مقالات مشابهة

إعلام غربي: فشل تحالف البحر الأحمر أمام الهجمات اليمنية وسقطت الهيمنة الأمريكية

انشرت مجلة “Eurasia Review” مقالة بعنوان “فشل تحالف البحر الأحمر وسقوط الهيمنة الأمريكية”، للكاتب”يتر رودجرز” خريج العلاقات الدولية في جامعة ولاية بنسلفانيا.

ابرز ماجاء فيه انه بسبب الهجمات على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، أصبح البحر الأحمر نقطة توتر ساخنة. ودعمت الولايات المتحدة بقوة وبشكل غير مسؤول إسرائيل، من خلال تزويدها بكميات ضخمة من الأسلحة والدعم الدبلوماسي.

وبسبب صمت العالم الغربي وتقاعس العالم العربي عن هذه الإبادة الجماعية، دفع الحوثيين اليمنيين إلى مقاومة انتهاكات حقوق الإنسان هذه من خلال استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل.

وقد حاول البيت الأبيض التفاوض غير مباشر مع أنصار الله في اليمن من خلال الوساطة العمانية، وقدمت مجموعة من الحوافز، مقابل وقف هجمات أنصار الله في البحر الأحمر. لكن اليمنيين رفضوا جميع المقترحات وأعلنوا أنه لن يتوقف عن استهداف السفن التي تخدم المصالح الإسرائيلية إلا إذا توقف قتل المدنيين في غزة.

وفشلت الولايات المتحدة في إقناع اليمنيين، لذا حاولت تشكيل تحالف ضد اليمن عن طريق عسكرة المنطقة ودعوة الدول العربية. وكانت الولايات المتحدة ترى ذلك مناسبًا لها، حيث يمكنها التجاوز عن الصراع بين إسرائيل وحماس وتصور القضية كمسألة أمن الشحن في البحر الأحمر. وقد دعت واشنطن الدول الأوروبية والصين للانضمام إلى التحالف لمنع تصعيد الصراعات الإقليمية.

غير ان حلفاء واشنطن في أوروبا والعالم العربي لم يرحبوا بدعوتها للمشاركة في التحالف المذكور. تم تقليص التحالف المفترض أن يضم 42 دولة إلى 8 دول فقط. هناك عدة أسباب لفشل التحالف، ولكن السبب الأكثر أهمية هو انهيار نظام الهيمنة الأميركية.

وأشا رالكاتب الى أنه في نظام الهيمنة، على عكس نظام الهيمنة، هناك عنصر الرضا. وتتبع جهات فاعلة أخرى أجندة الهيمنة مقابل الحصول على فوائد أمنية. تضمن القوة المهيمنة بقاء وسلامة حلفائها. وتتبع الولايات المتحدة سياسات متناقضة في المنطقة، مما يعرض أمن حلفائها للخطر ويثير رفض دول كبرى مثل السعودية ومصر للانضمام إلى التحالف.

وأوضح ان إدارة بايدن أدانت سياسات السعودية في الحرب مع الحوثيين، ومع ذلك، هناك توقعات بدعم السعودية لإسرائيل في حرب محتملة ضد اليمن.

وعلى الجانب الآخر، شهدت العلاقات بين السعودية واليمن تحسنًا بفضل وساطة الصين بين الرياض وطهران، ويتوقع التوقيع على اتفاق سلام مع الحوثيين. وفيما يتعلق بالإمارات، فإنها مترددة في الانضمام إلى التحالف بسبب تجاربها السابقة المؤلمة في الحرب اليمنية.

أما مصر فتعتبر دولة رئيسية أخرى في المنطقة وتعتمد بشكل كبير على وضع مضيق باب المندب في حياتها الاقتصادية. والتهديدات المتزايدة في هذا المضيق تؤثر على عدد السفن التي تستخدم قناة السويس، وهذا يثير قلق القاهرة بشأن تأثيرها الاقتصادي.

ومن المنطقي أن تنضم مصر إلى التحالف نظرًا للمصالح الاقتصادية، ولكنها اختارت عدم التنازل عن مصالحها الأمنية من أجل هذه المصالح. وتشعر السلطات المصرية بالقلق بشأن الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار على غزة وإزالة إمكانية نقل الفلسطينيين إلى صحراء سيناء، حيث أن ذلك قد يؤدي إلى صراعات أكبر وأوسع في المنطقة.

بدورها، الدول العربية تظهر ترددها في الانضمام إلى التحالف بسبب الاعتبارات السياسية والمصالح الوطنية. وتعتقد النخب العربية أن الدفاع عن الممرات البحرية يمكن أن يكون ذريعة لمساعدة إسرائيل على حساب المصالح العربية. وفي نظرها، كان بإمكان الولايات المتحدة أن تسعى لإنهاء الحصار المفروض على غزة بشكل دبلوماسي بدلاً من اتخاذ إجراءات عسكرية.

وذكرأن إدارة بايدن التي تدعم إسرائيل، تعمل على تنفير حلفائها في المنطقة من خلال دعم المستمر لإسرائيل دون قيد أو شرط وتجاهل احتياجات الشرق الأوسط.

ولفت الى ان الهجمات اليمنية أثرت على سلاسل التوريد في الصين وأدت إلى تعليق عبور شركة كوسكو الصينية عبر باب المندب. ومع ذلك، تعتبر الصين هذه الهجمات فرصة لاختبار إغلاق المضيق البحري وتعزيز استراتيجيتها العسكرية في حالة نشوب صراع محتمل مع الولايات المتحدة.

وأكد أن الصين تسيطر على ثلاثة مضايق بحرية رئيسية وهي مضيق ملقة، ومضيق هرمز، ومضيق باب المندب من خلال حلفائها. في حالة اندلاع حرب مستقبلية حول تايوان وتدخلت الولايات المتحدة، قد تستخدم الصين هذه المضايق لتهديد إمدادات وتسليم السلع وخلق مشاكل اقتصادية خطيرة للاقتصاد العالمي.

بالإضافة إلى ذلك، إذا استمرت الصين في سياساتها الخاطئة، قد تتأثر الميزة التنافسية للصين وتتعرض للخسائر لا سيما من قبل النخب الأمريكية ودول المنطقة.