المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    المبعوث الأممي يكشف 3 أسس للسلام في اليمن وسط ترقب جولة جديدة

    كشف المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جرودنبرغ، تطورا لافت...

    حدث أمني صعب يضرب قوات الاحتلال في غزة وكتائب القسام تعلن تفاصيل كمين محكم

    أفادت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم الإثنين، بوقوع “حدث...

    الهيئة العامة للآثار والمتاحف تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة

    نشرت الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليوم، قائمة جديدة بالآثار...

    تردي الأوضاع المعيشية تخنق المواطن.. المحافظات الجنوبية بين مطرقة “صراع فصائل المرتزقة” وسندان “قمع المتظاهرين”

    تغوص المناطق الجنوبية من اليمن، التي تسيطر عليها فصائل مرتزقة التحالف، في دوامة من الفوضى الأمنية والانهيار المعيشي الحاد، ما يعكس حجم الاختلالات البنيوية التي تعاني منها هذه المناطق. وبينما يتفاقم الصراع بين الفصائل الموالية للخارج، تزداد معاناة المواطنين بسبب انهيار العملة وتدهور الخدمات الأساسية وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، ما ولّد حالة من الاستياء العام تحولت إلى احتجاجات شعبية غاضبة.

    في محافظة حضرموت، استهدف مسلحون مجهولون الشيخ السلفي “أحمد بن شثان” بعملية اغتيال مباشرة داخل سيارته على الطريق الرابط بين منطقة العبر ومنفذ الوديعة، أمام معسكر “العفاريت”، وهو ما أسفر عن مقتله في الحال. الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، بل تُضاف إلى سلسلة عمليات أمنية تستهدف الشخصيات الدينية والسياسية في المحافظات الجنوبية، ما يُظهر حجم الفوضى وعدم الاستقرار الذي تعيشه المنطقة.

    على خط موازٍ، تعرضت مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي الموالية للإمارات لهجوم مسلح جديد في محافظة أبين، حيث شن مسلحو تنظيم القاعدة هجومًا على موقع عسكري في منطقة الكسارة شرق مديرية مودية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المليشيا. كما تم استهداف طقمين لتعزيزات كانت متوجهة إلى مواقع الانتقالي، في عملية أثارت مخاوف من تصعيد أكبر بين الفصائل المسلحة.

    وفي جبهة أخرى، انفجرت عبوة ناسفة على الطريق الدولي بمنطقة دهامير رون جرد في صرة النخعين، واستهدفت سيارة قائد الكتيبة الثانية في اللواء الثاني دعم وإسناد التابع للمجلس الانتقالي، عبد السلام مقباس. وقد نجا مقباس ومرافقوه من التفجير، لكنه خلف وراءه ضحيتين مدنيتين إحداهما قُتلت والأخرى أصيبت أثناء مرورهما بالقرب من الموقع.

    احتجاجات شعبية غاضبة رفضًا للقمع وتردي الأوضاع

    وسط هذا الواقع المأساوي، انفجر غضب الشارع الجنوبي في وجه مليشيات المجلس الانتقالي وممارساتها القمعية بحق المتظاهرين. فقد قام محتجون غاضبون بقطع الطرقات الرئيسية في حي السلام بمديرية خور مكسر في مدينة عدن، احتجاجًا على منعهم من التعبير عن مطالبهم، بعد أن منعت المليشيات المتظاهرين من رفع الهتافات والتعبير عن استيائهم بشكل حر.

    كان هذا التحرك متابعاً لتظاهرة كبرى شهدتها ساحة العروض في ذات المديرية، حيث خرج الآلاف من المواطنين مستنكرين تفاقم الأزمة الاقتصادية وانهيار الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والمياه. ورفع المشاركون لافتات تطالب بتوفير الحياة الكريمة وتحسين ظروف المعيشة، فيما رددوا شعارات مناوئة لمليشيا الانتقالي، وحمّلوها مسؤولية تردي الأوضاع.

    لكن التظاهرة لم تخلُ من العنف، إذ تعرض المتظاهرون لاعتداءات عنيفة من قبل مليشيات الأمن التابعة للمجلس الانتقالي، استخدمت خلالها الرصاص الحي وقذائف الدوشكا لتفريق المعتصمين، مما أدى إلى حالة من الذعر والفوضى في صفوف المواطنين، وسط إدانة واسعة لهذه التصرفات التي وصفها المحتجون بأنها قمع لحق التعبير.

    المتظاهرون طالبوا الجهات المعنية بتحرك فوري وجاد لإيجاد حلول حقيقية للأزمة الاقتصادية والخدمية، وناشدوا حكومة المرتزقة التابعة للتحالف والمجلس الانتقالي بضرورة تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب، خاصة في ظل انهيار قيمة العملة المحلية وارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية.

    كما شهدت محافظتا أبين ولحج تحركات احتجاجية نسوية واسعة، حيث نظمت عشرات النساء في مدينة زنجبار وقفات سلمية للمطالبة بتحسين الكهرباء والمياه والرعاية الصحية، لكن هذه الوقفات أيضًا لم تلقَ أي استجابة من الحكومة، التي باتت تُعتبر غير آبهة لمطالب المواطنين.

    عجز حكومة المرتزقة وغياب الحلول

    في الوقت الذي تزداد فيه الضغوطات الشعبية، أظهرت حكومة المرتزقة عجزًا كاملًا في احتواء الأوضاع أو تقديم أي حلول فعلية للأزمات المعيشية. فالانهيار المستمر في قيمة الريال اليمني مقابل الدولار، وتزايد الأسعار، وانقطاع الكهرباء، كلها مؤشرات على فشل ذريع في إدارة المرحلة ومواجهة التحديات التي يعيشها السكان.

    ما يجري في الجنوب ليس مجرد أزمات يومية، بل هو انعكاس لواقع سياسي وأمني مضطرب، تتحمل فيه الفصائل المرتزقة والتدخلات الخارجية مسؤولية كبيرة، بينما يدفع المدنيون الثمن الأكبر، في ظل غياب حقيقي لأي مشروع وطني قادر على إعادة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار.

    spot_imgspot_img