بدا الاحتلال الإسرائيلي، السبت، عدوان جديد على سوريا.. يتزامن ذلك مع تصاعد وتيرة الهجمات التي تشنها فصائل مسلحة تتبع تركيا.
وشنت طائرات الاحتلال صباح اليوم غارات جديدة قرب الحدود اللبنانية مع سوريا. وزعم الاحتلال ان العملية استهدفت موقع لحزب الله.
ومع أن سوريا ظلت خلال الأشهر الماضية مسرح للعدوان الإسرائيلي المتكرر والذي طال العاصمة دمشق الا ان توقيت الغارة الأخيرة يشير إلى أنها في إطار اسناد الفصائل المسلحة التي تشن هجوم على شمال البلاد.
وجاءت الغارة الأخيرة عقب اجتماع للمجلس الأمني المصغر للاحتلال كرس لمناقشة الوضع في سوريا. وافادت وسائل اعلام عبرية بان رئيس الحكومة ناقش مع طاقمه خطة لما بعد ما وصفه بانهيار الاستقرار النسبي في سوريا في إشارة إلى ضلوع الاحتلال بالعدوان الأخير.
وكان نتنياهو استبق هجوم المليشيات المسلحة في الشمال باتهام الرئيس الروسي “باللعب بالنار”. ويتهم الاحتلال الإسرائيلي سوريا بدعم حزب الله بالصواريخ ابرزها فادي 1 و2 و3 والتي غيرت ميزان المواجهة في لبنان لصالح المقاومة الإسلامية هناك.
الهجمات الإسرائيلية على سوريا ساهمت بتحريك الجماعات المسلحة في حلب
يدوره، كشف محلل عسكري صهيوني في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية على هجمات الجماعات المسلحة في سوريا كاشفاً أنّها كانت نتيجة للهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية. وقال رون بن يشاي، المعلّق العسكري الصهيوني في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، اليوم السبت، إنه “من شبه المؤكّد أنّ هناك صلة وثيقة بين الهجوم المفاجئ الذي شنّه المسلحون في سوريا على حلب ووقف إطلاق النار في لبنان”.
وأشار بن يشاي، إلى أنه “يبدو أنّ الهجمات المتكررة المنسوبة إلى سلاح الجو الإسرائيلي ضد الجيش السوري وعناصر حرس الثورة الإيراني والمتحالفين معهم في الأراضي السورية هي التي أوجدت الخلفية، وإمكانية تحرير المسلحين من الضغط على الأرض والتنظيم للهجوم”.
كما أعرب عن اعتقاده بأنه “من المحتمل جداً أن يكون المسلّحون السوريون قد فعلوا ذلك بالتشاور مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان”. وكشف بن يشاي، أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عقد “مشاورةً أمنية غير عادية”، ليل أمس الجمعة، وذلك لـتقدير “تأثيرات التطور المفاجئ الناجم عن هجوم المسلحين في شمال سوريا”.
وأكد المحلل العسكري أنه يمكن القول أنه على المدى القصير “ستكون التداعيات لهذا الهجوم على أمن إسرائيل إيجابية بالفعل”، مشيراً إلى أن “الرئيس السوري بشار الأسد لن يسارع في مواجهة إسرائيل”، حد قوله.
وفي وقت سابق اليوم، شدّد الجيش السوري، على أنه “سيواصل عملياته والتصدّي للتنظيمات الإرهابية لطردها، واستعادة سيطرة الدولة ومؤسساتها على كامل حلب وريفها”. يأتي ذلك، بعد أن شنّت التنظيمات المسلحة، والمنضوية تحت ما يسمى “هيئة تحرير الشام”، مدعومةً بآلاف الإرهابيين الأجانب وبالأسلحة الثقيلة وأعداد كبيرة من المسيّرات، هجوماً واسعاً من محاور متعددة في جبهتي حلب وإدلب.
وقامت وحدات الجيش السوري بإعادة الانتشار نحو مطار حلب الدولي، من أجل منع تدمير أحياء المدينة، في حين تقوم طائرات الجيش باستهداف تجمعاتهم في حلب وريفها.