الرئيسية أخبار وتقارير من ضحايا مجزرة سوق الهنود بالحديدة .. أبو بكر سالم فقد جميع...

من ضحايا مجزرة سوق الهنود بالحديدة .. أبو بكر سالم فقد جميع أفراد أسرته وترك وحيدا بلا أسرة ولا منزل

أبو بكر سالم أصبح وحيداً

المشهد اليمني الأول| متابعات

أبو بكر سالم علي يحيى، تداولت وسائل الاعلام صورته أثناء مجزرة سوق الهنود بمدينة الحديدة، الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول 2016، و هو يصرخ باكيا.
هذا الشاب كان يعيش في منزلهم المتواضع و في كنف أسرته الصغيرة المكونة من والد و والدة و أخوات ثلاث، في منزل شعبي في سوق الهنود.
أصيبت الأسرة بالذعر و الخوف كغيرهم من أبناء الحي عقب الغارة الجوية التي استهدفت القصر الجمهوري القريب من الحي.
غادروا منزلهم إلى منزل أحد أقربائهم في حي مجاور، و حين اختفت أصوات الطائرة التي كانت تحلق في الأجواء، ضن الجميع أنهم صاروا في مأمن، عادوا مرة أخرى إلى منزلهم في حي الهنود.
يقول أبو بكر سالم: عقب الغارة التي استهدفت القصر الجمهوري بالجوار من الحي شعرنا بالرعب و قرر والدي أن يأخذنا جميعا إلى منزل عمتي بحي أخر بعيد من هنا.
و يضيف: مكثنا هناك لساعات، وحين اختفى صوت الطائرة التي كانت تحلق فوقنا ضننا أننا أصبحنا بأمان، فتركنا منزل عمتي و توجهنا عائدين إلى منزلنا.
و تابع: ذهب أبي و أمي برفقة أخواتي الثلاث باتجاه المنزل بينما ذهبت أنا على متن دراجتي نحو الصيدلية لشراء بعض الأدوية التي طلب مني والدي شرائها، و مريت من شارع أخر غير الشارع الذي سارت منه عائلتي.
و قال: عند وصولي إلى الصيدلية سمعت صوت الانفجار ومن قوته تطايرت زجاجات الصيدلية فتحركت مسرعا باتجاه المنزل و حين وصلت كانت الحارة مظلمة و أصوات صراخ الناس مرتفعة البكاء و العويل من كل مكان و كانت المباني محطمة و ركام المنازل متناثر في الشارع حتى منزلنا كان محطم أيضا.
و تابع: دخلت مسرعا و أنا انادي أبي و أمي و كررت النداء أكثر من مرة فقد كنت مرعوبا أن يكون تحت ركام المنزل. لكن لم يجبني أحد و حين خرجت و سألت أحد جيراني هل رأيت أسرتي؟ قال لي: لا لم يعودوا بعد إلى المنزل. هم هناك بجانب الجامع.
و أردف: توجهت مسرعا باتجاه الجامع. و هناك كانت الكارثة التي لم استوعبها، فقد وجدت ابي وامي واخواتي الثلاث وهم جميعا قتلى، كانت حالتهم مأساوية، كان جسد والدي قد انقطع إلى نصفين و بقية الجثث مشوهة و أختي الكبيرة ممزقة و مشوهة أكثر.
ابو بكر سالم مع والده واخواته
ابو بكر سالم مع والده واخواته
حينها أصبت بالصدمة حاولت البكاء لكني لم أستطيع، فقط كنت أصرخ و أنادي أبي أمي أخواتي أحسست ساعتها أني سأموت مما أشعر به تجاه هذه الصدمة حتى أغمي علي و نقلت إلى المستشفى.
لا يعلم أبوبكر ما هو السبب الذي جعل الطائرة تستهدف الحي فكما يقول: ليس هناك حوثيين ولا يوجد أي سلاح فكل أبناء الحي من الفقراء و أناس مسالمين ليس لهم أي علاقة بالحرب و القتال.
أبوبكر اليوم أصبح بلا مأوى و لا أسرة .. يقول إنه تذكر حديث كان يسمعه على لسان أبناء الحي قديما حين كانوا يخبرونه و هو لا زال صغيرا بأنه وحيد أسرة، و كان هذا الحديث مثار استغراب بالنسبة له، و هو ما دفعة لسؤال والده لماذا يقولون عنه وحيد أسرة وهو لديه ثلاث (أخوات)؟ فكان والده يجيبه حينها: يقال عنك ذلك لأنك لا تمتلك اخوان من الذكور فأنت وحيدنا أنا و أمك من الذكور.
و قال لنا: أتمنى أن يسمعني والدي اليوم لأني سأخبره أن ذلك الكلام الذي كنت أسمعه وأنا طفل أصبح حقيقة اليوم، و أنا أصبحت وحيد أسرة وليس لي إي إخوة لا من الذكور ولا من الإناث كما لم يعد لي أب و لا أم و لا منزل أعيش فيه.

المصدر: تقرير رصد وتوثيق جريمة استهداف حي الهنود بمحافظة الحديدة الصادر عن اللجنة الوطنية لتوثيق جرائم العدوان وتنسيق جهود الاغاثة

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version