المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    قهوة السيد ترامب

    الا تشرب قهوتنا يا سيد ترامب..؟. كما هو معهود من العرب انتظار من يحل مشاكلهم أو يفرض عليهم ما يريد؟ وكما هو معهود من العرب أن يقدموا القهوة لضيوفهم تعبيرا عن احتفائهم به وتقديرا له، لأننا في موروثنا الشعبي العربي نعتبر القهوة هي أول ما يقدم للضيف من ضيافة عند زيارته.

    ومن موروثنا أيضا إذا لم يحتسي الضيف القهوة ويتركها، فإن ذلك له أمران: أولهما ربما جاء بحاجة ويطلب من أهل الدار أو “المضيف” قضائها، فيعطيه المضيف الأمن والأمان في قضاء حاجته ويطلب منه احتساء قهوته. والثاني أن الضيف لديه مشكلة مع أهل البيت أو القبيلة، ولن يحتسي القهوة فيتركها بعد أن يبلغهم بما جاء له.

    أما ضيفنا الذي انتظرنا قدومه، السيد ترامب، فلا أعتقد أن لديه كلا الأمرين، فهو جاء ” حسب ما يعتقد بعض العرب ” ليحل مشاكل العرب، بل هو أسماها قبل مغادرة بلاده “الزيارة التاريخية”.

     لقد ظلت عيناي تنظران إلى الفنجان وهو بين يدي السيد ترامب، حتى وضعه على المنضدة التي بجواره، وأنا أسأل نفسي لماذا تركها ضيفنا؟ وربما يكون الأمر عند البعض “سخيفا” ولكنه بالنسبة لي مهم جدا، لأنه دار في ذهني أمرين: أولهما عدم ثقته بالعرب، فَخشيّم أن تكون القهوة… أو أنه يكره قهوتنا… “والمعنى بقلب الشاعر”. وأنا بقيت أنظر للفنجان لعله يحتسيها، ودون أن أشعر، غادرت دمعة عيني تلعن اليوم الذي جعل العرب لا تشرب قهوتهم… ولا أدري هل شربها أم تركها…!.

     والله المستعان.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    د. محمد المعموري

    spot_imgspot_img