المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    الذي يزرع “الإصلاح”.. يحصد العار

    اللافت في تجربة حزب الإصلاح (إخوان اليمن) أنهم لا...

    مانشستر يونايتد يخطط لصفقة مدوية من باريس

    يخطط نادي مانشستر يونايتد لتحرك مفاجئ، من أجل التعاقد...

    غزة واليمن ونهاية أصحاب الفيل

    تاريخيا يمكننا التمهيد لهذا الموضوع بموضوع أخر عنوانه ( مكة واليمن ونهاية أصحاب الفيل) ومعلوم أن هذه القصة مهمة ومشهورة سجلتها أيات الذكر الحكيم، فقد اختص الله سبخانه وتعالى هذه القصة بسورة من سور القران الكريم (سورة الفيل)، وهذه القصة فيها عبرة للطغاة والمستكبرين في كل زمان ومكان، وفيها عبرة للمستضعفين، فالطغاة عليهم عدم الركون الى قوتهم وطغيانهم فهما الى زوال.

    والواجب على المستضعفين المؤمنين الصادقين مقارعة الطغاة المجرمين الظالمين المستكبرين مهما كان الفارق في القوة ووسائل المواجهة، كبيرا فالله سبحانه وتعالى سيتدحل في مرحلة ما من مراحل المواجهة الى جانب المستضعفين وبشكل مباشر.

    القران الكريم ملئ بالقصص التي فيها عبر عظيمة، والتي كانت نهايتها زوال المستكبرين، وقصة أصحاب الفيل واحدة من القصص التي يتوجب على المستظعفين عدم الاعتداد بوسائل الطغاة المجرمين لتمثل مانعا يحول بينهم وبين واجب مواجهتهم، ذلك أن النهوض بهذا الواجب هو وسيلة الاتصال والارتباط بقوة الله الجبار القائل ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ(2) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (3) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ (4) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ (5)﴾.

    والله سبحانه وتعالى قد أوجب على المعتدى عليهم وهم يواجهون المعتدين الطغاة المستكبرين، أن تكون هذه المواجهة في سبيل الله، بغض النظر عن أهداف وغايات وأسباب عدوان المعتدين، فتكون المواجهة من جانب المستظعغين لله، وفي سبيل الله، وبإخلاص النية لله، والمواجهة في سبيل الله، يحظى المعتدى عليهم بمعية الله وتأييده وتوفيقه ونصره قال تعالى﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ وقد وعد الله سبحانه وتعالى المستضعفين المؤمنين الصادقين الصابرين بالنصر والثبات فقال عز من قائل ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ وقال تعالى ﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

    كما أن كتب التاريخ زخرة بقصة أصحاب الفيل من حيث أسبابها وأهدافها ونتائجها، فحين توجه الطغيان والاستكبار من الحبشة واليمن باتجاه مكة لهدم الكعبة بيت الله الحرام، وكان الفيل في ذلك الحين فعليا هو أضخم الوسائل الحربية، ولم يكن هناك من وسيلة في حينه يمكنها وقف طغيان ابرهة الحبشي وثنيه عن إصراره لتحقيق هدفه، وفقا لخطته المرسومة سلفا، والتي اقتضت الزحف بجيشه الجرار من اليمن باتجه مكة المكرمة لهدم الكعبة المشرفة متجاهلا حرمة البيت الحرام ومكانته في نفوس المؤمنين بقدسيته، بل إن ذلك قد ضاعف إصرار الطاغية وعزمه على هدم الكعبة مستخدما الفيل بوصفه أضخم وسيلة حربية في ذلك الحين.

    هذا التمهيد الغاية منه التذكير بما يؤول اليه حال الطغاة المجرمين المنازعين لله في قوته وعظمته وجبروته اعتمادا على قوتهم الغاشمة التي يستخدمونها في ظلم عباد الله، وكل الطغاة المتكبرين المتجبرين كانت نهايتهم وخيمة على مر التاريخ، ولا تختلف حالة غزة عن حالة مكة المكرمة وكعبتها المشرفة، ولا تختلف حرمة دماء أبناء غزة عند الله سبحانه وتعالى عن حرمة الكعبة، بل لعل حرمة دماء الابرياء من الاطفال النساء من أبناء قطاع غزة أعظم حرمة عند الله سبحانه وتعالى من حرمة الكعبة المشرفة.

    ولقد سبق أن حذر الله سبحانه وتعالى بني اسرائيل من قتل النفس المحرمة فقال تعالى ﴿مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾.

