الرئيسية أخبار وتقارير استنفار سعودي حزبي طائفي.. “سلفيون وقاعديون ودواعش” أكبر عملية تحشيد سعودية نحو...

استنفار سعودي حزبي طائفي.. “سلفيون وقاعديون ودواعش” أكبر عملية تحشيد سعودية نحو مأرب

استنفار سعودي حزبي طائفي

لا تزال قوات صنعاء تتحكّم بمسار المعركة، مُواصِلةً تحقيق مكاسب على الأرض، وإن بوتيرة أقلّ لم تترك السعودية سبيلاً للتحشيد في معركة مأرب إلّا وسلكته، من دون أن تفلح في تبديل مسار المعركة، التي لا تزال إلى الآن تجري لصالح قوات صنعاء، على رغم تباطؤ وتيرتها.

سلفيون و»قاعديون» و»دواعش» جلبت الرياض المئات منهم من المحافظات الجنوبية ومن الساحل الغربي على أمل قلْب المعادلة الميدانية، من دون أيّ نتيجة إلى الآن، فيما لا تزال المملكة تواجه عقبات في استقدام الشباب الجنوبيين غير «الجهاديين»، والذين ذاقوا الأمرّين في المواجهات التي خاضوها لحسابها طيلة السنوات الماضية

استنفار سعودي حزبي طائفي

بعد تقدُّم قوات صنعاء خلال الأسبوعين الماضيين إلى محيط مدينة مأرب، استنفرت السعودية كلّ قواها القبليّة والحزبيّة، ونبشت شعاراتها الطائفية، ودفعت بالآلاف من العناصر المتطرّفة من محافظات شبوة وأبين وحضرموت وعدن ولحج وتعز والساحل الغربي للدفاع عن آخر معاقل وصايتها في شمال اليمن.

وعلى رغم رفض «المجلس الانتقالي الجنوبي»، الموالي للإمارات، نقل مقاتليه إلى مأرب، استخدمت الرياض الإغراءات المالية للدفع بميليشيات سلفيّة وأخرى موالية لـ«الانتقالي» للتصعيد في جبهات الضالع، من دون أن يفلح كلّ ذلك في إحداث أيّ تغيير في مسار المواجهات، والذي لا تزال قوات صنعاء تتحكّم به، مُواصِلةً تحقيق مكاسب على الأرض، وإن بوتيرة أقلّ.

وعكَس التحشيد السعودي الكبير للقوى الموالية للمملكة، والذي لم يستثنِ تنظيمَي «داعش» و«القاعدة»، مخاوف الرياض من سقوط كامل محافظة مأرب تحت سلطة حركة «أنصار الله». كما أكّد، مرّة أخرى، أن التحالف السعودي – الإماراتي يستخدم حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، كغطاء لتحقيق أجندته في اليمن. إزاء ذلك، تعتقد صنعاء أن تحرير المحافظة أصبح أكثر أهمّية، في ظلّ المخطّط السعودي لتوطين التكفيريين فيها.

وعلى هذا الطريق، عزّزت موقفها العسكري خلال اليومين الماضيين، باتفاقيات جديدة مع قبائل مأرب. وأكدت مصادر قبلية أن حكومة الإنقاذ عقدت أكثر من لقاء مع قبائل طوق مدينة مأرب، وقبائل عبيدة، صاحبة القرار الأول في المدينة ووادي عبيدة وصولاً إلى منطقة صرواح النفطية، وتَمكّنت من التوصُّل إلى اتفاقيات جديدة مع مشائخ آل جلال وقبائل عبيدة، التزمت فيه بعدم استهداف قوّاتها لمصالح القبائل، مقابل التزام الأخيرة بعدم استخدام الطرف الآخر أراضيها في أيّ أعمال عسكرية، بالإضافة إلى فتح خطّ تواصل مع قيادات صنعاء للتوصُّل إلى اتفاق بخصوص مستقبل بقية المناطق التابعة لها.

في المقابل، حاولت السعودية، على مدى الأيام القليلة الماضية، فتح جبهات استنزاف إضافية في جنوب مأرب وشمالها، وعزّزت العناصر السلفية التابعة لزعيم «مركز دمّاج» يحيى الحجوري في منطقة الجوبة جنوب مأرب، بالمئات من المتطرّفين الموالين لها بقيادة «أبو العباس الجزائري»، والآتين من الساحل الغربي ومحافظة لحج، كما استقدمت المئات من مقاتلي قبائل أبين وشبوة الموالين لها.

لكن الرياض، التي منحت قائد قوّاتها في مأرب العميد عبد الرحمن الشهراني القيادة الفعلية للجبهات، لم تنجح في تغيير مسار المواجهات، حيث تمكّن الجيش و«اللجان الشعبية» من إحراز تقدُّم جنوب الطلعة الحمراء شرق صرواح، فيما لا يزالان في مواقعهما السابقة في جبهات الكسارة غرب المدينة وفي جبهة رغوان. وفي حين تواصَل ضغطهما العسكري في جبهات العام والرويك، صدّا عدّة هجمات للقوات الموالية لهادي في تبّة الأقشع الواقعة بالقرب من معسكر اللبنات شمال مأرب، لتتراجع تلك القوات بعد أن خسرت 13 مدرّعة وعشرات القتلى.

حاولت السعودية فتح جبهات استنزاف إضافية في جنوب مأرب وشمالها

ويعتقد الخبير العسكري في صنعاء، العقيد مجيب شمسان، في حديث إلى «الأخبار»، أن «معركة تحرير مأرب ستكون، في ضوء ما تشهده من عمليات تحشيد من كلّ حدب وصوب، معركة فاصلة، ليس في هذه الحرب العدوانية فحسب، بل في تاريخ اليمن المعاصر، كون هذه المحافظة ظلّت عقوداً من الزمن تحت الوصاية السعودية».

ويعتبر أن «القلق الأميركي والبريطاني والأوروبي في مأرب يُعبّر عن الأطماع القديمة الجديدة في الثروة النفطية والغازيّة، والتي جاهر بها نائب الرئيس الأميركي في عام 1986، جورج بوش، عندما حضر بنفسه تدشين محطة صافر، بقوله إن واشنطن وجدت بديلاً للنفط الخليجي الملتهب.

السعودية، التي كرّست وجودها العسكري في مأرب خلال السنوات الماضية تحت ذريعة دعم إعادة «الشرعية»، أقدمت على إنشاء عدد من القواعد في مناطق تداوين والكنائس والماس واللبنات والرويك وصحن الجن في أقلّ من عامين، فضلاً عن فرض نفوذها على كلّ القوات الموالية لهادي، والتي تمّت إدارتها من قِبَل الحاكم العسكري السعودي في مأرب، أبو سلطان.

مع ذلك، فشلت الرياض، منذ مطلع العام الماضي، في حماية قواتها ومقرّاتها، إذ تمكّن الجيش واللجان، منذ أيار/ مايو الفائت، من إفراغ كلّ القواعد العسكرية السعودية من العتاد والعدة، وأجبرا المئات من الجنود السعوديين على الانسحاب منها وسحب الأسلحة الثقيلة معهم، بعدما فشلت منظومات الدفاع الجوي التي نصبتها المملكة في مختلف مناطق المحافظة في تحقيق الغاية منها.

وتتصدّر جبهةَ «التحالف» في مأرب قياداتٌ من تنظيمَي «القاعدة» و«داعش» وأخرى سلفية متطرّفة، فضلاً عن قيادات عسكرية متعدّدة الولاءات كرئيس أركان قوات هادي المحسوب على الإمارات، صغير بن عزيز، الذي يقود جناحاً معادياً لـ«الإصلاح»، في مقابل جناح موالٍ للأخير يقوده وزير الدفاع في حكومة هادي اللواء محمد المقدشي، وثالث قبلي يقوده مشائخ موالون للرياض.

وفي مقابل كلّ تلك الأجنحة التي تقاتل بتمويل ودعم سعوديَّين، يقود قواتِ صنعاء قائدُ المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء مبارك المشن، أحد أبرز مشائخ مأرب، وإلى جانبه العشرات من القيادات العسكرية التي يتحدّر معظمها من مراد وجهم والجدعان وبني جبر، إضافة إلى عدد من كتائب قوات النخبة، والتي من أبرزها «الوهبي» و«الموت» و«الحسين» و«الرزامي» و«ضدّ الدروع» و«القناصة»، وأبناء القبائل المساندة من مأرب ومختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء.

 

Exit mobile version