الرئيسية أخبار وتقارير الشيخ قاسم: العدوان الإسرائيلي قبل أيام لعب بالنار.. لن نخضع للتهديدات وسنواجه...

الشيخ قاسم: العدوان الإسرائيلي قبل أيام لعب بالنار.. لن نخضع للتهديدات وسنواجه بكل الأشكال

أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، مساء الإثنين، أن المقاومة اللبنانية ليست مجرد سلاح أو مواجهة عسكرية، بل هي خيار دفاعي راسخ ورؤية سياسية استراتيجية تهدف إلى حماية لبنان وأمنه، ومواجهة التمادي الإسرائيلي المستمر في انتهاك السيادة والحدود. جاء ذلك خلال كلمة مطولة ألقاها يوم 14 ذو القعدة 1446هـ، حيث استنكر بشدة العدوان الأخير الذي شنته “إسرائيل” على منطقتي النبطية وإقليم التفاح، ووصفه بأنه لعب بالنار لن يحقق الأهداف التي يسعى إليها العدو.

وقال إن “إسرائيل تحاول إنهاء المقاومة ليس فقط عبر الحرب المباشرة، بل أيضاً من خلال الضغوط السياسية والاقتصادية والاعتداءات اليومية”، لكنه أكد أن هذه المحاولات جميعها لن تُفلح في تحقيق ما تصبو إليه “تل أبيب”، لأن المقاومة مرتبطة بأصل قضية فلسطين، وبتحرير الأرض وصيانة الكرامة الوطنية. وشدد على أن المقاومة ستبقى السياج الحامي للأرض والعرض، وأنها لن تتراجع أمام أي ضغوط داخلية أو خارجية.

وأشار الشيخ قاسم إلى أن “إسرائيل” لم تلتزم بأي اتفاق منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وقد خرقت الاتفاق أكثر من 3000 مرة، وهو ما يعكس طبيعة الكيان وعدوانيته الدائمة، ويزيد من أهمية التمسك بالمقاومة باعتبارها الرادع الوحيد له. وأضاف أن من يعتقد أنه يمكنه عزل المقاومة أو استفرادها فهو واهم، مؤكداً أن كل محاولات التشويش أو الخرق أو الضغط الخارجي لن تغير من الواقع شيئاً، بل ستعزز من موقف المقاومة وتجمع حولها كل القوى الوطنية في لبنان.

وشدد على أن خيار الاستسلام أو الاستجابة للتهديدات هو خيار الخنوع والخضوع، وهو خيار لن يكون موجوداً في حسابات المقاومة، قائلاً إن الشعب اللبناني لن يقبل الذل، وسيبقى دائماً مرفوع الرأس، مضيفاً أن الوحدة الداخلية يجب أن تكون أولوية، وأن كل من يحمل هم الوطن عليه أن يقف إلى جانب خيار المقاومة وعدم الاستسلام.

وأكد أن دماء الشهيد السيد حسن نصر الله كانت وما زالت نبراساً للمقاومة والناس جميعاً، وهي تضيف قوة واستمرارية لنهج الصمود والثبات، مشدداً على أن المقاومة مستمرة في مسارها دفاعاً عن لبنان وشعبه، ولن يتمكن العدو من تحقيق أهدافه.

ووجه الشيخ قاسم رسالة مباشرة إلى بعض القوى المحلية التي قد تميل نحو التفاهم مع العدو، وقال إن مثل هذه المواقف تعني وضع الاستقرار الوطني على طريق الهاوية، مؤكداً أن وحدة الصف الداخلي شرط أساسي لمواجهة المخططات الخارجية، وفي مقدمتها المخططات الإسرائيلية المتواصلة.

وأوضح أن هناك ثلاث أولويات يجب أن تكون على رأس اهتمام الدولة اللبنانية، الأولى منها وقف العدوان الإسرائيلي والانتهاكات المستمرة، وهو أمر يتطلب تحركاً دبلوماسياً وسياسياً قوياً من قبل الدولة، والثانية إعادة إعمار المناطق المتضررة، وهو واجب وطني وأخلاقي يجب أن تضعه الحكومة اللبنانية في صدارة اهتماماتها، والثالثة بناء الدولة اقتصادياً واجتماعياً، وعودة أموال المودعين، باعتبار ذلك أساساً لاستعادة الثقة الداخلية وتحقيق استقرار حقيقي.

وفي ختام كلمته، وجه تحية كبيرة إلى اليمن، مؤكداً أن الشعب اليمني حقق انتصاراً عظيماً بثباته في وجه أمريكا، وهو يمثل شعلة نور في دعم القضية الفلسطينية، كما وجه التحية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيداً بدورها الكبير في دعم قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين، وأكد أن إيران ترفع علم الحرية والاستقلال، وتعمل دائماً من أجل نصرة القضايا العادلة في المنطقة.

ودعا كل من يحمل هم الوطن إلى العودة إلى جذور الوطنية والعمل معاً من أجل مستقبل أفضل، مشيراً إلى أن المقاومة لا تخدم نفسها فقط، بل تخدم الكل اللبناني، وتحمي الهوية والسيادة من أي اختراق خارجي، وأن من يظن أنه يستطيع أن يستفرد بها فهو واهم، لأن المقاومة أصبحت ركيزة أساسية في الحفاظ على كرامة لبنان ومصالحه.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version