كتب/ جميل أنعم: الثورة مطر من نوع آخر .. نافذة بردونية ليوم يم الشقيقين في السبعين

الثورة مطر من نوع آخر، ثورة الإنسان، ثورة الرعد، إنسانية الثورية بالترحيب بمن غُرر وخان بعد البعد ومن قلب الرعد ومن أجل الوطن سنتفق وسنتحد وسنعمل على أن نتراص وأن نتآخى فيما بيننا، ورعدية الجيش واللجان الشعبية، رعدية ردعية صدّعت قصور ومشافي مملكة الدرعية، فكانت رصاصة الرحمة من إنسانية الثورية ورعدية الردعية في جبين الشرعية وبالوطنية اليمنية مع اللا تحية لعملاء الممالك الكرتونية .

يوماً ولا ألف يوم، ومن رحم الحصار، تبنَّى السبعين قاهر الحصار الأسبق سبعون ألف رجل وسبعون ألف إمرأة، وسبعمائة ألف تسبيحة لله توحدنا يا أحد ومصيرنا أحد أحد، في يوم الإثنين الشقيقين هارون وموسى، أُشدد بهم أزرنا، واشركهم في أمرنا، كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت بنا بصيراً، سقياك هل اوحيتَ لسمائنا ما يوحى وقذفتَ بنا الأمطار فأصبحنا في اليم يمانيون أُلقينا في سواحل السبعين ألف ألف مولوداً في مخاض حصار شِعب بني قحطان وعدنان، إذهبا إلى سلمان إنه طغى، والبقية معروفة من اللين والحوار والشراكة حتى أن يتبعنا سلمان بجنوده فيغشاهم من يم يمننا ما يغشاهم .

وبنكهة بُن البردوني بطعم حبر ثوريته و وطنيته، نافذة بردونية ليوم اليم في السبعين، يوم الإنسانية والرعدية مع الجيش واللجان الشعبية، من صفحات الجيش من مجلة الجيش ..

فعادةً هنالك إعتقاد يصل لدرجة اليقين، لدى عامة الناس بأنه يوجد علاقة بين غزارة الأمطار وواقع الحال في البلاد، والعلاقة عكسية، فالامطار الغزيرة دليل على خير النيات لدى القائمين بالأمر في البلاد، والامطار القليلة والشحيحة والمعدومة دليل على سوء النيات لدى القائمين بالأمر في البلاد .. والله أعلم ..
وفي يمن اليمان لدينا ثلاثة حالات نوردها للتفكر، والحكم الأول والأخير لكم ..

الحالة الأولى :
فترة جدب وجوع وقحط، فترة حكم الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني (نوفمبر 1967م – 1974م يونيو) .. وبغض النظر عن الأحوال السياسية والحروب ..الخ، يتذكر الاجداد والآباء بأن هذه الفترة من أقسى الفترات التي مرت على الشعب اليمني، إنحباس الأمطار ولسنوات متتالية، اضطر فيا الناس في بعض المناطق من تناول الأعشاب كغذاء بل أوراق الأشجار، وما رافق ذلك من أمراض واختلال الأمن، وانتشار ظاهرة السرقات الشبة اليومية، يوميات لا زالت محفورة في ذاكرة من عاش تلك الفترة من العامة بالطبع .

الحالة الثانية :
فترة غزارة الأمطار والسيول والخير يعم اليمن زراعياً واقتصادياً ومعيشياً فترة حكم الشهيد إبراهيم الحمدي (يونيو 1974م – 1978)
وهنا تأتي روائح بردونية للأديب الفقيد لفنار الوطنية اليمنية و نبراسها عبدالله البردوني، حيث وثق ذلك قائلاً “إن أحدث طارئ واجمل طارئ في بلدنا هو هذا العام السخي، كريم السحائب .. عميم الأمطار، وقيمة هذا العام بخصبه وانفجار نهود سحابه انه جاء بعد جدب” … من مجلة الجيش – العدد 67 – أكتوبر 1975م .

وتفوح رائحة القهوة البردونية مع رائحة المطر، بين ثورة الحمدي والمطر فيقول: “المطر يغير الأرض، لكي يتفجر عمقها بأمواج من الخضرة والرفيف والبهجة، والثورة مطر، من نوع آخر، تهز النفوس لكي تنفجر بخير ما فيها .. ألم يكن للقمر وجهان، مُشرق ومُعتم ؟ كذلك المطر بنوعيه، ثورة الإنسان، ثورة الرعد”

شعبياً يقول المثل الشعبي “قتيل الماء ولا قتيل الضمأ” ..   

سياسياً كان للجيش بصمته وانظروا لتشابه الواقع مع جيشنا ولجاننا، تطابق مذهل، حيث يقول الفكر السياسي ((الثورة هدم لبناء ما هو أصح وأجمل .. لأن الثورة انهاء كل شيء .. وبناء كل عظيم على أساس عظيم، كذلك المطر يحول العقم الميت إلى خصب .. الأمطار تنهمر بعنف .. والسيول تتدفق بشراسة .. والإنسان أقدر على مواجهة السيول .. وبنى الإنسان اليمني السدود .. ولأول مرة يخرج الجيش بكل قياداته لكسر المجاري، وتحويل السيول عن المساكن في المدينة … عمل جماعي، تتعزز فيه خدمة الكل، وسلامة الكل، ومن أجل الكل))  … أيضاً من مجلة الجيش .

((الجيش للحرب والإعمار .. وفي شق الطرقات وبناء المدارس مع المواطنين والعمال ,, وما تزال القوة الوحيدة الموحدة تواصل مسيرتها بأوامر الوطن وإلى حيث تشير الأهداف الوطنية الكبرى)) …. مجلة الجيش العدد 85 – ابريل 1977م .

حقاً مذهل ولا تعليق، فمنذ يومان فقط انتشرت وحدات الجيش واللجان الشعبية مع فرق الدفاع المدني لإنقاذ الأهالي في مجاري السيول، وعلى رأسهم رئيس الثورية الإنسانية فجراً والناس نيام، لله وللتاريخ .

ولا يختلف إثنان على أن فترة الحمدي شهدت نهضة وفي كافة المجالات حتى أنها أوشكت على توحيد شطري اليمن … والسعودية وادواتها قتلوا الشهيد الحمدي قبل سفره بيوم واحد إلى عدن لتوقيع اتفاقية الوحدة مع الشهيد سالم ربيع علي … ومن لا يعرف بأن مشايخ السعودية ومشايخ الإخوان التكفيريين كانوا هناك في مسرح جريمة العصر .. جريمة لابد من تكشف خيوطها عاجلاً لا آجلاً، إن شاء الله تعالى، ومن كان يتشدق بناصرية الحمدي وحتى الزعيم الناصر أصبح في وكر القتلة، ويطالب بتسليم سكود للقاتل السعودي مرفقة بقاعدة بيانات للجيش اليمني العظيم، جيش كل الوطن اليمني أحفاد ذلك الجيش الذي يواصل مسيرته بأوامر الوطن وإلى حيث تشير الأهداف الوطنية الكبري.

الحالة الثالثة:
غزارة أمطار ولمواسم ثلاثة متتالية، وبنسب متفاوتة، اغزرها قبل موسم 2016م (فترة حكم الثورية العليا – سبتمبر 2014م – 2016م)

فترة لن نغوص فيها كثيراً وسنتركها للمستقبل، فالعدو السعودي وادواته يحاولون خنق وقتل ثورة 21 سبتمبر 2014م، ومن الجرائم الغير منظورة تلويث الهواء والبيئة بغازات واسلحة غير معروفة، والأمطار الغزيرة تغسل وتنظف الجو والبر وإلى البحر، وتلك والله العظيم رحمة من الله سبحانه وتعالى، لهذا الشعب اليمني العظيم، والتي تنكر له البعض وأكلوه لحماً وعظماً .. ولم يثمر ذلك فيهم خيراً لليمن … بينما الأرض الطيبة وبموسم الأمطار ستثمر سنابل قمح كسنابل ميدان السبعين، وثمار رمان واعلاف للمواشي والأبقار ويثمر لحوماً ولبناً وجبناً وسمن في قلب الحصار لأجل الشقيقين أنصاراً ومؤتمر ومن أراد، رغم أنف العدو السعودي وحصاره المتوحش، وشتان ما بين الثمار، فالأرض اليمنية وبقطرة ماء تثمر عزة وكرامة، والبعض من أبنائها وبتحالفهم مع الأعداء أثمروا دماراً وتدميراً ودماءاً وجراحاً وجماجم .

ويبقى أخيراً أن نشير إلى حالات من الجدب والجوع وانتشار الأمراض وبشكل ملفت للنظر، والذي ساد في إمارة التكفير الأولى الدرعية (1745م – 1818م) نعم فترات كثيرة، وللمزيد من المعرفة والإطلاع على الكتب والمراجع التي أرخت تلك الفترة ومنها كتاب “تاريخ العرية السعودية – لفاسيلييف – دار التقدم موسكو 1986م” … ومن هذه الفترات سنة 1803م، عندما استولى الوهابيين على مكة، جدب وامراض وأوبئة انتشرت في صفوف الجيش التكفيري، الذي انسحب من مكة وعاد في شتاء 1806م، وحاصر مكة في ظل جفاف وقحط شديد، وصار أهل مكة يأكلون الكلاب والجلود واستسلمت مكة .. “المراجع – خلاصة الكلام لبن دحلان صفحة 285 – 292 // عنوان المجد لبن بشر الجزء الأول صفحة 133 – 134 // تاريخ مصر لمنجين الجزء الثاني صفحة 533” .

والجدير ذكره بأن موسم الأمطار في اليمن، تهطل في فصل الصيف، يونيو يوليو اغسطس حتى سبتمبر، وموسم الأمطار في سنة 2014م بدء مبكراً وفي سنة 2016م بدء من شهر أبريل، ومؤشر الحالة الرابعة مؤشر الشقيقين هارون وموسى اليوم، وهذه بركة لـ يم الرحمة، ويم الهلاك لسلمان وجنوده من الله سبحانه وتعالى، وبشارة خير، إن شاء الله تعالى، ورسول الرحمة للعالمين محمد (ص)، بارك اليمن اللهم بارك في شامنا ويمننا، ومن نجد ينبت قرن الشيطان، والتي شهدت عواصف رملية في بداية سنة العدوان مارس وابريل 2015م .

الأمطار بشارة خير، والعواصف الرملية نذير شؤم مستطير .. خير للقوم الصالحين، وشر للقوم المعتدين، والله لا يهدي القوم الظالمين، وبالله الواحد الأحد مستعينين متوكلين .  

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا