستهينين بشعبها, وفي الوقت نفسه، بفضل الاشتراكيين الفرنسيين في ذلك الوقت وتمويل المصرفي الأمريكي برنار باريش، وهو يهودي من أصل ألماني، تحققت الغاية المنشودة, وحتى يومنا هذا، دفعت لهم ألمانيا تعويضات مالية وزودت بحريتهم بعدة غواصات.

كما زودهم الولايات المتحدة بجميع المعدات العسكرية المطلوبة وتساعدهم على تطوير مراكز أبحاثهم لتصنيع الطائرات بدون طيار وغيرها من الأجهزة العسكرية الأخرى من (الدبابات وطائرات وما إلى ذلك), إذ تبلغ المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن رسمياً 4 مليارات دولار سنوياً، لكنها في الواقع غير محددة.

تهيمن إسرائيل على العالم العربي عسكرياً وتسعى إلى تدمير آخر والمتمثل في الحضارة إيرانية التي يبلغ عمرها ألف عام لتبقى سيداً بلا منازع في منطقة الشرق الأوسط.

ويبدو أن احتلال فلسطين والتدمير الذاتي للبلدان العربية يتبعان نفس المنطق المكيافيلي, فهل هو عمل النخبة؟ وما هي أسبابه وآثاره؟ وهل يطيع غرضاً دينياً أو غرضاً آخر غيره؟

ولكن هل يعرف القادة العرب الأيديولوجية الحقيقية لدولة إسرائيل التي تسعى في حقيقة الأمر إلى تدمير الإسلام كدين وإخضاع شعوب المنطقة؟

والواقع أن رئيس الوزراء السابق أرييل شارون سبق وأن صرح بأن مشروع الحركة الصهيونية ليس الدفاع عن دولة إسرائيل فحسب، بل هو مشروع تفكيك الدول العربية في المنطقة.

يتم التذرع بالنصوص “التوراة” لتبرير التمديد الدائم للحدود، بأساليب المجازر والإرهاب, حيث أن المشروع الصهيوني هو تفكيك الدول العربية من خلال تسليط الضوء على انقساماتها العرقية والدينية!

وفي الوقت الراهن، سلّم القادة العرب ثرواتهم وقوتهم للصهيونية العالمية، التي تُعَدّ على محمل الجد ضد هؤلاء البدو المهيأين الذين لا كرامة لهم ولا شرف.

ومع ذلك حارب العاهل الأردني آنذاك البريطانيين واليهود، ولم تتوقف مضايقة رجال المقاومة العربية أبداً, حيث نفذ الفلسطينيون عدة هجمات ضد الإسرائيليين.

هل يعرف القادة العرب حقيقة أصل شعب إسرائيل؟

إن ما يسمى بدولة إسرائيل ليست بأي حال من الأحوال ثمرة وصية إلهية، بل هي نتيجة لمزيج بين أناس زوروا التاريخ مع الأب الروحي لدولة إسرائيل ثيودور هرتزل والنخبة التي لا تسعى إلا لمصلحتها على حساب اليهود الحقيقيين الذين يؤمنون بالنبي الله موسى والعهد القديم – وهو الجزء الأكبر من الكتاب المقدس ويحتوي على جميع كتب اليهود بما فيها التوراة- وكما يشير الفيلسوف غارودي: يحارب هرتزل بقوة أولئك الذين يعرّفون اليهودية كدين.

واستناداً لما أشار إليه اليهود البارزين وغيرهم من المؤرخين، يمكننا أن نرى أن الحقيقة قد خرجت للنور أخيراً, ففي الواقع، فإن غالبية سكان إسرائيل الحاليين هم من شعب الخزر الذين اعتنقوا اليهودية في القرن التاسع.

ووفقاً للبروفيسور البريطاني المعروف هربرت جورج ويلز والكاتب المجري آرثر كوستلر، فإن الخزر لا علاقة لهم بالعبرانيين في فلسطين.

ومن جانبه, يشير المؤرخ البريطاني دوغلاس ريدز إلى أن الخزر الصهيوني في أوروبا الشرقية ليسوا ساميين وأن أجدادهم لم تطأ أقدامهم أبداً أرض فلسطين.

ويؤكد البروفسور ويلز في مراجعه “أصل التاريخ” أن يهود الخزر ليسوا من أصل يهودا ولم تطأ أقدامهم أبداً تلك الارض، لذلك ليس لديهم شرعية ولا تاريخية ولا توراتية ولا حتى قانونية على أرض فلسطين.

وبالمثل، فإن المؤرخ اللاهوتي الألماني اليهودي غراينتز, يبين أن 95% من سكان إسرائيل ليس لديهم سبب ولا حق في العيش على هذه الأرض.

إن احتلال فلسطين هو أقرب إلى الاستعمار بالقوة مع قاعدة من الأيديولوجية السياسية الصهيونية, حيث يشير غراينتز أن هذه المعلومات تأتي من قاموس “الموسوعة اليهودية”.

عالم الأعمال الذي يهيمن عليه الصهاينة:

كل أبحاث المؤرخين البارزين لم تتناقض رواياتها على الاطلاق, وبالتالي أظهرت كذبة الاستيلاء على أرض فلسطين.

ومع ذلك، يعارض علماء يهود آخرون إنشاء دولة إسرائيل كونها تتعارض مع معتقداتهم الدينية.

وفقا لتفسيرات اليهود “الحردين أو الحريديمين”، ومن بينهم “كارتا الطبيعية”، فإن التلمود – كتاب تعليم الديانة اليهودية – يمنع إنشاء دولة لأبناء إسرائيل حتى عودة المسيح.

وللأسباب ذاتها، يعتقدون هؤلاء أن دولة إسرائيل الحالية هي سبب لظلم الفلسطينيين، وهو ما يتعارض مع تعاليم التوراة, كما أنهم يتهمون الصهاينة باستخدام الهولوكوست أو المحرقة لتبرير أفعالهم ومعاداة السامية بشكل عام, ويخلصون إلى أن الشعب الفلسطيني له الحق في العيش في بلده كعضو كامل الحقوق مع يهود فلسطين الحقيقيين.

يشير غارودي إلى أن الصهيونية الدينية لا تواجه أبداً معارضة من المسلمين الذين يعتبرونه من نسل النبي إبراهيم والإيمان.

يذكر الكاتب الفرنسي برنار لازار أن جهد ميمونيدس، أعظم فيلسوف يهودي على الإطلاق، الذي يظهر انسجام الإيمان والعقل، كان في القرن الثاني عشر معارضاً بشدة من قبل الأصوليين الصهاينة.

وعلى الرغم من التعاليم والأدلة التي قدمها العلماء اليهود، واصل الصهاينة استعمارهم لفلسطين وتوسعهم في منطقة الشرق الأوسط، التي لم تكن أهدافهم الدينية (مجرد ذرائع)، بل عسكرية واقتصادية من أجل السيطرة على مصادر الطاقة وتأمين مسار التجارة إلى آسيا.

وعلى الجانب الآخر من الشمال الشرقي، توجد قوة أخرى على الأرض, والمتمثلة في إيران, فعلى الرغم من الحظر الكامل الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية, تمكن الاستراتيجيون الإيرانيون من إقامة علاقات بناءة مع الصين وروسيا.

وهكذا, أصبح الشرق الأوسط ساحة معركة ونفوذاً بين محورين رئيسيين: الصهاينة والإيرانيين.

ففي هذه القضية، لا يزال العرب، على الرغم من ثرواتهم من المخزون النفطي, غير مهيمنين عسكرياً، وبالتالي يستوعبهم واحد صهيوني وآخر إيراني.

واليوم, أصبح الشرق الأوسط مقسم مرة أخرى، حيث ينقسم إلى محورين، فمن ناحية نجدها تحت النفوذ الإيراني: اليمن والعراق وسوريا ولبنان مع إمكانية الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، وعلى الجانب الآخر تحت النفوذ الصهيوني: الأردن والإمارات ومصر.

وإذ عدنا إلى الوراء بالتحديد إلى القرن السابع, عندما كانت المنطقة مقسمة بين الإمبراطوريات الفارسية والبيزنطية, سنجد أن التاريخ يعيد نفسه والنمط نفسه من خلال استبدال البيزنطية بالصهيونية, حيث قهر العرب المنضوين تحت راية الإسلام وإيمانهم بغزو بلاد فارس ومحاربة الإمبراطورية البيزنطية حتى انهيارها مع استيلاء العثمانيين على القسطنطينية في العام 1453.

ولكن في الوقت الراهن ما هي العوامل التي توحد العرب؟

إن الإسلام ليس معاصراً، حيث تم مهاجمته من جميع الجوانب، سواء من قبل القادة العرب أو الصهاينة, حيث أن نهج الصهاينة هو جزء من استراتيجية الخضوع والسيطرة، وبالتالي الاستيلاء على أدنى ذريعة للحط من قيمة أتباعها الذين يعتبرون “معتوهي الله”.

وفي هذا المسار, هناك بناء متعمد للعطاء الزائف بالصورة المشوهة للمسلم على قدم المساواة مع الإرهابي والخيانة العربية المتساوية، مع استخدام جميع وسائل الإعلام في نقل هاتين الهويتين المزيفتين.

الإسلام بريء وسيخرج من ذلك منتصراً! نظراً لكون القادة العرب هم الذين يستخدمونه لتشويه صورة الإيرانيين، بينما يؤمنون بنفس إله النبي محمد وينتهجون نفس تعاليم الإسلام, والباقي هو تشويه الدين من قبل رجال يعملون في السياسة, فالله

أراد أن يجعل الإسلام ديناً، لكن الرجال جعلوه سياسة وفق الصيغة أو المعادلة الشهيرة.

تسعى الدعاية الصهيونية في الوقت الراهن إلى تقديم إسرائيل على أنها وادي السليكون في الشرق الأوسط مع مراكز أبحاث تكنولوجية وأمنية لجذب الجيل الشاب من الحكام العرب, حيث يريد الصهاينة تمويل مراكز أبحاثهم من قبل أغنى الدول العربية مقابل أمن نظامهم.

