الرئيسية زوايا وآراء خطاب ثورة الوعي و استنهاض الطاقات

خطاب ثورة الوعي و استنهاض الطاقات

خطاب ثورة الوعي و استنهاض الطاقات

كتب/ مختار الشرفي: خطاب ثورة الوعي و استنهاض الطاقات

خطاب السيد عبد الملك اليوم كان ثوريا كما لم يكن في اي خطاب سابق و استحوذ الخطاب الثوري على كل دقائق الخطاب التي قاربة التسعين دقيقه ، رغم ما قد يلتبس لدى البعض لتركيز الخطاب على مناسبة يعدوها هم دينية فقط .
و الحقيقة أن خطاب السيد كان يستهدف ثورة في الوعي تجاه الخيارات الصحية و المنطقيه بين المشاريع المتاحة و تبيين الجاذب منها و السوي من المتهافت الذي لا اصل له و كيف ان اختيار المتهافت لم يقدم سوى الذل و الاذية و الهوان للامه ، مقابل وجود مشروع واضح و صريح و مدعم بالنص و الدليل و الاجماع على صوابيته ولكن زاغت القلوب و العقول عنه بفعل التعصب و الحقد على ما لم يوافق مطامع و اهواء البغاة .
الثورة المستمرة من اجل الحرية و الحياة الكريمة عبر عنها السيد عبد الملك بوضوح في خطابه الذي اكد على ان مواجهة العدوان جزء من الثورة على طغيان و تسلط بني سعود و سواهم على البلاد منذ عقود ، و عليه فإن كل طلقه و شهيد و مال و صبر و صمود و تضحية هي فعل ثوري ينشد العزة و الكرامة و صون الدماء و الحقوق و الحريات لكل اليمنيين ..
حتى الخمسين و المائة ريال التي اعتبرها مجزية عن المواطن دعما و مساندة للبنك المركزي لم تكن إلا استنهاضا لثورة الوعي عند كل فرد بأهمية دوره في التحدي و المواجهة للعدوان و مشاريعه ، فالخمسون و المائة ليست المستهدفة و إنما اليد التي ستدفعها و العقل و الوعي الذي سيتشكل عند كل مواطن بأنه جزء أصيل في الوطن و دعمه و مساندته و ان مجهود صاحبها يراكم وعيا جمعيا ثوريا مهولا مكون من ارادة و تضحيات و قناعات اكثر من عشرين مليون مواطن مقاتل مواجه للعدوان و لديه وعي و ثقافة التحدي له .. من يدعم خيارات الثورة ضد الظلم و الاستبداد و الوصاية ب خمسين ريالا يساوي في وعيه و ثقافته و انتمائه و يمنيته من يدعم بمليار ريال و ربما يكون شعوره بكل ذلك اكبر لانه دفع مبلغا زهيدا لم يقصد منه تزلف او انتضار عائد معنوي او مادي و كانت اهدافه خالصة لما يؤمن به و ليمنيته الصادقه ..
و لأول مرة يوجه السيد عبد الملك خطابا يستنهض وعي غير سكان الحدود السياسية و الادارية اليمنية الراهنة متجها نحو جزء اصيل منه في الاقليم و ايضا و بعنفوان يستحث الثورة منهم من اجل انفسهم على الطغاة .. و كذا لطمئنتهم بأن الثورة في اليمن لا تستهدف جيرانها الا بالحب و المودة و تسخر نفسها خدمة لمن يختار الخلاص من طغيان بني سعود في جغرافيا اعطاها صفتها الحقيقية عندما اسماها شبه الجزيرة العربية المستلبة تحت يافطة الملكية للاسرة السعودية الخبيثة التي التهمت هوية و حرية شعوب شبه الجزيرة العربية من جنوبها و حتى مناطقها الشرقية الغنية بثرواتها و الفقيرة بحقها في المواطنة و العيش الكريم ..
إنه الخطاب الثوري المستنهض للوعي و كل الطاقات و الامكانات للشعور بالقدرة على التغيير و المشاركة في صناعة التاريخ و تعزيز خيارات الصمود و التضحية عند الجميع .
فالعالم كله لا يحقق طموحاته و احلامه من دون وعي و من دون الاحساس اليقيني بقدرته على فعل ذلك ، و هذا ما ركز عليه خطاب السيد عبد الملك الحوثي و هو ما استهدفه في وعي الناس ، مقابل اصرار عدو هذه الثورة أن يكويه و يحبطه ..

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version