قالت منصة المراقبة الصينية الأفريقية في تقريرًا نشرته، إن إطاحت الحوثيون لطائرة مقاتلة أمريكية، إنجازٌ يليق بأن يُدون في سجلاتهم التاريخية، واصفًا الحادث بـ ”الغريب للغاية”، حيث أنه لم يحدث من قبل أن سقطت عربة سحب مع الطائرة في آنٍ واحد.
وأفاد التقرير بأن حقيقة الحادث عندما “كانت عربة السحب تسحب المقاتلة فوق السطح، فإذا بصاروخٍ حوثيٍ قادمٍ يقترب، فالتفتت الحاملة على عجل، فانجرفت المقاتلة وعربة السحب معًا إلى المياه”.
وقال إن الحادث يبين بأن قدرة القتال لدى الحوثيين ليست بالضعف المزعوم، مشيرًا لاسقاطهم “على الأقل 17 طائرة مسيرة MQ-9 الأمريكية، واغرقوا بصواريخهم سفنًا تجارية غربية كبرى، ما يثبت أن كفاءتهم القتالية لا يُستهان بها”.
وأوضح التقرير بأن حادثة سقوط الطائرة تدلّ على دقّة استهداف الحوثيين، وقدرتهم على اختراق شبكة الصَدّ التي تحمي الحاملة، ممّا يضع حاملة الطائرات الأمريكية تحت تهديدٍ بالغ.
وأشار إلى أن “الحوثيين يستطيعون شنّ هجماتٍ ليليةٍ ونهارية، مرهقين الدفاعات الأمريكية، ثم استنزاف صواريخهم المضادة للطائرات، مؤكدًا أنه “في ظلّ هذا الضغط المستمرّ، ترتكب الأخطاء كما رأينا بسقوط المقاتلة”.
وأكد بأن تكتيكات الحوثيين “تمكنت في استثمار نقاط قوتهم ضد نقاط ضعف العدو. فهم يستفيدون من امتلاكهم للمعرفة الجغرافية ومرونة العمليات، حتى وإن كانت أسلحتهم أقلّ تطورًا، فيتمكّنون مع ذلك من إلحاق خسائر فعّالة”.
وأشار إلى أنه “إذا استمرّت المواجهة بهذا الثبات، فقد لا تتوقّف الخسائر الأمريكية عند طائرةٍ واحدة. فلننتظر ونرى”.
إثارة أسئلة عن قدرات الحوثيين الاستخباراتية
هذا وأثار الهجوم الذي استهدف حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس ترومان” في البحر الأحمر وأدى الى سقوط طائرة اف 18 موجة تساؤلات واسعة، لا سيما بعد ورود تقارير تُشير إلى أن التوقيت الذي نُفذ فيه الهجوم تزامن مع واحدة من أكثر لحظات التشغيل حساسية في جدول عمليات الحاملة.
حيث تساءلت منصة “باي جياهو” الصينية “ذائعة الصيت” عن الكيفية التي تمكن بها الحوثيون من تحديد توقيت بالغ الحساسية بهذا القدر.
وطرح تقرير المنصة عددًا من الفرضيات، من بينها استخدام طائرات استطلاع بدون طيار، أو حصولهم على دعم استخباراتي في المنطقة، كما لم يُستبعد احتمال تسريب غير مقصود لمعلومات حساسة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تلك المنشورات ومقاطع الفيديو التي يقوم بنشرها قائد الحاملة
وفيما تم التعامل بسخرية مع رضية “العملاء الداخليين”، فإن فكرة وجود ثغرات معلوماتية – ولو عبر الإنترنت – لم تُستبعد بشكل جاد من قبل بعض المحللين الصينين، يشير تقرير المنصة الصينية إلى أن مثل هذا التوقيت لا يمكن أن يكون محض صدفة، بل يتطلب مراقبة دقيقة وفهمًا عميقًا لديناميكيات تشغيل حاملات الطائرات، الأمر الذي يعزز من فرضية أن جماعة أنصار الله (الحوثيين) إما باتت تمتلك قدرات استخباراتية خاصة بها، أو أنها تستفيد من دعم تقني خارجي متطور.
ورغم التحفظ الأمريكي في إعلان تفاصيل الهجوم أو الإقرار بوقوع أضرار، فإن توقيت الضربة، بحسب محللين، يطرح تحديات استراتيجية متزايدة أمام واشنطن في واحدة من أكثر المناطق البحرية حساسية في العالم.