في ظل التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان الذي دخل يومه الثالث، وجّه السيد عبد الملك الحوثي قائد أنصار الله نداءً سياسياً مهماً إلى الحكومات والإدارات الإسلامية في العالم الإسلامي، حذر فيه من خطورة ما يجري على المنطقة، وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف خلف تحريض الهند ضد باكستان، وتسعى بكل وسائلها لإشعال فتنة كبرى قد تتحول إلى حرب شاملة لا تُبقي ولا تذر.
وأكد السيد الحوثي في كلمة متلفزة اليوم الخميس، أن العالم الإسلامي يمر بمرحلة حرجة تتطلب وقفة جادة من جميع الدول الإسلامية، خاصة في ظل الدور الأمريكي المزعزع للسلام والاستقرار بين دولتين نوويتين مثل الهند وباكستان.
وشدد على أن المصالح الأمريكية هي التي تدفع نحو التصعيد، وهي تريد أن تجعل من هذه المنطقة ساحة جديدة لتصفية الحسابات الدولية على حساب شعوب المنطقة ودمائهم.
وقال إن المسؤولية الأخلاقية والدينية تقتضي من الأنظمة الإسلامية أن تبذل كل الجهود الممكنة لإفشال هذه المؤامرة، وأن تعمل على احتواء التوتر قبل أن يستفحل ويخرج عن السيطرة، خاصة مع تصاعد الحديث عن استخدام السلاح النووي في بعض التصريحات الرسمية، وهو ما يعني أن المنطقة أصبحت على حافة أزمة عالمية جديدة قد تكون لها انعكاسات كارثية على البشرية جمعاء.
تراجع هندي بعد ضربات باكستانية مؤلمة
في موازاة النداءات السياسية والدينية، شهد الميدان العسكري تطوراً مهماً برز فيه تراجع واضح في موقف الهند بعد أيام من التصعيد العسكري غير المسبوق ضد باكستان، حيث أفادت التقارير الواردة من الحدود المشتركة أن نيودلهي قررت فتح بوابات سد بالبهار على نهر تشيناب بعد أيام من إغلاقه في خطوة تصعيدية جديدة ضد إسلام آباد.
وتأتي هذه الخطوة في ظل فشل استراتيجي جديد تواجهه الهند بعد أن تمكنت باكستان من إسقاط عدد كبير من الطائرات المسيرة الإسرائيلية الصنع التي كانت تستخدمها نيودلهي في عملياتها الجوية على طول الحدود.
وأشار الجيش الباكستاني إلى أنه أسقط خلال الأيام الماضية ما يقارب 25 طائرة مسيرة من طراز “هاروب” الإسرائيلي، بالإضافة إلى طائرات أخرى من نوع “رافال” الفرنسية وميج الروسي، وهو ما يُعد ضربة استثنائية لمنظومة الدفاع الجوي الهندي.
كما أكدت الحكومة الباكستانية مقتل ما يتراوح بين 40 إلى 50 جندياً هندياً على الأقل خلال الاشتباكات الحدودية الأخيرة، وهو ما يُظهر مدى الضرر البشري والمادي الذي ألحقته باكستان بالقوات الهندية في فترة زمنية قصيرة جداً.
وفي الوقت الذي يتوقع أن يرد فيه الجيش الباكستاني بشكل أوسع رداً على الغارات الهندية السابقة، وفقاً للتصريحات الحكومية التي وعدت بها الأربعاء الماضي، يبدو أن نيودلهي بدأت تدرك أن المواجهة العسكرية المباشرة ليست في صالحها، وأن الورقة الاستفزازية لم تعد تُقدم لها أي مكاسب.
مساعٍ إقليمية للتهدئة
في ظل هذا التصعيد الخطير، دخلت إيران وتركيا على خط الوساطة بين البلدين، حيث بدأت مساعٍ مشتركة لتبريد الأجواء وإبعاد شبح الحرب الشاملة بين الجارتين النوويتين، فيما يُنظر إليه كمؤشر أولي على وجود إدراك إقليمي ودولي لخطورة الموقف وضرورة احتوائه قبل أن يخرج عن السيطرة.
لكن ما يثير القلق هو أن الإدارة الأمريكية لم تكتفِ بالدور التحريضي، بل تبدو مستمرة في دعم السياسات العدوانية للهند، سواء عبر تسليحها أو عبر الضغط على الشركاء الإقليميين لمنعهم من التدخل الحقيقي لاحتواء التوتر.
يُظهر الواقع الحالي أن الهند وباكستان دخلتا مرحلة جديدة من التصعيد لم تشهدها المنطقة منذ عقود، وأن المواجهة لم تعد فقط حول كشمير، بل أصبحت مرتبطة بصراعات أوسع تشمل المشروع الأمريكي والمحاور الإقليمية المتعارضة.
ومع تزايد معدلات العنف وسقوط الطائرات وقتل الجنود، برز دور باكستان كقوة عسكرية قادرة على ردع الهند، بينما بدأ المجتمع الدولي يتخوف من أن يؤدي أي تطور مفاجئ إلى انهيار كامل في التوازنات الإقليمية.