المشهد اليمني الأول| متابعات
حدّد رئيس «المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي في جنوب اليمن»، صالح يحيى سعيد، يوم غد موعداً لإعلان انفصال الجنوب عن دولة الوحدة.
وقال سعيد المحسوب على الرئيس السابق علي سالم البيض، إن مدينة عدن ستشهد في الـ21 من الشهر الجاري احتفالاً بـ«فكّ ارتباط» الجنوب، والإعلان عن «وثيقة الاستقلال».
يأتي هذا الإعلان في وقتٍ لافت بعد حملات قوات التحالف الذي تقوده السعودية، ولا سيما القوات الإماراتية، لتوسيع السيطرة على المحافظات الجنوبية وقيادة «نصر» تقدمه للمجتمع الدولي بإخراجها تنظيم «القاعدة» من معاقله الاستراتيجية، مثل المكلا ومدن ساحلية أخرى، أبرزها في أبين، بالإضافة إلى وضع اليد بصورة كلية على جزيرة سقطرى.
وعلى الرغم من أن اللحظة مؤاتية لتحقيق «الحلم الجنوبي» القديم بالاستقلال عن دولة الوحدة المُعلنة عام 1990، تشي معطيات عدة بصعوبة تحقيق هذه الخطوة.
أول المؤشرات على العجز عن تحويل المطلب الجنوبي إلى حقيقة، هو تفكك القوى الجنوبية وغياب قادتها عن الساحة، وهو ما ظهر حين جاء إعلان بهذه الأهمية من مجلس يجمع ناشطين جنوبيين لا قيادات سياسية وازنة.
ويقف التيار الموالي للرئيس البيض خلف هذه الدعوة، في وقت ترفض فيه معظم القيادات الجنوبية الأخرى الذهاب إلى هذه الخطوة «المتطرفة» حالياً.
كذلك، إن القوات التي قاتلت إلى جانب قوات «التحالف» في الجنوب تعكس ضعفاً وهشاشةً واضحين، الأمر الذي ظهر في العجز عن قتال التنظيمات المتطرفة قبل اتخاذ القرار على مستوى خليجي ودولي لطرد «القاعدة» من بعض المدن، إلى جانب تعدد الولاءات بين المقاتلين وضعف «الجيش الجنوبي» الذي أعلنت الرياض تشكيله مع اندلاع الحرب.
ويُنظر إلى خيار الانفصال في الوقت الحالي بكونه «استغلالاً متبادلاً» بين الطرف الجنوبي المندفع نحو فك الارتباط مع جمهورية اليمن التي يجمعها بالجنوبيين تاريخ أليم، وبين دول «التحالف» ولا سيما الإمارات الساعية إلى نفوذٍ واسع في الجنوب اليمني والمسيطرة على تيارات جنوبية فاعلة، في مقدمها تيار البيض.
وهنا يمكن طرح السؤال عن موقف السعودية من هذه الخطوة، هي التي تشدّد دوماً في مواقفها العلنية على «وحدة اليمن»، إلى جانب السؤال عن الرابط بين التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة اليمنية المعيّن حديثاً أحمد بن دغر حول حتمية خيار الدولة الاتحادية، وإلا فإن الفوضى ستكون البديل الوحيد.
نقلاً عن جريدة الأخبار:بيروت