مقالات مشابهة

واشنطن بوست: لماذا ما يحدث في أوكرانيا يهم الأمريكيين

رأت الصحيفة أن بايدن محق في الرد على بوتين بقوة، حتى مع وجود بعض المخاطر بالنسبة للولايات المتحدة والدول الحليفة، التي تعزل روسيا اقتصادياً ودبلوماسياً.

كتب مجلس التحرير في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية افتتاحية قال فيها: كما حدث مرات عديدة من قبل في التاريخ الأوروبي، تثير قنابل ودبابات المعتدي الرعب والخراب في جار أضعف.

وزعمت الصحيفة أن “الضحية هذه المرة أوكرانيا، وهي دولة عضو في الأمم المتحدة ويقطنها 44 مليون نسمة؛ وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصر – خلافاً للقانون الدولي – على أن أوكرانيا ليس لها حقوق سيادية يجب أن يحترمها”.

وأضافت الصحيفة أنه “مرة أخرى، الحياة المتحضرة في هذه القارة الحيوية استراتيجياً تغمرها الدماء والنار. قد يتم احتواء الصراع – حالياً – في المناطق الشرقية لأوروبا. لكنها تهدد بالانتشار. ومرة أخرى، الولايات المتحدة مدعوة للرد”.

تابعت الافتتاحية: قد يرغب العديد من الأميركيين، بشكل غريزي ومفهوم، في عدم التورط في حرب أوروبية، حتى بشكل غير مباشر، من خلال فرض عقوبات على روسيا. يمكن أن تؤدي مثل هذه الإجراءات إلى حدوث اضطرابات في أسواق الطاقة والأسواق المالية، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الولايات المتحدة، في الوقت الذي نعاني فيه بالفعل من مشكلات، تتراوح من الوباء إلى التضخم إلى الظلم العنصري.

بالتأكيد هذا البلد وأفراد خدمته وعائلاتهم دفعوا ثمناً باهظاً مادياً وبشرياً في حروب الشرق الأوسط ومن أجلها والتي انتهت من دون نصر واضح.

وأوضحت الصحيفة أنه مع ذلك، فإن الرئيس جو بايدن محق في الرد على بوتين بقوة، حتى مع وجود بعض المخاطر بالنسبة للولايات المتحدة والدول الحليفة، التي تعزل روسيا اقتصادياً ودبلوماسياً. لا توجد معاهدة دفاع متبادل بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وبالتالي لا يوجد التزام قانوني أو احترازي لحمايتها من قبل القوات الأميركية.

وقالت إن ما لدينا هو مصلحة في السلام والاستقرار في أوروبا، وهي قارة يبلغ عدد سكانها 740 مليون شخص يتقاسم معهم الأميركيون التزاماً طويل الأمد بالديمقراطية، وروابط عائلية لا حصر لها وأكثر من 1 تريليون دولار في التجارة السنوية، والتي تعتمد عليها ملايين الوظائف.

وأضافت الصحيفة: كان منع القارة من السقوط تحت نفوذ هيمنة معادية – كما فعلت أميركا تقريباً في عامي 1914 و1939 وأثناء الحرب الباردة – مصلحة أميركية حيوية لعقود. هذه هي المصلحة الحيوية التي استثمرت الولايات المتحدة من أجلها في منظمة حلف شمال الأطلسي ومؤسسات أخرى. وهذه المصالح الحيوية بالتحديد هي التي سيقوّضها “العدوان الروسي” غير المنضبط عاجلاً أم آجلاً، مع تكاليف أعلى بكثير وأكثر ديمومة للأميركيين من أي شيء قد نتحمله من العقوبات وغيرها من الإجراءات التي يفكر فيها بايدن الآن.

ورأت الصحيفة “أن “الأمن” و”السلامة الإقليمية” و”القانون الدولي” كلمات طنانة – مفاهيم مجرّدة. ومع ذلك، فإن ما تشير إليه ضمناً من الناحية العملية هو أمر ثمين: الزمان والمكان للناس والأمم للتطور بحرية.

في العقود الثلاثة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي، قد يكون المجتمع عبر الأطلسي قد اعتبر السلام والحرية أمراً مفروغاً منه. والآن يأتي بوتين لتفجير كل هذا التراخي، بطريقته المميزة: مدعياً، بشكل غريب، أن روسيا يجب أن تشن حرباً على أوكرانيا لأن الأخيرة تهددها، عندما يكون خوفه الحقيقي هو أن النجاح الديمقراطي النموذجي في جارٍ كبير مشابه ثقافياً قد يقوّض حكمه الكليبتوقراطي”، بحسب زعم الصحيفة.

نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت