المشهد اليمني الأول/

سنة خامسة عدوان؛ أين كان تحالف العدوان وأين أمسى؛ وتل أبيب هي المأوى والمثوى.. عدوان وحصار على اليمن، وحوار مع الكنيسة ولقاء مع الكنيست الصهيوني نتنياهو.

سنه خامسة عدوان؛ كيف كان المجاهدين وكيف أصبحوا.. إن مع الصبر نصراً.

سنه خامسة عدوان؛ كيف كانت أحوال الشعب والوطن والإسلام.. فإن مع العدوان يسراً.

وما قبل العدوان إستنفار سيكون له شرف التصدي لعدوان الظالمين والمنافقين بعد استقالة الدولة والحكومة والأحزاب عن الواجب الديني والوطني والوظيفي بل الإنضمام إلى تحالف آل سعود ثم الإنتقال إلى تحالف اليهود الصهاينة، التحالف الإستراتيجي وجماعة نتنياهو.

مُستضعف واحد ثم قائد وبضعة مؤمنين وبالكلمة يصرخون أمريكا هي الخطر الداهم على اليمن والإسلام؛ والسفير “يزأر” والشقيقة “تغضب” والشاويش “يتوعد” والإعلام والتكفير يحلل الحرام ويحرم الحلال؛ والحشود تُحشد وتنتشر لإفتراس القائد وبضعة مؤمنين، والمؤمنين سيراً بالأقدام من سهل إلى وادٍ إلى جبل إلى كهف وجرف ومن جغرافيا إلى جغرافيا؛ والأحذية تتمزق والأقدام تدميها الحجارة والأشواك، والمؤمنين يتبادلون فيما بينهم ماتبقى لديهم من الأحذية زوج وزوجين طوال المسير، والشمس ترسل أشعتها والوحوش الضارية للأوكار والأفاعي والفئران للجحور والظلام ينقشع رويداً رويداً، ومحاضرات “عَلم الهُدى” تنتشر، والأنصار بالعشرات والمئات والآلاف وصرخة الحق تدوي عالياً في المساجد وأسواق “توفيق طنينة” وتهز أركان السفارة والقصر والعروش ومدارس ومعاهد التكفير، والسفير يصدر “زئيراً” متوحشاً وصل مداه للشاويش والجنرال، والصدى يصل إلى قصور الملوك؛ والتوحش أصبح أكثر توحشاً من البر والجو والبحر، والمؤمنين شهداء والقائد شهيد، وأول ما صدر عن الشاويش القول بالحرف “أخبروا السفير الأمريكي أننا قتلناه”، والراية تنتقلُ إلى قائد شاب وبضعة نفر من المؤمنين، والقوى تتهاوى وتخور، والملابس مهترئة، والأقدام حافية، والعطش بلغ أشده، والإجهاد يشتد، والقيظ أشد حرارة، والموت حق، والشهادتين تتردد على الألسُن.. إن مع العسر يسراً.

البكاءُ يشتد، ولامجيب، حتى الحيوانات الضارية والأليفة هجرت المكان والزمان، والبكاء نحيبٌ يعتصرُ القلب ويشتد أكثر وأكثر، والأقدام تهرول أسرع وأسرع؛ وبينما كانت السماء تراقب المشهد بصمت، كانت الأرض تتأهب لحدثٍ ما سيغير التاريخ والجغرافيا؛ وفجأة الأرض تُفجِّر ينبوع الماء من تحت أقدام الطفل إسماعيل عليه السلام والطمأنينة والأمان للسيدة هاجر عليها السلام والحياة تغمر وادٍ غير ذي زرع وتجبر قلوباً سالت دماً؛ إن مع الصبر نصراً.

الألم والوحدة تعتصرُ قلباً اتخذ من أهله مكاناً قصياً، ياليتني مُتُّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً، وبلح الرطب يتساقط من العرجون القديم جنياً، وعيون الماء تتدفق من الأرض والإطمئنان والحيوية للسيدة مريم عليها السلام، والصواعق تتنزل على بني إسرائيل اليهود؛ إن مع الصبر نصراً.

بضعة نفر مؤمن وقائد شاب لاجئين في الجبال الموحشة أطراف صعدة، الجوع والعطش يبلغ أشده، وسراب يتلو سراب، والقلوب بلغت الحناجر؛ والخصومة تأتي من متجبر بئر يرفضُ لهم سِقيّا، الحالة يرثى لها، والثقة بالله والإطمئنان تعانقان عنان السماء، والقائد الشاب يرى النصر والفتح بأم العين؛ وبينما كانت الأرض تفتقرُ لعوامل الحياة كانت السماء الصافية تتأهب لحدثٍ ما سيغير التاريخ والمكان؛ وبالرياح وفي ثوانٍ معدودة تتلبد السماء الصافية بالغيوم الداكنة؛ وبدون سابق إنذار بالرعد والبرق السماء تنهمر بالغيث الغزير والغيول تملئ الوادِ والشعاب، والتربة اليمنية الأصيلة تجود بسيول بشرية مؤمنة متدفقة جرفت معها كل مفاعيل القهر والظلم والاستبداد، وتمضي الأشهر والأيام وتندلع ثورة 11 فبراير 2011م وأركان نظام الشاويش والتكفير تهتز؛ والجنرال الأحمر والإخوان والأحزاب والمبادرة الخليجية للثورة ينهبون وللشاويش حصانةً يمنحون، والثورة للإعتدال بدستور التقسيم والأقاليم المتصهينة، والبلد تحت رحمة الفصل السابع، والثروات للنهب، والسيادة لمن يرغب بالإنتهاك، والكرامة لمن أراد الإساءة؛ والعزاء سيقام في قاعة السفير؛ والمشروع الصهيوني لا يمر بثورة 21 سبتمبر 2014م الجارفة لأدوات التقسيم وسرق الثورات ولصوص الخيرات وأبطال الحروب الأهلية إلى مزابل آل سعود، ومراسم العزاء تتوقف، ويبدأ زمن الإنتصار بالتوقيت اليماني الإيماني، والشاويش المنبوذ يحاول التطبع بالوطنية، لكن الطبع غلب التطبع بالإمارات وطارق ثم فتنة 2 ديسمبر، وبهزيمة الأدوات يفشل المشروع الصهيوني، وباب المندب أخطر من نووي إيران على الكيان الذي صرخ وزمجر وأرعد وأزبد من وصول المؤمنين له، والبقرة العجوز تصاب بجنون البقر، والسفير ينقل السفارة إلى جدة ويعيد تجميع فلول الأدوات التي تجدد الأمل للمشروع الإسرائيلي، وبرعاية راعي البقر “الكاو – بوي” الأمريكي.. الطبل الأجوف يقرع طبول الحرب من أمريكا.. وكان العدوان.. والمؤمنين بالمرصاد؛ إن العدوان لفي خسر.

***

رغاء ووعيد وهدير، قومٌ بالرماح والسهام والحجارة، قومٌ بالسيف والنار والحديد، قومٌ بالحصار والتجويع، قومٌ بالشتم والكذب والإفك والتضليل، وقال أجدادهم: “يا محمد ألا ترى أن من إتبعك هم من أراذل القوم”، وقال أحفادهم: “متمردين على أسياد قريش الظالمين، إنقلابيين على أصنام أعراب مكة، ميليشيات سنعيدهم للكهوف”، كهف إيمان الرقيم وإسلام غار حراء وغار ثور، والبقرة تهيج والرغاء يزداد ويبلغ ما بلغ بالتحرير المُنتظر والجنة الموعودة، وقالت الأمثال: “عيش يا كديش، لينبت الحشيش”، “كيف يستقيم الظل والعود أعوج”، وكيف يكون الأمريكي “نيكولاس بطرس” (شهيداً) في معركة (تحرير) تعز من اليمنيين، وأضحى التحرير المنتظر مولوداً سقطاً من رحم بقرة و صلب حمار وقِردة وخنازير، وقديما قالوا عن الإحتلال إعمار، فكان رد الشعوب بل “إستعمار” وكان مصطلح إستعمار، وفي اليمن إجتمع الإستحمار والإستعمار وراعي الأبقار.. ويقال: “لا يبني من ينهب، لا يحرر من يحتل، لا يحصد القمح من يزرع الشوك” فما بال العرب بمن يزرع “نيكولاس وبطرس” في تعز ليحصد “التحرير المنتظر”، قبسٌ من جنون البقر بل خرافة الخرافات، فالبيئة اليمنية كلها غير صالحة للنباتات الأمريكية وغير الأمريكية من الإستعمار والرجعية، بل من يزرع “العواصف” في اليمن سيحصد رعود وأمطار وسيول بشرية يمانية أصيلة جارفة لكل القوم الظالمين المعتدين.

***

كان “التحالف العربي” بالأغنياء السعودية والإمارات؛ والمخدوعين يسرفون بالظنون والظنون؛ فعدن ستتحول إلى دبي؛ وتعز ستكون عجمان؛ وأبين ستنافس جدة؛ والضالع ستصبح الدمام، ويافع ستكون الشارقة، ولحج ستنظم مسابقات The Vois اللحجي؛ والصبيحة ستعلن التوأمة مع أبو ظبي، وأسواق الخليج ستفتح ذراعيها لليمنيين.. فأمسوا مُحتلين ومرتزقة مُشردين في جبهات القتال والحد الجنوبي للمملكة يدافعون عن سيادة العِقال والنفط والدولار، واليمن يعيش في أسوأ أزمة إنسانية في العالم… إن المنافقين لفي ندامة وحسر.

***

كان التحالف بالإسلام الوهابي.. والزنداني يُبشِّر بقيام الخلافة في سنة 2020م، وصعتر يقول بأن تحالف العدوان بأمر من الله، وأبو العباس يعلن قيام الدولة الداعشية في حارة الحي الجمهوري في تعز.. فأمسوا إرهاب في الساحل والجنوب وتعز بالسلاح الأمريكي والمال الخليجي.

كانت سلفية الدعاء والدعوة والسلف الصالح.. فأمسوا قتلة وتكفير بألوية العمالقة في الساحل، وأمسوا صرعى في الجنوب بقوات التحالف والشرعية؛ وفلسطين سوف تتحرر من اليهود الصهاينة بالدعاء فقط والحوار؛ واليمن تتحرر من اليمني العربي المسلم بالذبح والسحل والقتل وبفتاوى الإسلام الوهابي وبمشاركة أبو الأحرار الشهيد الأمريكي “نيكولاس بطرس” زعيم المقاومة الشعبية للبلاك الووتر في باب المندب والذي (أستشهد) مع أخوته الأحرار بضربة صاروخ توشكا الإنقلابي، وسلفية الدعاء والدعوة تواصل حمل الراية وفاءاً للشهيد “أبو بطرس” المقاوم، بمعية يعالون ودايان وشمعون وموشية وبقية المقاومين في تل أبيب، لإزالة خطر باب المندب الأخطر على تل أبيب من الإتفاق النووي الإيراني.

***

كانوا قوات التحالف لإستعادة الشرعية وبناء الدولة الإتحادية المزعومة.. فأمسى “التحالف الغادر الغدار والأهداف الغير المعلنة”.

كانوا قوات التحالف والقوات الموالية للشرعية لإستعادة الديمقراطية وحقوق الإنسان.. وأمسوا تجار الرقيق الأبيض في فنادق الجنوب؛ و”بودي جارد” الدعارة والحشيش في شقق الشمال؛ وعشماوي السجون السرية في مأرب والجنوب.

كانوا التحالف والقوات الموالية للشرعية لإستعادة العروبة والجمهورية.. فأمسوا غزاة ومُحتلين؛ وأمسوا عصابات متوحشة بألوان مناطقية متعددة؛ وجيش وطني بلون مناطقي موحد.

كانوا قوات التحالف والحراك الجنوبي لإستعادة شرعية الجنوب العربي الإنجليزي.. فأمسوا متمردين على الشرعية في عدن والضالع ويافع ولحج ومرتزقة في الساحل ورهائن في الإمارات، وشركاء الإحتلال البريطاني، وخونة دماء ثورة 14 أكتوبر.

كانوا فتنة 2 ديسمبر بقوات التحالف لإستعادة جمهورية الشاويش.. فأمسوا في عدن هاربين بالشراشف النسائية ثم مرتزقة في الساحل ثم حراس جمهورية الحديدة وصنعاء ثم المقاومة الصنعانية ثم مطبعين بحراس جمهورية قاع اليهود ثم جمهورية أنس وحرس وطرب.. ثم جمهورية من غنى رقص.

كانوا المقاومة الشعبية بقوات التحالف لتحرير تعز من “الحَّوِيثة”.. فأمسوا ميليشيات تعز العنصرية، ثم عصابات الشوارع وأسواق القات، ثم أبطال النهب واللواط، ثم عصَّادين في شاليهات وشواطئ أسطنبول.

كان التحالف العربي لإعادة الأمل والإغاثة.. فأمسى اليمن وطن الأمراض والإعاقة.

كانوا ما كانوا باللسان الطويل الطويل الفاحش الفاجر العاهر.. فأمسوا باللسان القصير القصير القصير..

فشعب الشرعية يطالب الرئيس الشرعي بتصحيح العلاقة اللاشرعية مع تحالف الغدر، والشعوب المقهورة بالإحتلال السعودي والإماراتي تطالب برحيل الإحتلال وتدعو الشرعية التدخل، والشرعية في سبات عميق وغيبوبة ميؤسة في فنادق عواصم العدوان.. وشعب الإخوان وتوكل كرمان لخوازيق وقوارير جوانتنامو عدن يستنكرون وينددون بممارسات إحتلال الغدر، وتحت جزمة بن زايد وبن سلمان يحركون قطعانهم في مأرب وميدي وتعز ونهم وبإخلاص منقطع النظير؛ وشعب تعز تعز محاصرة من “الحَّوِيثة” يطالب الشرعية بتحرير تعز من الدواعش، واستعانت الدواعش بالمقولة الشهيرة لشعب مقاومة الحَّويثة “أيش إحنا عندكم دواعش”.. لايستوي الظل والعود أعوج ياتعز اللقافة والعنصرية، لاتعز الأممية وتعز الوطنية اليمنية الكاملة.

كانوا ما كانوا باللسان الطويل الطويل بتحالف دعم الشرعية والجمهورية وحماية الأمن القومي العربي وحماية الإسلام والمسلمين..

والسعودية أمست ديمقراطية المنشار على وقع أغاني المغنية الأمريكية “ماريا كاري” وبرعاية هيئة الترفية بالشيخ الوهابي تركي آل الشيخ؛ وبحضور وبركة الشيخين صعتر والزنداني.. وقالت الأعراب قديماً “إذا كان رب البيت بالدف ضارباً.. فشيمة أهل البيت الرقصُ”.. والإمارات أمست الراقصة في أحضان وزيرة الثقافة اليهودية “ماري ريغييف”، والإمارات تدعو للحوار مع الكنيسة والكنيست، ومع اليمن عدوان وغزو ونهب واحتلال وخوازيق واغتصاب.. والسودان حليفة أغنياء الخليج حافية تدمي قدماها من الرقص بين زجاجات الأزمات الإقتصادية وأشواك المظاهرات الشعبية وحماقة تورطها في اليمن.. وهزي يا شرعية شارع الهرم، شرعية كرتونية على الورق ولاتسيطر على المناطق المحرحرة حسب تقارير خبراء الأمم المتحدة.

وعيش يا كديش… وكان التحالف العربي بالإمارات وليست عربية؛ فأمسى التحالف الإستراتيجي بالعدو العبري.. كان التحالف الإسلامي بآل سعود وليس إسلامي؛ فأمسى التحالف الإستراتيجي باليهود.. كانوا ما كانوا وأكثر.. إن تحالف العدوان لفي ذل وهوان وخسر.

***

سنة خامسة عدوان.. فإن مع العدوان يسر..

وانقطعت موارد الدولة ونُقل البنك وقطعت المرتبات واشتدَّ الحصار من أعلى وأسفل، وتظنون بالله الظنونا؛ إن مع العدوان يسر، وعهد الأحرار باقي وسيبقى برجال الخير من الداخل والخارج وبتراحم منقطع النظير..

وانهمر مسلسل الأباليس وحفلات قرون الشياطين تشتدُّ صاخبةً من كل حدبٍ وصوب، ومنظومة الأمن والمواطنة على شفا الإنهيار؛ إن مع العدوان يسر وعهد الأحرار باقي وسيظل بالمواطنة اليمنية بالفعل والممارسة والواقع المعاش في المحافظات الحرة بالجيش واللجان الشعبية رغماً عن أنف الرغم، بينما المواطنة اليمنية مهدورة ومعدومة في المناطق المحرحرة بالعنصرية والإسلام الوهابي والخارج.. وصنعاء وطن لكل أبناء اليمن؛ وعدن للعدنيين؛ وتعز للتعزيين من لون داعش؛ ومأرب للإخوان.

وبرغم نصف مليون غارة وقنبلة من البحر والبر والجو وتدمير المدمر وقصف المقصوف واحراق المحروق؛ مع العدوان يُسر على الجيش واللجان الشعبية وعهد الأحرار باقي بالشعب وقبائل الإمداد للجبهات بقوافل المجاهدين والتموين.

مع العدوان يُسر على الدين الإسلامي بمسيرة قرآنية مباركة كشفت زيف الإسلام السعودي المتحالف مع الملوك الفاسدين وأسيادهم بينما المسيرة القرآنية والعترة تقول بالجهاد ضد أعداء الله الظالمين أمريكا واليهود الصهاينة وآل سعود ومن دار في فلكهم.

***

سنة خامسة عدوان.. إن مع الصبر نصر..

أرادوا المجاهدين قتلى ومعاقين ومحاصرين ومنبوذين في الجبال والجروف… فأصبح المجاهدين كريات الدم البيضاء المقاومة لمشاريع التقسيم والنهب والفوضى في كل أنحاء الجسد اليمني والعين شاخصة إلى تل الربيع..

أرادوا المجاهدين المؤمنين كفار وروافض ومجوس وفرس.. فأصبح المجاهدين مضرب المثل في التمسك بقضايا الوطن والأمة العربية والإسلامية والأخلاق والدين والإنسانية..

أرادوا المجاهدين مرمى القدح والذم والشتم وبكل مفردات ومصطلحات الفجور الصهيوني والعهر الخليجي حتى ظن البعض بأن أنصار الله ومن معهم كائنات فضائية تغزو وتحتل اليمن.. فأصبح أنصار الله ومن معهم طرف يمني أصيل قادم من صنعاء اليمن يفاوض وفد حكومة الوصاية والإحتلال ثم التطبيع، وما بعد المفاوضات الأصيل يعود إلى اليمن ووكيل الوكيل يعود للفنادق..

أرادوا المجاهدين أينما حلوا وكيفما كانوا هدف عسكري بل كل اليمن هدف عسكري، وكلما ارتكب العدوان مجزرة قال المنافقين “كان هناك قائد حوثي”؛ فالأطفال خبراء صواريخ؛ ومصانع بفك الأطفال مصانع للطيران المسير؛ وقوارب صيد الأسماك سفن إيرانية لنقل الأسلحة.. وبرغم كل ذلك وأكثر أصبح المجاهدين واقع ملموس في وجدان الشعب والوطن بل هم الضمير اليمني..

أرادوا المجاهدين ميليشيات ومتمردين وانقلابيين متبردقين.. فأصبحوا رجال دولة وحكومة وساسة وموظفين وجيش وأمن وشرطة؛ ورجال حوار بالكلمة ورجال حوار بالرصاص، والعدو هو من يحدد أسلوب الحوار والتحاور، فلكل ميدان ذخائر بالكلمة والحوار والرصاص..

أرادوا المجاهدين لصوص وناهبين ومتسلقين وفاسدين.. فأصبح المجاهدين رجال قول وفعل واخلسوا ظهره سابرين منه، والمضادات الحيوية القادمة قوية لتطهير مؤسسات الدولة واعطائها الحيوية للقيام بواجباتها، والرئيس المشاط يعلن إطلاق الرؤية الوطنية لبناء الدولة المدنية العادلة، على خطى الرئيس الشهيد، يدٌ تحمي ويدٌ تبني.

أرادوا المجاهدين كهنة وكهنوت وسلالة وطائفة.. فأصبح لهم حواضن شعبية أكثر مما كان وفي كل أنحاء اليمن شعباً وقبائل رجالاً ونساءاً وأطفال؛ وغداً سترون الشعب في المناطق المحتلة يطالب المجاهدين طرد الإحتلال وعملائه..

أرادوا المجاهدين معتقلين ونزلاء في سجون جمهورية الشاويش.. فأصبحوا -بقوة الله- نزلاء القصر الجمهوري بالمجلس السياسي الأعلى.. واليوم المجاهدين أسرى ومخفيين في سجون بن سعود وعيال زايد وإخوان مأرب، وغداً سيكون ماهو أعظم من السابق بعون القهار الجبار..

أرادوا المجاهدين محاصرين في جبال وضواحي مرَّان في صعدة.. فأصبحوا في صعدة وضواحيها بل في عمران وصنعاء ومأرب والجوف وحجة والحديدة وريمة وذمار وإب والبيضاء وتعز ولحج والضالع وأبين وكل اليمن جبالاً وسهولاً وهضاب.. واليوم المجاهدين محاصرين في اليمن، وغداً سنرى المجاهدين في الحجاز وجنوب فلسطين المحتلة بتمكين العزيز القدير.

أرادوا مجاهدين بالجرمل والكلاشنكوف والآر بي جي ثم المقذوفات الحوثية.. فأصبحوا مجاهدين بالصواريخ الباليستية والطيران المسير وقناصات البحر والبر، وما بعد ذلك مفاجئات الجو.. فقط استمروا بسادية الحصار واجرام العدوان.. وسيندم الأعداء إن شاء الله تعالى، سيندمون مستقبلاً بأن بلدنا يطور وينتج ويمتلك قدرات عسكرية ليتبوأ مكاناً مهماً على مستوى التصنيع العسكري.

***

سنة خامسة عدوان.. ومايحدث في الميدان يرقى للمعجزة والأسطورة، وماتفعله المعادلات القرآنية الجهادية في العدو لم ولا ولن يرقى له أعداء الله الظالمين والمنافقين “أسرار جهادية عسكرية”.. وما لم توثقه عدسات الكاميرا أكثر مما يعرضه الإعلام الحربي، وما يحجبه الرقيب أكثر مما تعرضه قناة المسيرة، وما يسطره مجاهدي الإعلام الحربي لم يُحكى بعد.. وما لم يُروى عن المجاهدين أكثر مما وُثق بالصوت والصورة والإعلام المقروء والمسموع.. إن مع الصبر نصر.

مجاهدي مع ربي.. مجاهدين مع الله

أسَّس أكاديمية الملازم القرآنية.. وأخرج الناس من حالة الجمود والإستكانة إلى حالة الموقف والحركة صادحاً بشعار الحق “ٱڷﻣ̝̚ۈٺ لأمريكا..  ٱڷﻣ̝̚ۈٺ لإسرائيل” في زمن عاشت أمريكا تحيا إسرائيل.. فسقط شهيداً؛ إنه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، طيب الله ثراه..

أسس مشروع بناء الدولة “يد تحمي ويد تبني”؛ وقال “دمائنا قبل دمائكم”.. فسقط شهيداً في الساحل الغربي؛ إنه الرئيس الشهيد صالح علي الصماد، عليه السلام..

تَجاهلَ رتبة اللواء العسكرية على كتفه ورفض عروض المناصب والكراسي الدوارة وذهب مجاهداً “مع ربي” يقاتل الغزاة والنيران تحاصره من كل الإتجاهات، وليتم إسعافه إثر شظايا في الرأس والتشخيص الطبي ينتهي بالقول أن الجريح مصاب بشلل نصفي، وفي اليوم التالي يستيقظ اللواء المجاهد ويمضي من المشفى بملابس الجرحى وإبر المغذيات معلقة على يديه مهرولاً صوب الجبهات، والممرضين يهرعون خلفه منذهلين من قيامه الغير متوقع -كون إصابته لا تسمح له بتاتاً بذلك-؛ “ووو.. أين عتسير ؟؟”، فأجابهم اللواء الجريح بكل حمية صارخاً: “وخروا مني.. أشتي أسير أدي صبوح للمجاهدين يرتاحوا ويخزنوا ويكيفوا”، ومضى مقاتلاً شجاعاً في ساحات الوغى، والشظايا في رأسه الشامخ وجسده الطاهر الشريف منكلاً بالأعداء.. حتى سقط شهيداً.. إنه الشهيد المجاهد اللواء الركن ناصر حسين القوبري “أبو صلاح”، “ما بش مؤمن جبان”، عليه سلام الله.

وآخر شهمٌ صنديد ينتصر لمواطن يمني بسيط دمر العدوان منزله وقتل أطفاله.. فقال هذا المجاهد “اليوم قلعنا عين من عيون السعودية وماضيين في قلع العين الثانية” وسطر أروع الملاحم الجهادية، حتى أستشهد واضحى أسطورة المكان والزمان والإيمان.. إنه الشهيد المجاهد العميد الركن حسن عبدالله محمد الملصي “أبو حرب”.. رضي الله عنه.

كانا خصمين لأحدهم في حروب السلطة الظالمة على صعدة، والمواجهة تحتدم بينهم وجهاً لوجه، و”الباري فرع بينهم” فأصبحوا بنعمته إخواناً كتفاً بكتف، وعندما أستشهد سالت دموعهم عليه ولحقوا به شهداء، إنه القائد الشهيد أحمد محمد العزي، رضوان الله عليه.

وآخر مجاهد مع الله، قائد ميداني كبير يقود المعارك الفاصلة ويحقق الإنتصارات الحاسمة؛ والمجاهدين لا يعرفون أنه القائد الفعلي والميداني المتفاني والمتواضع لذاته فيمضي مجاهداً بالصولات والجولات في الجبل والوادِ ويقع أسيراً في الساحل ويقتل العدو ثلاث مرات.. الأولى وهو حياً في الميدان، والثانية في جريمة الإنسلاخ عن الإنسانية بإعدام الأسير الشهيد، والثالثة وهو شهيداً عندما عرف القتلة المجرمون بأن الأسير الذي تم إعدامه ليس مقاتلاً عادياً بل قائداً عظيماً.. إنه الشهيد المجاهد الخالد حسن عبدالله الجرادي “أبو شهيد”، عليه السلام.

مجاهدٌ قناص يمكثُ وحيداً في المتراس يتصيد العشرات من جنود آل سعود بالصدر والرأس، ولأسابيع وبدون مدد وإمداد يجرع العدو الويلات من حيث لايعلم، والإستعانة بطائرة تجسسية على مدار الساعة لحل لغز القناص المرعب، وبعد أن اجتاح العدو بالقتل، يسقط شهيداً خالداً، والعدو بعد حين يكتشف المتراس ويكتشف أن القناص الشهيد يقتات على نوع واحد من الفاكهة وماء فقط ولأشهر عدة.. إنه الشهيد القناص المجهول.. سلاماً سلاماً.

وحدة إستطلاع تستطلع موقعاً للعدو وبالخطأ يتم تقدير أعداد العدو بأقل من 20 نفر بينما الموقع لأكثر من 300 فرد، و بخمسة مجاهدين فقط ومشياً على الأقدام والأسلحة الخفيفة والرشاشات يقتحمون موقع العدو والخسائر تفوق 200 مرتزق ما بين قتيل وجريح والبقية للفرار، والمجاهدين الخمسة يعودون مواقعهم سالمين منذهلين من تسديد وتوفيق الله قائلين “أين المستطلع ذي قال منهم 20 نفر”.. هو الله.

مجاهد بطقم وزامل بصوت عالي كان كافياً لقذف الرعب في قلوب المرتزقة ثم الفرار من عدة مواقع وبدون طلقة رصاص.. فالذخيرة نفذت.

وقائد أسطورة لديه ثلاثة أفراد فقط، ما زال حتى اليوم يقول لدي كتيبة كاملة من الرجال، أبو فلان وفلان وابو فلان، وآخرين لم تروهم، وعند مجيء الزحوف يأمر أفراده الثلاثة بالتريث وعدم إطلاق طلقة واحدة وما هي إلا لحظات حتى تتفجر الألغام بالآليات والأفراد وحشد العدو يصبح طعماً كاملاً تحت رحمة أفراده الآخرين من عبوات ناسفة وألغام “حيدرية”، ومصير البقية حتمي بالأسر أم التشظي والصدم، فهو الوحيد القادر على إنقاذهم لكن أسراً، ولا نذيع سراً بالقول أنه يطوف بطقمه على المرتزقة لأخذهم أسرى، ويصعدون الطقم بكامل إرادتهم وتسليمهم له ومن يرفض مصيره للتشظي أو الصدم، نعم الصدم بالطقم.. هو الله.

مجاهد مع ربي محاصر من الدواعش وتبقى لديه رصاصتان فقط وقنينة ماء فارغة والدواعش يولون الأدبار، ولاحقاً الإمدادات تصل للمجاهد، الّذي قذف بقنينه الماء الفارغة باتجاه الدواعش كانت كافية لإلقاء الرعب والفرار.. وآخر وثَّقه الإعلام الحربي يقصف الدواعش بحجارة من سجيل ظنها العدو قنابلاً، ويلتقط بندقية أحد المرتزقة ويقتص لرفيقه الشهيد ويقهر العدو أيما قهر، وفيما بعد يسقط شهيداً، إنه المجاهد الشهيد عيسى علي عبدالله العكدة “أبو قاصف”.. سلام الله عليه.

مجاهد جريح يصل للمشفى بعد نزيفٍ حاد حتى الإغماء بطلقات قناص في الرأس وقذيفة هاون تدمي الجسد، والدم يغمره ولا مؤشر للحياة، وارباك الطبيب يقرر ثلاجة الموتى للشهيد الحي، وأتت ساعات إبلاغ الأهل ثم التشييع، وطبيب آخر على عتبة وضع الشهيد الحي في ثلاجة الموتى يكتشف بأن العروق فيها نبض وحياة، والطوارئ تستنفر لإنقاذه ورعاية الله تعيد الحياة روحاً وجسداً للشهيد، والشهيد الحي يعود سريعاً إلى جبهة نجران بعد جبهة الساحل، والأهل لايعرفون ذلك حتى اليوم.. مع الإعتذار للأهل والمجاهد “حقيقة يجب أن تروى”..

طائرات الموت المسعورة جائعة وتغطي سماء مجموعة من المجاهدين المؤمنين والإستشهاد واقعٌ لا محالة؛ وبطرفة عين، الغيوم تتشكل وتُشكل درع إلهي حصين والطائرات المسعورة مسعورة والشهداء أحياء في الدنيا حتى الشهادة أو النصر.

مجاهد وحيد في المترس فهو القائد والجندي يصد عدة زحوف والذخيرة تنفذ وكذلك التموين فيضطر لدفن السلاح؛ وقطع عشرات الكيلومترات للوصول إلى أقرب نقطة للمؤمنين والأقدام حافية دامية، والجراح تضمد والنشاط والحيوية للجسد وبالذخائر والتموين والأفراد يعود المجاهد للموقع ومواصلة جهاد التنكيل بالعدو، مع الله يا أبي.

مجاهد من نوع آخر، يترجل من الطقم صوب أحد المواطنين وبلهفة وحنين يُقبِّل المواطن بحرارة الشوق والكرم؛ ويعود المجاهد للطقم؛ والأفراد يتسائلون “حرارة السلام والجود تدل أن الشخص عزيزٌ جداً عليك”؛ فيرد المجاهد المتواضع والمتفاني والمقتدر وبأسلوب أدهش المتسائلين، قال المجاهد “والله ما بلا لقيت منه ضرب ملان الشاص، هو السجَّان الذي أشبعني ضرباً وجلداً وعطشاً على إمتداد خارطة جسدي الخارجي والداخلي في سجون جمهورية الشاويش، مناسب يعرف الفرق بين تمكيننا وتمكينهم”.

مجاهدين في سجون الشاويش ينتظرون أحد أيام الأسبوع لإقتيادهم لمكان تصله أشعة الشمس، ليس لإشتياقهم للشمس بعد أسبوع مظلم في زنازين الشاويش، بل لأنهم يجدون في المكان كسرات من الكدم (الخبز) اليابس يخلفها عسكر الشاويش، فيقوم المجاهدين بذلك اليوم بجمعها وتفتيتها وخلطها بالماء من دلو الحمامات لتناول الوجبة الأشهى التي عرفوها طيلة حياتهم حتى اليوم، كما قال أحدهم مؤكداً القسم بالرحمن الرحيم أنه لم يذق أشهى من ذلك المذاق حتى اليوم.

ولي الله، بعد التمكين يدخل أحد سجون الشاويش التي كان بها سجينا بتهمة “الصرخة في الجامع الكبير”، فيتفاجئ به الشاويش الذي أشبعه ضرباً ويظن أنه جاء للانتقام، وبعد اللقاء المدهش، المجاهد المتواضع يلتمس نصر الله لعباده المؤمنين ويتسائل في قرارة نفسه بالقول: “هذا اللي كان يلطمني ملطام يلفني لف، اليوم قد بيقلي أهلاً يا فندم ويشكي لي حاله”.. يا قاصم الجبارين!

مجاهد في أعلى الجبل، وبسلاح بسيط يصوب نحو طقم للمنافقين على بعد أكثر من كيلومتر ويدمر الطقم بضربة حيدرية وثقها الإعلام الحربي، ولاحقاً يُعلق عليها خبراء السلاح الروس والأجانب بالتحليل والتعليق أن هذا السلاح لم يصنع لهذا الاستخدام واليمنيين أبدعوا أيما أبداع في استغلاله وتحويله إلى مدفع موجه بالليزر.. هو الله!

مجاهد يحرق دبابة إبرامز بالكراتين والولاعة “القداحة” والتعليق لمتابعين أجانب “هذا تكتيك يمني جديد لتدمير الدبابة ببطئ لتجنب إنفجار ذخيرتها”.. غير مدركين أن اليمني يستمتع بإحراق الدبابات والمدرعات بأبسط ما لديه من إمكانات، وآخر من كوريا الشمالية يعلق على ذات المشهد بالقول “إذا لم تكن لدينا الإرادة للقتال، فإننا نشعر أن أحدث المعدات هي مجرد خردة معدنية”.. كراتين يا أمريكا كراتين.

فصول وفصول كثيرة وأبواب لم تحكى بعد، وروايات فاقت “ألف ليلة وليلة” سُطرت بحبر الدم والكفاح والصبر والشموخ والكرامة لأولياء الله في البر والبحر والجو؛ والإعتذار كل الإعتذار للشهداء الأحياء في الدنيا والآخرة، فالقائمة تطول وتطول ولاتنتهي بمجاهدين شعار الصرخة، وغداً مذكرات الضابط الأمريكي والإنجليزي والفرنسي وكذلك مذكرات المرتزق الكولومبي والأسترالي وغيرهم ستقول وتتحدث أكثر مما حُكي وقيل، وستكشف عن أسطورة المقاتل اليمني الذي دمر وأحرق فخر الصناعات الأمريكية والغربية وأذل المال الخليجي وهزم إمبراطوريات الإعلام في العالم وهزم جيوش الإرتزاق والخيانة والتكفير عسكرياً وثقافياً واعلامياً وسياسياً وكل ذلك بامكانيات متواضعة جداً.. إن مع الصبر نصراً.

***

قال أبناء جلدتنا وأعراب العدوان “مقذوفات حوثية، مقذوفات حوثية”.. وقال الأمريكي “صواريخ باليستية، صواريخ باليستية”.

والسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي قال: “دواعش ومنافقين وقوى غزو واحتلال”؛ وقال المرتزقة: “لا لا.. مقاومة شعبية وجيش وطني”؛ ثم قالت جُهينة الزمان قناة الBBC ثم قناة CNN دواعش وقاعدة وميليشيات مسلحة في الجنوب وتعز والساحل ومأرب والبيضاء؛ وقالت صحيفة الديلي ميل البريطانية “اشتباكات عنيفة بين قوات النخبة البريطانية والحوثيين” وانكسرت هيبة بريطانيا العظمى، ولاحقاً اللايماني في أحضان نتنياهو في مؤتمر وارسو متبجحاً بلقاء الفالنتاين: “لم أرتكب خطئاً حتى أندم عليه”، والمرتزقة يبتلعون ألسنتهم ثم يخرجونها بالقول “الشعب يريد تحرير تعز من الدواعش، والشعب يريد تحرير المهرة والجنوب من الإحتلال، والشرعية تريد الإعتراف بإسرائيل اليهود الصهاينة.

***

وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صل الله عليه وآله وسلم قال: “لن تظلوا بعدي أبدا.. كتاب الله وعترتي أهل بيتي”؛ وهو الدرس الأول والخالد حتى يوم القيامة، والعترة الطاهرة تطلق شعار الصرخة وتؤكد العهد “سيضل هذا الشعار عنونا رئيسيا لموقفنا الثابت والمبدئي”.

مجاهدين مع الله.. مجاهدين مع ربي.. وبهؤلاء المجاهدين لا ولن يمر المشروع الصهيوني الأمريكي في اليمن والوطن العربي.

وبوجود الإسلام الوهابي والملوك الفاسدين وحلفائهم وفي غفلة من الزمان مرَّ وعبر المشروع الصهيوني الغربي، وكان الكيان الإسرائيلي الطامح اليوم بيهودية وعبرية فلسطين، وأمريكا تطمع بالنفط والغاز اليمني الواعد بعد التمزيق والتقسيم واحتلال السواحل والجزر ثم التطبيع مع الصهيونية وبختم الشرعية والإسلام السعودي، وبالدرس الديني الأول لا ولن يمر المشروع الصهيوني.. والتاريخ يقول أن اليمن مقبرة الغزاة وهو الدرس الثاني بالتاريخ.. والدرس الثالث بالجغرافيا فاليمن جبال شامخة تلتحم مع الساحل والبحر فتدفن الغزاة قديماً وحديثاً المدرعات الأمريكية.

وهناك دروس مهمة لابد من المرور عليها سريعاً، فالإحتلال العثماني التركي وهو في أوج قوته وجبروته في اليمن لم يتجاوز شيعة آل البيت، فالشؤون الدينية من نصيبهم، حتى الوهابية والإخوان وبكل قوتهم وبطشهم وأموالهم ومدارسهم وجامعاتهم واعلامهم وكتبهم وفتاويهم وباسناد من النظام السعودي لم يتمكنوا ويستطيعوا نزع وانتزاع مكانه آل البيت الكرام من الشعب اليمني والحلول مكانهم بالقضاء عليهم وجعل اليمن كالسعودية تابعة لأمريكا واليهود الصهاينة، والدولة السعودية الأولى “إمارة الدرعية” وفي ظل قيادة محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب لم تتجرأ على غزو واحتلال اليمن، وهي التي بسطت نفوذها على كل شبة الجزيرة العربية حتى ضواحي دمشق وأطراف العراق، وكانت إمارة التكفير السعودية تكتفي بالإغارة وتدمير الأضرحة والسلب والنهب والإنسحاب سريعاً من الأطراف الشمالية والساحل الغربي، ومؤسس الدولة السعودية الثالثة بن سعود عبد العزيز انسحب سريعاً من الساحل الغربي وقوله أن اليمن مقبرة الغزاة حسب مذكرات جون فيلبي، بالرغم من دعم الطيران الإنجليزي ووجود مرتزقة في الساحل التهامي وتفجير الوضع عسكرياً في حاشد وبكيل بالمتمردين المتحالفين مع الإنجليز حسب كتاب “الثورة والثقافة في اليمن” للفقيد عبدالله البردوني، وكيف لها أن تكون إنتفاضة قبائل حاشد وبكيل ضد الإمام وهي متحالفة مع الإستعمار البريطاني.

أما الإستعمار البريطاني اكتفى باحتلال جزيرة كمران ومدينة عدن وتمزيق الجنوب إلى 33 وطن وخائن وربطهم بمعاهدات الحماية والتحكم والسيطرة بسياسة فرق تسد بالتناحر والحروب الأهلية فيما بينهم البين؛ وهي نفس السياسة والمخطط الذي يطبقها الإحتلال الإماراتي والسعودي في الجنوب ويراد تمريره في الوسط والساحل الغربي والشمال وكل اليمن في عدوان سنة أولى وثانية وثالثة ورابعة وخامسة.

***

سنه خامسة عدوان.. أدوات الداخل والتحالف العربي يفشلون في اليمن، وأمريكا نحو فنزويلا وكوبا وبوليفيا ونيكاراغوا.. والشرعية تعترف بإسرائيل.

سنة خامسة عدوان.. إسرائيل اليهودية تنضم رسمياً لتحالف العدوان بالتحالف الإستراتيجي أو بدونه.. والكيان الصهيوني همه وشغله الشاغل قاعدة طارق الجوية في تعز ثم الهيمنة عسكرياً على باب المندب والساحل الغربي، وهل يتكرر سيناريو الشرعية مع اسرائيل بقاعدة طارق كما كانت جزيرة سقطرى وميناء عدن مع الإمارات، والمهرة للسعودية، وقاعدة العند لأمريكا، وهل يتكرر سيناريو شعب المخدوعين والمنافقين.. بشكراً نتنياهو.. شكراً إسرائيل.. وليحكمنا يهودي ولايحكمنا حوثي بعد شكراً سلمان.. شكراً قطر.. شكراً عيال زايد..

سنة خامسة عدوان.. هي سنة الفرز الواضح بين معسكر الظالمين معسكر الباطل ومعسكر الحق، ودمج إسرائيل في المنطقة كصديق سيكون له إحتمالين لاثالث لهما الأول صحوة شعبية إسلامية تجرف العملاء والخونة دول وأحزاب وتكفير وأفراد تنتهي بزوال الكيان الصهيوني؛ والإحتمال الثاني لاشيء مما ذكر سابقاً ويحكمنا يهودي ولايحكمنا حوثي والمجاهدين المؤمنيين صامدين في الميدان وسنوات العدوان قد تمتد أكثر وأكثر بإنضمام إسرائيل..

***

وكانت 13 سنة في مكة.. وكانوا في مران 13 سنة؛ وخلال عشر سنوات إنهارت قلاع وحصون يهود خيبر والنضير وفرار اليهود من ديار العرب والمسلمين وهزيمة جبابرة قريش ومكة الظالمين ثم سقوط امبراطورية الفرس والروم..

بالأمس واليوم وغداً وخلال فترة لن تتجاوز ما مضى من عدوان قد تزيد أو تنقص قليلاً، سينهار خط الدفاع الأول لإسرائيل في اليمن وسيهزم تحالف العدوان خط الدفاع الثاني لإسرائيل، والكيان الصهيوني للترنح بإنتظار الضربة القاضية، وامبراطورية أمريكا ستزول وبضربات متتالية من اليمن والشام والعراق وأمريكا اللاتينية ولا نوفر روسيا والصين وحتى أوروبا وبقية أحرار العالم بالفطرة الإنسانية، والفرز العالمي قادم لا محالة.

سنة خامسة عدوان.. المفاجئات ستكون في الجو وعواصم العدوان عامة وخاصة في بحر وشواطئ الساحل الغربي لليمن.. فقط وفقط استمروا بالعدوان والحصار والتطبيع.. والعاقبة للمتقين..

سنة خامسة عدوان… والدرس لم ينتهي بعد يا أغبياء بل يا عبيد نتنياهو وترامب وبن سعود، وغداً سيتحدث الميدان بلغة غير معروفة للمستكبرين، ويقول بملئ الفم: “إن مع الصبر نصر.. وان العدوان لفي خسر”، معلناً صرخة الإنتصار: “الله أكبر، ٱڷﻣ̝̚ۈٺ لأمريكا، ٱڷﻣ̝̚ۈٺ لإسرائيل، ﺂ̐ﻟﻟﻋ̝̚نّﺔ على اليهود، النصر للإسلام”، هيهات منا الذلة، هيهات منا الذلة، هيهات منا الذلة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

جميل أنعم العبسي