مقالات مشابهة

تحالف العدوان يرتب لاستئناف الحرب.. وصنعاء ترفع الجاهزية

تتزايد قناعة اليمنيين بشكل عام، وفي مناطق سيطرة حكومة صنعاء بشكل خاص، بأن الاستقرار والأمان والحياة الكريمة لا يمكن أن تتوفر في أي بلد تتدخل قوى خارجية أجنبية في شئونه الداخلية الخاصة، فكيف إذا كان يخوض حرباً تقودها ضده تلك القوى وتسيطر قواتها على أجزاء كبيرة من أرضه.

 في دائرة النبذ والاستبعاد

حتى وإن انساقت فئات ومكونات خلف تلك القوى فإن الغالبية عادةً ما تلتف حول من يسعى إلى استقلالية البلاد واستعادة سيادتها، باعتبار ذلك حلاً وحيداً وخياراً أوحد لإنهاء معاناة هذا البلد أو ذاك، وسواء طال أمد المعاناة أو قصر فإن المكونات التي تستدعي الخارج وتستقوي به تصبح في دائرة النبذ والاستبعاد، كونها فعلت ذلك من أجل القضاء على خصومها في الداخل وتحقيق مصالحها الضيقة على حساب المصالح العامة والوطن بأكمله.

وغالباً ما تكون تلك الجماعات هي السبب الرئيس في إطالة أمد الصراع والمعاناة، إلا أن نهايتها دائماً إلى زوال، فالأوطان تنتصر بأبنائها الشرفاء الذين ينتزعون حقوق البلاد ومصالحها ولو كلفهم ذلك أرواحهم ودماءهم.

استعادة السيادة

وحسب معطيات وإفرازات الواقع في اليمن فقد اخذت سلطة المجلس السياسي الاعلى في صنعاء تبني هذا المسار ورأت أن السبيل الأوحد لإنهاء معاناة اليمنيين هو المضي في طريق استعادة السيادة وقطع دابر التدخل الأجنبي في البلاد، وهو ما يتردد بشكل متواصل على لسان مسئوليها في مواقع التواصل والفعاليات الرسمية داخلياً وخارجياً.

البحث عن ضمانات

وعلى خلفية بحث السعودية، التي تقود الحرب على اليمن، عن ضمانات لحماية أمنها من سلطات صنعاء، بعد تخلي الولايات المتحدة عن حمايتها ضمن مسارات الابتزاز التي تمضي فيها إدارة الرئيس بايدن؛ قال عضو وفد صنعاء المفاوض، عبدالملك العجري، إن السيادة الكاملة للدولة اليمنية هي أكبر ضمانة لأمن دول الجوار.

وأكد في تغريدة على تويتر، أن أكبر تهديد يمكن تصوره يأتي من الدولة التي تتعرض سيادتها للانتقاص، مخاطباً المملكة أن عليها دعم هذا التوجه إذا ما كانت تريد حماية أمنها القومي كما تدعي، إذا كنت كما تدعي، موضحاً أن غير ذلك لا معنى له، سوى أن السعودية تستخدم أمنها ذريعة لاستمرار سياستها التي أوصلت اليمن إلى الخراب الشامل، حسب تعبيره.

مسار جديد للحرب

في السياق، ووسط تكشفات جديدة للقوى الخارجية التي تقف خلف حرب التحالف على اليمن، خصوصاً الولايات المتحدة التي تحاول الآن فرض خارطة جديدة ومسار جديد للحرب؛ يبدو أنها ستأخذ السعودية بعيداً عن حقيقة ما يضمن أمنها القومي وتزيدها تورطاً في اليمن وغرقاً في مستنقع الحرب.

فخلف التفاوضات والحوارات من أجل تجديد الهدنة تدفع الولايات المتحدة باتجاه تصعيد عسكري واقتصادي في اليمن، لكن سلطات صنعاء ليست غافلة عن ذلك، حيث كشف مسؤول في حكومة صنعاء عن رصد ترتيبات التحالف للتصعيد في مختلف المجالات.

جاهزية الرد

للرد نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في قوات صنعاء، العميد عبدالله بن عامر، ذكر في تغريدة على تويتر، أن التصعيد اليمني المتوقع لن يكون إلا رداً على تصعيد يرتب له التحالف بدفع أمريكي واضح، وبأساليب مختلفة، موضحاً أن التحالف يتعمد استمرار المماطلة بفتح حوارات وإجراء زيارات، وفي الوقت نفسه يخطط ويرتب لتصعيد عسكري واقتصادي وأمني، مؤكداً أن صنعاء جاهزة للرد على أي خطوة تصعيدية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابراهيم القانص