المشهد اليمني الأول/

 

كتب ميخائيل موشكين، في “فزغلياد”، حول مخصصات الدفاع التي يمليها ترامب على حلفاء الولايات المتحدة في الناتو، ولكن دون جدوى.

 

وجاء في المقال: وضع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأربعاء، أعضاء الحلف أمام إنذار نهائي تقريبا، وقام بمراجعة مطالبه السابقة بحدة. وهي تتعلق أولاً بمستوى إنفاق أعضاء الحلف على الدفاع (كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي).

 

ونقلت “بلومبرغ” عن رئيس بلغاريا رومان راديف، قوله بعد الاجتماع: “الرئيس ترامب رفع المسألة ليس فقط إلى 2٪ ، إنما حدد أيضا هدفا جديدا، هو 4٪”. وأضاف راديف، منزعجا، أن الناتو ليس بورصة يمكن فيها “شراء الأمن”.

 

وتابع كاتب المقال: تنفق الولايات المتحدة 3.58 ٪ من ناتجها المحلي الإجمالي على احتياجاتها الدفاعية، كما قال مدير إدارة الاتفاقات الدولية بوزارة الدفاع الروسية سابقا، الجنرال الاحتياطي يفغيني بوجينسكي، وأضاف: “المنطق واضح: لماذا يجب أن تنفق الولايات المتحدة 4٪ ، ولكن ألمانيا غير مستعدة لإنفاق حتى 2٪ بحلول العام 2024. الحد الأقصى الذي يمكن أن تبلغه 1.7 ٪ “.

 

ميزانية الحلف لهذا العام 1.013 تريليون دولار. تساهم الولايات المتحدة بـ 706 مليار دولار منها، أي 70 ٪. ووفقا بوجينسكي، فـ “هذا يعني أن التحالف هو الولايات المتحدة + الدول الـ 28 الأخرى”.

 

ويرى ضيف الصحيفة أن مساهمة الولايات المتحدة لا يمكن أن تنخفض إلى مستوى مساهمة كندا أو فرنسا أو ألمانيا، بسبب الاختلاف في الناتج المحلي الإجمالي نفسه. فـ”حتى لو خفضت الولايات المتحدة الإنفاق إلى 2٪، فإن الناتج المحلي الإجمالي لا يمكن مقارنته بالناتج المحلي الإجمالي لألمانيا أو إيطاليا أو فرنسا. كانت الولايات المتحدة وستظل هي الممول الرئيس… وإلا فإن حلف شمال الأطلسي ببساطة سوف يكف عن الوجود. فمن دون الولايات المتحدة، تحالف شمال الأطلسي كلام فارغ، خيال”.

 

لذلك، فمن المستبعد أن يأخذ الشركاء الأوروبيون بجدية مطالب ترامب بتحمل عبء المسؤولية عن الحلف. لن تمضي الولايات المتحدة إلى “إفقار” الناتو وإضعافه، ولن تتصرف ضد مصالحها الجيوسياسية.

 

إلى ذلك ردّت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الأربعاء، على تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قال فيها إنه من غير المناسب أن يحمي الناتو ألمانيا، “بينما هي تدفع المليارات لروسيا مقابل الطاقة“.

 

وقالت ميركل خلال قمة الناتو في بروكسل: “حول هذا الموضوع أودّ أن أضيف إنه كان لدي تجربة وهي أن جزءاً من ألمانيا كان مسيطر عليه من قبل الاتحاد السوفييتي، ويسرني جداً أن اليوم، ألمانيا واحدة حرة، ويمكننا بالتالي القول إننا نستطيع انتهاج سياسة مستقلة واتخاذ قرارات مستقلة”.

 

وأشارت ميركل إلى أن ألمانيا ممتنة كثيراً للناتو على وحدة ألمانيا وبقاء أوروبا اليوم موحدة، مؤكدة أن” ألمانيا أيضاً تفعل الكثير للناتو… ونحن نضع معظم قدراتنا العسكرية في خدمة الناتو”.

 

هذا واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء أن ألمانيا أسيرة في يد روسيا، منتقداً مشروع “التيار الشمالي-2” الخاص ببناء أنابيب الغاز بين برلين وموسكو.

 

وأشار ترامب لدى لقائه حلف شمال الأطلسي “ناتو” إلى أنه “ليس من المناسب أن تشتكي أوروبا التي تطلب منا حمايتها من روسيا، في حين أن ألمانيا تدفع المليارات لروسيا مقابل الطاقة”، وأوضح ترامب أن “ما يتراوح بين 60 إلى 70 في المئة من الطاقة في ألمانيا تسيطر عليها روسيا، هذا أمر سيء للناتو ويجب ألّا يحدث”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا