في تطور دبلوماسي مفاجئ وغير مسبوق، كشفت حركة “حماس”، مساء الأحد، عن إجراء اتصالات مكثفة خلال الأيام الماضية مع الإدارة الأمريكية، مؤكدة التوصل إلى اتفاق يشمل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي-الأمريكي المعتقل لديها منذ بدء الحرب على قطاع غزة، وهو “عيدان ألكسندر”.
وأعلنت الحركة أنها مستعدة لاتفاق نهائي يتضمن وقف الحرب في قطاع غزة بشكل كامل، وتبادل الأسرى بين الطرفين وفق شروط متفق عليها، بالإضافة إلى تسليم إدارة القطاع إلى جهة مستقلة ومُهنية بعد إنهاء العمليات العسكرية. كما أعربت “حماس” عن تقديرها الكبير لجهود الوساطة التي قدمتها كل من قطر ومصر وتركيا خلال المفاوضات.
صفعة لنتنياهو وشرعية لحماس
على الجانب الإسرائيلي، نقلت القناة 12 العبرية تعليقاً لافتاً على هذا الاتفاق، ووصفت ما جرى بأنه صفقة مباشرة وغير مسبوقة بين حماس والإدارة الأمريكية، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكتفِ فقط بـ”صفعة سياسية” لنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بل منح “حماس شرعية وانتصاراً دبلوماسياً كبيراً”، خاصة بعدما تمكّن من التوسط لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي بطريقة لا تخضع لشروط أو ضغوط كبيرة على الحركة.
وأكد مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي أن من الممكن القول بحذر إن هذا هو اتفاق أمريكي-حمساوي مباشر، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تعد الطرف الرئيسي في هذه الصفقة، بل تحولت إلى لاعب ثانوي. وأضاف أن هذا الاتفاق يختلف عن سابقاته مع الحوثيين وإيران، حيث لا يتعلق الأمر هنا فقط بمصالح استراتيجية أو تهديدات بعيدة، بل بأرواح مواطنين إسرائيليين تعتمد حياتهم على نجاح العملية الدبلوماسية بشكل فوري.
بدورها، كشفت القناة 12 نقلاً عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى أن إشارات على قرب إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر وصلت، لكن إسرائيل لم تكن مطلعة على طبيعة الاتصالات أو بنود الاتفاق بين حماس والإدارة الأمريكية. وأشار المصدر إلى أن هذا الواقع يعكس تهميشاً كبيراً لدور تل أبيب في ملف يمس الأمن القومي الإسرائيلي مباشرة.
وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن مقابل إطلاق سراح الجندي ألكسندر ستلتزم إسرائيل بفتح الممرات الإنسانية أمام دخول المساعدات إلى قطاع غزة، في خطوة قد تُفسر بأنها تلبية لضغوط دولية متزايدة لإنهاء الكارثة الإنسانية في القطاع.
وأعلن ويتكوف لإن بي سي بأنه سيسافر لإسرائيل لتأمين إطلاق سراح عيدان ألكسندر. وأوضح ويتكوف: سنتسلم ألكسندر غدا على الأرجح بعد مفاوضات مطولة مع العديد من الأشخاص الذين نشكرهم
وأشار “ويتكوف” أن إطلاق سراح ألكسندر بادرة حسن نية تجاه الرئيس ترمب وهذه لحظة مهمة يعود الفضل فيها للرئيس.
نتنياهو تخلى عن أبنائنا!
على ذات السياق، أكدت والدة أحد الأسرى الصهاينة في قطاع غزة أن “ابنها لا يزال في النفق ذاته الذي يوجد فيه عيدان ألكسندر، لكن الأخير سيُطلق سراحه بينما سيبقى ابني أسيراً، لأن نتنياهو قرر أن يقتله”.
وتابعت الأم، في تصريح مؤثر: “نتنياهو تحول إلى ملك الموت، لكنني سأظل ألاحقه حتى آخر نفس في جسدي، ولن أتوقف حتى أرى ابني مرة أخرى”.
خطوة إيجابية إلى الأمام
من جانبه، أثنى “مبعوث البيت الأبيض لشؤون الرهائن” على إطلاق حماس سراح الجندي عيدان ألكسندر، ووصفه بأنه “خطوة إيجابية إلى الأمام”، مشدداً على أن الولايات المتحدة تطالب بالإفراج الفوري عن جثث أربعة مواطنين أمريكيين آخرين ما زالت الجماعة تحتجزهم.
وأكد المبعوث أن الإدارة الأمريكية تعمل دون توقف من أجل ضمان عودة جميع الرهائن الأمريكيين إلى عائلاتهم، سواء كانوا في غزة أو في أي مكان آخر في العالم.
وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن هدف زيارة المبعوث الأمريكي الخاص “ويتكوف” إلى إسرائيل غداً هو بحث توسيع صفقة الإفراج عن الرهائن، بما في ذلك الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات إضافية مقابل استعادة باقي الجنود والأفراد المدنيين المحتجزين لدى حماس.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر مطلع أن إطلاق سراح الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر سيتم يوم الثلاثاء المقبل، في خطوة تأتي ضمن بنود الاتفاق المباشر بين واشنطن وحركة “حماس”.
وأفاد موقع “واللا” الإسرائيلي بأن منحى الإفراج عن الجندي عيدان ألكسندر يتضمن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما يُعد خطوة أولية قد تكون بداية لهدنة أوسع إذا تم التوافق على بنود الاتفاق النهائي.
