أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم الثلاثاء، أن العدو الإسرائيلي ارتكب جريمة حرب جديدة بإغتياله الصحفي الفلسطيني حسن عبد الفتاح اصليح أثناء تلقيه العلاج داخل مجمع ناصر الطبي في قطاع غزة.
ووصفت الحركة هذه الجريمة بأنها انتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية، وتؤكد من خلالها على إفلاس الاحتلال الأخلاقي والإعلامي، مشيرة إلى أن استهداف الصحفيين يعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى تصفية الأصوات الحرة وكتمان الحقيقة عن العالم، دون اعتبار لأي قيمة إنسانية أو قانونية.
وقالت “حماس” إن الشهيد البطل حسن اصليح كان واحداً من فرسان الكلمة الذين نقلوا إلى العالم رواية الشعب الفلسطيني العادلة، وإن دمه لن يكون ضائعاً، بل سيكون نبراساً لاستمرار النضال الإعلامي والوطني ضد الاحتلال.
215 شهيداً من الصحفيين منذ بداية الحرب
بدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن عدد شهداء الوسط الصحفي والإعلامي ارتفع إلى 215 صحفيًا وعاملاً في المجال الإعلامي، منذ بدء ما وصفته بالـ “جريمة الإسرائيلية الكبرى” على القطاع.
وذكر البيان أن حسن اصليح كان يعمل مديرًا لوكالة علم24 للأنباء، وكان قد تعرض لمحاولة اغتيال سابقة قبل أيام من استشهاده، وما زال يخضع للعلاج حين استهدفه القصف الإسرائيلي المباشر داخل المستشفى، وهو ما يدل – بحسب المكتب الإعلامي – على النية المسبقة لإبادة الصحفيين الفلسطينيين وقمع الصوت الحر بشتى أنواعه.
نداء دولي لإدانة الجريمة ومعاقبة إسرائيل
ووجّه المكتب الإعلامي نداءً عاجلاً إلى الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب وكل المؤسسات الصحفية والإعلامية حول العالم، لمطالبتهم بإدانة هذه الجرائم الممنهجة التي تستهدف الإعلاميين الفلسطينيين، مؤكداً أن هذه الجرائم لا يمكن السكوت عنها أو تمريرها بلا محاسبة.
كما حمل المكتب المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الوحشية إلى الكيان الصهيوني، وإلى الدول التي تشاركه في جريمته، ومن بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، معتبراً أن صمت المجتمع الدولي يُعد تشجيعاً مستمراً لإسرائيل على التمادي في قتل الصحفيين وارتكاب المجازر بحق المدنيين.
ودعا المكتب جميع المنظمات الدولية ذات الصلة إلى ممارسة الضغط الحقيقي والفاعل على الكيان الصهيوني، لوقف عمليات الاغتيال والقتل المتعمدة التي طالت وسائل الإعلام الفلسطينية، ولحماية الصحفيين الذين ينقلون صورة الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت نيران العدوان.
ويشير تصاعد وتيرة استهداف الصحفيين الفلسطينيين إلى أن هذا الاستهداف ليس مجرد أخطاء عسكرية أو انحرافات عرضية، بل هو سياسة مدروسة وممنهجة تسعى إلى مسح الرواية الفلسطينية من المشهد العالمي، وإسكات كل من يحاول كشف الحقيقة وفضح جرائم الإبادة التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني.