مقالات مشابهة

حرب مصر وكيان العدو.. إنتصار 6 اكتوبر 1973م تحول الى هزيمة سياسية بالتطبيع ؟!

المشهد اليمني الأول/

6 اكتوبر 1973 م هى ذكرى حرب العاشر من رمضان حيث تمكن الجيش العربي المصري من اقتحام خط بارليف الحصين والمنيع والعبور للضفة الشرقية لقناة السويس وكذالك تمكن الجيش العربي السوري من تحرير القنيطرة والتقدم لتحريرالجولان ..وحدث مالم يكن بالحسبان عسكريا ثم سياسيا ثم تطبيع.

حيث اكتفى الرئيس المصري محمد انور السادات بعبور قناة السويس للضفة الشرقية، ثم اوقف تقدم الجيش المصرى بمبرر عدم وجود غطاء جوي اكثر من 17 كيلو متر للجيش المصري، الذي كان من المفترض التقدم لتحرير شبة جزيرة سيناء.

في وضع تقهقر الجيش الصهيوني الذي تلقى ضربة عسكرية مصرية سورية مشتركة، لم يستفيق منها الا حين تلقى جسر جوي امريكي عسكري اتاح للجيش الصهيوني استعادة الجولان على الجبهة السورية وتهديد العاصمة السورية دمشق.

ثم احداث ثغرة والتفاف على الجيش المصري الثالث، ويعبر الى الضفة الغربية لقناة السويس ويصبح على بعد 100 كم من العاصمة القاهرة، والفريق سعد الدين الشاذلي يطوق الجيش الاسرائيلي والجيش المصري الثالث معا ويتنظر الامر بتدمير الجيش الصهيوني مع احتمال تضرر الجيش المصري.

والسادات يرفض، ويستنجد بوزير خارجية امريكا هنري كيسنجر، لوقف تقدم الجيش الصهيوني الذي يقترب من القاهرة فكان وقف اطلاق النار، ثم اتفاقية كامب ديفيد.. وخروج مصر من الصراع العربي الصهيوني وهي الحرب التي نالت تضامن عربي رسمي واسع.

فقد اغلق اليمن الديمقراطية عدن مضيق باب المندب وتوقف ضخ النفط العربي للغرب، وارسلت بعض الاقطار العربية كتائب عسكرية وسط تضامن قومي عربي ضد العدو الاسرائيلي.

واليوم اصبح العدو صديق عند معظم الأنظمة الرسمية العربية وبالعلن الفاحش ماعدا القلة القليلة..اما الشعوب لم ولا ولن تقول بالتطبيع والدليل الشعب المصري والاردني، وهذا مؤشر ودليل بإن اكتوبر ثاني قادم وسيحمل معه الخراب الثالث لطائفة اليهود من بني اسرائيل، ومعهم ستزول انظمة التطبيع…

والجدير ذكره هنا أن وزير خارجية امريكا الصهيوني هنري كيسنجر وفي مذكراته قال:ان هدف حرب السادس من اكتوبر 1973م، هو تحريك السلام بين مصر وبني قينقاع، حيث كان السادات يلح لطلب المفاوضات والسلام مع الكيان العبري قبل الحرب، وهنري كيسنجر يقول لابد من تحريك الاوضاع للبدء بالمفاوضات ثم السلام..

فكان اغتيال نصر اكتوبر بالميدان، ثم السياسة بتوقف تقدم الجيش المصري بمبرر انعدام الغطاء الصاروخي، ثم رفض خطة الفريق سعد الدين الشاذلي لتدمير جيش العدو الصهيوني.. فتحول النصر العسكري الى هزيمة سياسية بكامب ديفيد.

واليوم يراد تحويل مصر الى دولة فاشلة بمظاهرات الاخوان، ثم الدعشنه وتدمير الجيش المصري مع ظهور نعرات انفصالية لتفكيك الوطن المصري، يضمن سلخ شبة جزيرة سيناء.. لتمرير المشروع الصهيوني بصفقة القرن في القرن الواحد والعشرين، وطرد ماتبقى من الشعب الفلسطيني الى شبة جزيرة سيناء.

__________
ابو جميل انعم العبسي
7 اكتوبر 2020م