المشهد اليمني الأول/

 

أعلنت القوات المسلحة السودانية في بيان لها اليوم الخميس اقتلاع نظام الرئيس عمر البشير واعتقاله وقادة النظام، مؤكدة أن المرحلة الانتقالية يتولى حكمها المجلس العسكري لمدة عامين.

 

وفي بيان بثه التلفزيون الرسمي أعلن الفريق أول عوض بن عوف وزير الدفاع ونائب البشير الذي تلا البيان تعطيل العمل بدستور الجمهورية وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وحظر التجوال لمدة شهر، وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين وتهيئة المناخ للانتقال السلمي للسلطة ووضع دستور جديد والالتزام بكل المعاهدات والمواثيق الدولية.

معارضة سودانية لبيان الجيش

أعلن تجمع المهنيين السودانيين رفضه بيان القوات المسلحة ودعوته الثوار لمواصلة الاعتصام، مرحبا بإطلاق سراح معتقلي الثورة.. من جهتها أكدت نائبة رئيس حزب الأمة مريم الصادق المهدي إستمرار الاعتصامات حتى تحقيق مطالب الشعب السوداني كافة.. بدورها اعتبرت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان أن سلطات النظام نفذت انقلاباً عسكرياً ونرفض ما ورد في بيانها

مواقف الدول من تطورات الوضع في السودان

كان أولى تلك المواقف موقف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، التي هنأت الشعب السوداني بتغيير السلطة في بلاده، وأكدت ثقتها بانتقال سلمي سلس للسلطة نحو دولة لكل مواطنيها.

 

كما أعلنت مصر دعمها لخيارات الشعب السوداني وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده، معربةً عن ثقتها الكاملة في قدرة الشعب السوداني الشقيق وجيشه الوطني الوفي على تجاوز المرحلة الحاسمة وتحدياتها. داعيةً المجتمع الدولي والدول الشقيقة والصديقة إلى دعم خيارات الشعب السوداني.

 

من جانبها أعلنت الخارجية الأمريكية دعمها بقوة السودان دولة آمنة وديمقراطية، مشيرة إلى أنه يجب السماح للسودانيين بانتقال سلمي للسلطة قبل انتهاء مدة العامين.

 

فيما دعت روسيا الاطراف كافة الى حل الإشكالات بالوسائل السلمية، معلنةً أنها ستقيم الوضع لاحقاً على اساس تطورات الموقف في السودان.

 

الخارجية البريطانية دعت الجيش السوداني إلى نقل السلطة لقيادة مدنية، مشيرا إلى أن خضوع البلاد لحكم مجلس عسكري لمدة عامين لا يلبي مطالب الشعب.

 

فيما قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، إن بلادها ستتعاون مع مصر في إطار رئاستها الاتحاد الإفريقي، لدعم الوصول إلى مرحلة انتقالية سلمية في السودان.

 

إلى ذلك، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بيان القوات المسلحة السودانية بـ”الانقلاب” داعيا الشعب السوداني لاختيار الديمقراطية.

 

واعتبرت الخارجية الإيرانية ما يجري في السودان شأن داخلي. معربة عن أملها أن تحصل جميع الأطراف السودانية على حقوقها من خلال ضبط النفس والحوار السياسي السلمي.

 

وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بيانا دعا فيه إلى الهدوء وضبط النفس في السودان. داعياً لعملية انتقالية ملائمة وشاملة، تلبي تطلع الشعب السوداني إلى الديمقراطية.

 

المفوضية الأوروبية طالبت الأطراف السودانية بتجنب اللجوء إلى العنف، ودعت إلى إطلاق سلسلة إصلاحات سياسية واقتصادية في البلاد. وقالت متحدثة باسم المفوضية في مؤتمر صحفي ببروكسل إن الاتحاد الأوروبي يراقب الوضع في السودان عن كثب.

 

الاتحاد الأفريقي قال إن “سيطرة الجيش على السلطة ليست الحل المناسب للتحديات التي يواجهها السودان ولتطلعات شعبه”، وأضاف أن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي سيجتمع “بسرعة لبحث الوضع واتخاذ القرارات المناسبة”. داعياً لالتزام أكبر قدر من ضبط النفس واحترام حقوق المواطنين والرعايا الأجانب والملكية الخاصة بما فيه صالح البلد وشعبه.

اليمن تبارك للشعب السوداني نجاح الخطورة الأولى من ثورته وتدعوه لإستكمالها حتى دحر الوصاية

بارك ناطق حكومة الإنقاذ الوطني وزير الإعلام ضيف الله الشامي للشعب السوداني نجاح الخطوة الأولى من ثورته والمتمثلة في إسقاط أحد طغاة الأنظمة العربية.

 

ودعا ناطق الحكومة إلى إستمرار الحراك الثوري والضغط الشعبي لسحب القوات السودانية من تحالف العدوان على اليمن والحفاظ عليها من محارق الموت التي تزج بها.

 

وأكد عمق العلاقات اليمنية السودانية والحرص على تطويرها والدفع بها إلى آفاق أرحب في مختلف المجالات.

 

وحث الشعب السوداني على استكمال ثورته حتى تحقيق ما يطمح اليه من إصلاحات واستقلالية لقراره بعيدا عن إملاءات قوى الاستكبار العالمي كما هو حال الشعب اليمني الذي يمضي قدما في سبيل التحرر واستقلال القرار والخروج من الوصاية الخارجية.