    ولما كان الفيل حقيقة في القصة التاريخية التي خلدها القران الكريم، وسردت كتب الناريخ أسباب ودوافع ونتائج هذه القصة، فإن الفيل في موضوع غزة مجازي، فالرمز الانتخابي لمجرم الادارة الاميركية ولحزبه الجمهوري، هو الفيل وحديثنا عن الفيل في قصة غزة هو مجازي أيضا، باعتبار أن من اتخذوا الفيل رمزا لهم إنما يشيرون الى القوة والعظمة، تلك القوة المتمثلة اليوم في حاملات الطائرات والقاذفات العملاقة وغيرها من الوسائل الحربية، التي يتباهون بها كما سبق لسلفهم ابرهة الحبشي التباهي بالفيلة بوصفها الوسيلة الحربية الاقوى في عهده، ومع ذلك أسقط الله سبحانه وتعالى هذه الوسيلة وتحولت قوة أصحاب الفيل الى حالة من الضعف والهزال شبهها القران الكريم (بالعصف المأكول).

    موقع المشهد اليمني الأول 🌐, [10/05/2025 02:33 م]
    ولم يكن هناك من مقارنة بين جيش أبرهة وبين الوسيلة التي أسقط الله بها طغيانه وأباد جيشه، وهذه سنة الله في الطغاة والمستكبرين، ولن يخلف الله وعده لعباده المؤمنين المخلصين الصادقين المواجهين طغيان الصهاينة المجرمين وشركائهم الغربيين مهما كان الفارق كبيرا في وسائل المواجهة بين الطرفين، فالله سبحانه وتعالى سيتدخل حتما بمجرد الارتباط الوثيق به وسيهيئ الوسيلة المناسبة لإسقاط الطغاة المجرمين لتكون كلمة الله هي العليا.

    وإذا كان الطغيان الصهيوأمريكي موجها نحو شعب يمن الايمان والحكمة بسبب موقفه المساند للمظلومين من ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذين تعرضوا وما يزالون يتعرضون لجريمة ابادة جماية افعالها مستمرة ومتتابعة منذ أكثر من سنة وسبعة أشهر، ولان الشعب اليمني هو بقية الله الباقية في أرضه، الذي لا يزال متمسكا بالقيم الانسانية الفطرية، التي تأبى الظلم والجور والاجرام وتوجب مقارعة الظالمين الطغاة المستكبرين، ولذلك فالشعب اليمني وقف شامحا مواجها لجموع المجرمين في الوقت الذي تأمرت وشاركت في الجريمة وصمتت عدد الدول العربية والاسلامية باستثناء القلة القليلة من المؤمنين الصادقين في محور المقاومة والجهاد.

    ولم يتزحزح الشعب اليمني عن موقفه منذ أول فعل من أفعال جريمة الابادة الجماعية، حين بدأ بإجراءات ضاغطة في مواجهة كيان الاجرام الصهيوني، وتصاعدت هذه الاجراءات وبقوة في مواجهة هذا الكيان وشركائه في الجريمة لتأخذ شكل الاشتباك المباشر مع أصحاب الفيل في عصرنا الراهن، وتصاعدت العمليات الضاغطة المساندة بوتيرة عالية لتصل ودون مبالغة حد اسقاط عنجيهية وغرور قوى الاجرام الصهيوغربية، باسقاط أحدث الطائرات المسيرة والطائرات المحمولة على ظهر الحاملات العملاقة، وتجاوز أحدث منظومات الدفاع الجوي تطورا.

    والقادم بإذن الله تعالى يبشر بالسقوط المادي المدوي لقوى الطغيان والاجرام الصهيوغربي، ولعل أولى بشائر السقوط رعب المجرم ترامب من تبعات زيارته لدول الشرق الاوسط في ظل استمرار عدوان ادارته على شعب الايمان والحكمة، ولذلك لجأ الى التهدئة خوفا على حياته، فهو يدرك يقينا أن من استهدفوا بكل جرأة حاملات الطائرات لن يترددوا عن استهداف طائرته الرئاسة فور وصولها الى أي من المطارات التي تقع تحت مدى الصواريخ اليمنية الفرط صوتية!

    ولان الشعب اليمني بقيادة السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يواجه طغاة أشد خطرا على الانسانية من أصحاب الفيل في عصر أبرهة الحبشي، فطغاة اليوم يهدرون كرامة الانسان، ويتعدون على تكريم الله له، ويسفكون الدماء المحرمة تكبرا وتجبرا وظلما وعدوانا ودون وجه حق، والمؤكد أن الله سبحانه وتعالى لن يخلف وعده وسيؤيد بنصره من استجابوا له حين أمرهم بقوله تعالى ﴿ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، ومن حيث لم يحتسب الطغاة المجرمين المستكبرين سينزل الله بهم عذابه على أيدي جنوده ومأ أكثرهم قال تعالى ﴿ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾.

    spot_imgspot_img