مقالات مشابهة

قراءة في النوايا.. هل فقدت إدارة بايدن بوصلة الحل في اليمن؟؟

إدارة بايدن وحل الأزمة اليمنية.. لاتبدو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جادة في طرحها لمساعي الحل السياسي في اليمن، فتارة تتحدث إدارة بايدن عن وقف دعم العدوان السعودي بالأسلحة، وبنفس الوقت تقلع الطائرات الأمريكية التي يستخدمها السعوديون لتقصف وتقتل الشعب اليمني، فهل تبحث واشنطن عن الحل في اليمن فعلا؟

الجواب وبكل تأكيد وأمام هذه المعطيات لا، وما يؤكد ذلك ما تحدثت به الخارجية الأمريكية مؤخرا بأن واشنطن ستواصل الضغط على (الحوثيين) حسب توصيفها وأنها لا تريد زيادة معاناة اليمنيين تحت حكمهم، وفي هذا الكلام إصرار على عدم الاعتراف بسلطة صنعاء القائمة.

وكأنها تنكر وجود حرب تزعم أنها تسعى لإيقافها بين طرفين، الأول هو السعودية ومن خلفها واشنطن والطرف الثاني هو اليمن وسلطته العسكرية متمثلة بالجيش واللجان الشعبية، وسلطته السياسية القائمة والتي تدير شؤون البلاد والعباد، وتدافع عنهم منذ بداية العدوان في آذار العام 2015.

إذا ما هو الحل الذي تنشده الولايات المتحدة بإقصاء مكون سياسي من مكونات الشعب اليمني، بل أكثر من ذلك تذهب إلى حد شق وحدة الصف بين الشعب اليمني وقيادته السياسية بقولها “نحن نميز بين الشعب اليمني والحوثيين” وهنا تكمن نية الخداع والمراوغة لا نية التوصل إلى حل سياسي.

وإذا كانت إدارة بايدن ترى في سعيها الى ابطال تصنيف حركة أنصار الله اليمنية كمنظمة إرهابية منّة على اليمنيين، فهم لا يريدونها لأن ذلك لن يغير من واقع الحال شيئاً طالما أن العدوان القائم والحصار قائم والقتل قائم والمعاناة قائمة، فبماذا سيؤثر التصنيف أو عدمه على اليمنيين؟؟.

على العكس فإن ذلك سيؤثر على أمريكا وسمعتها الملطخة بالدماء أصلا، لأن إدارج الحركة على قائمة المنظمات الإرهابية سيحرم المنظمات الدولية من التعامل معها كسلطة قائمة وشريكة في ادخال المساعدات الأممية وإيصالها إلى مستحقيها، وبذلك فإن إدارة بايدن ستغدو وفي نظر من لا يريد أن يرى من العالم ومن الرأي العام داخل أمريكا، الشريك المفضوح في جرائم القتل اليومية التي تزعم إنها تسعى لإيقافها.

وأمام هذه المعطيات التي أتينا على ذكرها أدركت القيادة السياسية والعسكرية في صنعاء هذه المراوغة الأمريكية، فكانت لصواريخ سكود والطائرات المسيرة التي قصفت قاعدة الملك خالد ومطار أبها الكلمة الفصل والقول الحق بأنه لا يصلح الحديث عن تسوية أو حل دون صنعاء كما لا يصلح هذا الحديث مع استمرار العدوان والقتل.

__________
كنان خليل اليوسف