الرئيسية أخبار وتقارير الحوثيون يدمرون قواعد اللعبة.. هجمات ببضعة آلاف تُكلّف “أمريكا والغرب وإسرائيل” مليارات...

الحوثيون يدمرون قواعد اللعبة.. هجمات ببضعة آلاف تُكلّف “أمريكا والغرب وإسرائيل” مليارات الدولارات

في ظل استمرار التصعيد في البحر الأحمر وامتداداته إلى العمق العدو الإسرائيلي، كشف موقع “يديعوت أحرونوت” العبري عن تحليل معمق لتأثير الحملة العسكرية التي يشنها الحوثيون على المصالح الغربية والإسرائيلية، مشدداً على أن “فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية في صد الهجمات الصاروخية والطائرات المُسيّرة أدى إلى خسائر مالية باهظة تهدد بتغيير موازين القوة الاقتصادية والعسكرية في المنطقة”.

ورغم تنفيذ الولايات المتحدة أكثر من “800 غارة جوية على مواقع متعددة في اليمن منذ منتصف شهر مارس الماضي”، إلا أن زخم الهجمات الحوثية لم يتوقف، بل واصل تصاعده النوعي، مستهدفاً سُفنًا أمريكيةً وبريطانيةً وإسرائيليةً عبر أحد أهم الممرات البحرية في العالم. ومع هذا الاستمرار، يتصاعد الضغط العسكري والاقتصادي على التحالف الغربي دون وجود مؤشرات على تراجع أو انهيار في القدرة الحوثية.

اللافت للنظر هو “التفاوت الكبير بين التكلفة الهجومية والدفاعية في هذه المواجهة”. ففي الوقت الذي تطلق فيه الجماعات الموالية لليمن مقذوفات ومسيرات تكلف بضعة آلاف من الدولارات، يضطر الغرب إلى استخدام أنظمة دفاعية باهظة الثمن مثل صواريخ “باتريوت” و”ثاد” ومنظومة اعتراض بحرية تتطلب دعماً لوجستياً ضخماً، ما يجعل عملية الدفاع غير مستدامة على المدى الطويل.

وقال “جاناتان سايح، محلل أبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية”، إن هذه المعادلة ليست صدفة، بل هي جزء من استراتيجية واضحة تعتمدها الجماعات المتحالفة مع اليمن، تهدف إلى “جعل العدو ينزف ماله”، في حرب غير متكافئة بطبيعتها، لا تحتاج فيها إلى خسائر بشرية كبيرة، بل فقط إلى تأثير اقتصادي طويل الأمد.

من جانبه، أكد “العقيد البريطاني المتقاعد ريتشارد كيمب”، الذي يمتلك خبرة عسكرية طويلة في الشرق الأوسط، أن “الحفاظ على الوجود العسكري الأمريكي والغربي في المنطقة أصبح مكلفاً للغاية”. وأشار إلى أن مجموعات حاملات الطائرات، ودوريات المسيرات، والحملات الجوية المستمرة ضد الحوثيين تمثل مشاريع تمويلية ضخمة، وأن تواتر الهجمات الحوثية يشير إلى أن هذا النزيف المالي قد يستمر لسنوات قادمة.

ووصف كيمب ما يجري بأنه “حرب استنزاف حقيقية، لكن طرفًا واحدًا فقط هو من ينفق بشكل مفرط”، بينما تستمر الجماعات المحلية في توظيف تقنيات رخيصة وفعالة لتحقيق نتائج استراتيجية بعيدة المدى.

في المحصلة، يبدو أن “الصراع في البحر الأحمر تحول من مواجهة عسكرية مباشرة إلى ساحة اختبار استراتيجي لقدرة الاقتصاد الغربي على التحمل”.

وفي الوقت الذي تبحث فيه واشنطن ولندن وتل أبيب عن حلول سياسية أو لوجستية، يواصل الحوثيون وأصدقاؤهم إحداث ثغرات في الحسابات التقليدية للقوة، ليثبتوا أن “المقاومة ليست فقط بالسلاح، بل أيضاً بالحسابات البنكية”.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version