المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    رئيس وزراء الاحتلال الأسبق: “إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة”

    نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية في افتتاحيتها الصادرة، صباح اليوم الأربعاء، مقالاً لـ “إيهود أولمرت” رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق بعنوان “كفى إسرائيل ترتكب جرائم حرب”.

    نص المقال مترجم:

    تخوض حكومة الاحتلال حاليًا حربًا بلا هدف، ولا أهداف واضحة، ولا تخطيط استراتيجي، ولا أي أمل في تحقيق نصر عسكري أو سياسي. لم يسبق لكيان العدو أن خاض حربًا بهذه الطريقة منذ إعلان قيامه. وقد أرست العصابة الإجرامية التي يقودها بنيامين نتنياهو سابقةً لا مثيل لها في تاريخ الكيان في هذا المجال.

    النتيجة الواضحة لعملية “عربات جدعون” هي، أولاً وقبل كل شيء، النشاط المشوش للوحدات العسكرية المنتشرة حول قطاع غزة. وينطبق هذا بشكل خاص على الأحياء التي سبق لجنود الاحتلال أن قاتلوا فيها، وأصيبوا، وسقطوا.

    العمليات الأخيرة في غزة لا علاقة لها بأهداف حرب مشروعة. ترسل حكومة الاحتلال جنودها – والجيش يُطيع – للتجول في أحياء مدينة غزة وجباليا وخان يونس في عملية عسكرية غير مشروعة. هذه الآن حرب سياسية خاصة. نتيجتها المباشرة هي تحويل غزة إلى منطقة كارثة إنسانية.

    كان من المفترض أن تنتهي هذه الحرب مطلع عام ٢٠٢٤. لكنها استمرت دون مبرر، ودون هدف واضح، ودون رؤية سياسية لمستقبل غزة والشرق الأوسط عمومًا. الجيش، المُكلّف بتنفيذ أوامر الحكومة والمُلزم بتنفيذها، تصرّف في كثير من الحالات بتهوّر، وإهمال، وعدوانية مفرطة. ومع ذلك، فقد فعل ذلك دون أي أمر أو تعليمات أو توجيهات من كبار القادة العسكريين بضرب المدنيين دون تمييز.

    في الأسابيع الأخيرة، لم أعد قادرًا على التغطية على ما يحدث (يقصد إنه لم يعد يبرر الجرائم التي ترتكبها حكومة بنيامين نتنياهو). ما نشهده الآن في غزة هو حرب دمار: قتل عشوائي، بلا حدود، وحشي، وإجرامي للمدنيين. لا نفعل هذا نتيجة فقدان السيطرة على قطاع معين، ولا بسبب اندفاع غير متناسب من بعض الجنود في وحدة ما. بل هو نتيجة سياسة حكومية – مُملاة عن علم، وشر، وخبث، وعدم مسؤولية. نعم، كيان العدو يرتكب جرائم حرب.

    أولاً، تجويع غزة. لقد حرمنا سكان القطاع من الطعام والدواء واحتياجاتهم الأساسية كجزء من سياسة صريحة. نتنياهو، كعادته، يحاول طمس طبيعة الأوامر التي يصدرها، للتهرب من المسؤولية القانونية والجنائية في وقت لاحق.

    لكن بعض أتباعه يقولون ذلك صراحةً، علناً، بل وبفخر: نعم، سنجوع غزة. لأن جميع سكان غزة هم حماس، فلا يوجد أي قيد أخلاقي أو عملي على إبادتهم جميعاً، أكثر من مليوني إنسان.

    لقد سمع زعماء أوروبا أصواتًا من غزة. رأوا معاناة مئات الآلاف من المدنيين. سمعوا أصواتًا من اجتماعات حكومة الاحتلال، وأدركوا ما هو واضح: وزراء حكومة الاحتلال، برئاسة زعيم الجريمة نتنياهو، ينتهجون بنشاط، ودون تردد، وبخبث متعمد، سياسة تجويع وضغط إنساني، بنتائج كارثية محتملة.

    ومازلنا نواصل ذبح المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية أيضًا. لقد قلتُ ذلك سابقًا، ولن أتراجع عن كلمتي. يرتكب أعضاء “شبيبة التلال” البشعة جرائم شنيعة يوميًا في جميع أنحاء الضفة الغربية، بينما تغضّ وحدات الشرطة والجيش المنتشرة في المنطقة الطرف عنهم.

    لكن تصريح رئيس مجلس السامرة الإقليمي، يوسي دغان، الذي قال فيه إنه يجب تدمير القرى الفلسطينية، هو إعلان إبادة جماعية. عندما تحترق قرية فلسطينية، وقد حدث ذلك بالفعل لعدد غير قليل، سيقولون لنا إن الجناة هم مجموعة صغيرة وعنيفة لا تمثل المستوطنين. هذه كذبة. إنهم كثيرون. الطليعة دائمًا ما تكون أصغر. وخلفها يوسي دغان الذي يلهمهم ويساعدهم على تجنب الانكشاف ويجهز الموجة التالية من مثيري الشغب.

    أين الشرطة؟ أين الجيش؟ أين عشرات الآلاف من المستوطنين الذين كان يجب أن يقولوا إن هؤلاء الشباب المرعبين من سكان التلال هم مجرمون يجب إرسالهم إلى السجن بدلاً من التجول في بساتين الزيتون المملوكة لسكان الضفة الغربية؟

    لقد حان الوقت للتوقف، قبل أن يتم نفينا جميعاً من الأسرة الدولية، ويتم استدعاؤنا إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، دون أن يكون لدينا دفاع جيد.

    spot_imgspot_img