لذا يجب أن يكون تفسير المصالحة هو التقارب, وهو تشكيل جيل الشباب في الجامعات الأنجلوسكسونية ومن بينهم المتنافسين على العروش الذين تم “دعمهم” من قبل الاستراتيجيين من هذه الدول (الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا) لاختيار الأكثر أمعية ومواتية إلى المبادئ الرأسمالية والصهيونية.

لقد تأثروا وأقاموا علاقات في عالم الأعمال، معظمها مملوكة من قبل الصهاينة, وهذا تنسيق معرفي وأيديولوجي على حد سواء.

ومن الاعتمادات الأخرى لقادة العرب في الخليج عدم وجود جيش قوي للتعامل مع الخطر الخارجي, وهذا الافتقار مقصود بالفعل لأنهم يخشون أن يأتي بنتائج عكسية وأن يؤدي إلى عصيان مدني بحكم الأمر الواقع، فضلا عن الاستيلاء على السلطة وإقامة الجمهورية, حيث لطالما دعوا القوى الخارجية إلى ضمان قدر أكبر من الأمن في مواجهة شعوبهم.

ويتساءل المرء عما تبقى من هذا الجيل الجديد من القادة الذين تطبعوا بطباع الغرب, حيث تخلوا عن التضامن العربي من خلال إدارة ظهورهم لفلسطين المحتلة والتخلي عن القدس كرمز للإسلام وثالث أماكنه المقدسه.

لم يترددوا في بيع أرواحهم للشيطان (الصهيونية) للحفاظ على قوتهم وامتيازهم في حين يمكنهم الحفاظ عليها بمزيد من الكرامة واحترام المثل الأعلى لشعوبهم.

واليوم، ستتغير الأمور، والناس سوف يستيقظون ولن يقبلوا بعد الآن أن يدوسهم طغاة عصر آخر بالأجر الأجنبي.

ومن وجهة النظر هذه، فالغربيون والصهاينة الخارجون عن القانون لديهم أيضاً خطة أخرى في حالة ثورة الشعوب ضد هؤلاء الملوك وغيرهم من الطغاة العرب:

إن التحريض على الانهيار, هو ثورة مسلحة من شأنها أن تدمر البنى التحتية الأساسية لكل دولة مثل سوريا، كما هو الحال في لبنان والعراق, ليأتوا ويعيدوا بنائه من جديد وفي المقابل, تخزين ثرواتهم لاستغلالها مرة أخرى.

إن هذه الدوامة التي ينتهجها الغرب يتم أعاقتها بصورة دائمة من قِبَل روسيا والصين.

لهذا, نعتقد أن الأمور ستتغير, لذا يجب أن لا يغيب عنا حقيقة أن المواطن الأمريكي العادي حتى الآن يراوده الشك في اليهودي التجاري وأن العديد من اليهود الأمريكيين يعارضون السياسة الاستعمارية الصهيونية, بالإضافة إلى أن المساعدات الأمريكية المقدمة لإسرائيل لا تعود بالنفع على الشعب الأمريكي.

وسينهض الشباب العربي الفخور إلى مستوى التحدي ويعيد إلى بلده كرامته وشرفه, وستكون وريثة أسلافنا على النحو التالي:

صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس ومؤخراً الملك فيصل بن عبد العزيز, والرئيس جمال عبد الناصر والرئيس هواري بومدين وغيرهم ممن كرموا أوطانهم وقاوموا الطفرة الصهيونية التي تتلقى الدعم والتمويل الدولي.

ومع ذلك، فإن الشعوب العربية لن تقبل أبداً بالهيمنة اليهودية التي تتعارض مع عقيدتهم الدينية ولن تنهض ضد الإيرانيين المسلمين الذين تقبلهم الجماهير الشعبية وتدمجهم معها.

فالشباب العربي يصوغ حالياً جماعات بحثية فكرية في مختلف دول العالم، وهم على نحو متزايد أكثر تعليماً وتواصلاً وهم من سوف يسعون إلى استعادة مصيرهم بأيديهم من خلال التخلص من الصهاينة الذين لم يسعوا أبداً إلى العيش بسلام مع المسلمين الذين كانوا دائماً يحمونهم.

وقد يقبل بعض القادة العرب هيمنتهم تحت إملاءات من الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن شعوبهم ستنهض في نهاية المطاف وتطارد الصهاينة مرة أخرى.

إنها مسألة وقت لأن الجماهير العربية لا تخشى من قنابلها الذرية أو ترسانتها البكتريولوجية التي ستدير ضد المستعمرين والمعتدين بدعم من شعوب العالم المحبة للعدالة والسلام.
____
*بوبكر ميلودي: أستاذ محاضر في جامعة الجزائر.
*صحيفة “لاكسبخسيون – lexpressiondz” الجزائرية الناطقة باللغة الفرنسية- ترجمة: وكالة “سبأ”)
*المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.