الرئيسية زوايا وآراء ستيف ويتكوف يهودي أمريكي صهيوني

ستيف ويتكوف يهودي أمريكي صهيوني

المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الذي أعد وثيقة وقف إطلاق النار في غزة، هو يهودي أمريكي من أصل بلغاري، كان والدة صانع معاطف للسيدات في نيويورك، وذلك وفق مزاجه وتخيله، ويبدو أن صنعة والدة قد أثرت على مسار ابنه ستيف السياسي، فصاغ اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة، وفق مزاجه، ومصالح بين قومه.

ستيف ويتكوف لم يتدخل في المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس من باب الشفقة والرأفة على الشعب الفلسطيني، بل هي الوقائع الميدانية، التي فرضت نفسها على المبعوث الأمريكي، فصار طرفا ًفي مفاوضات وقف إطلاق النار بعد أن تأكد لديه استحالة حسم المعركة على أرض غزة في زمن معلوم، واستحالة بقاء العالم صامتاً متفرجاً على محرقة فضحت الإرهاب الإسرائيلي، وكشف عقم السياسة الأمريكية.

تدخل ستيف ويتكوف في المفاوضات جاء لصالح الوجود الإسرائيلي نفسه، وجاء لتحقيق الأهداف الإسرائيلية التي عجز عن تحقيقها الجيش الإسرائيلي ، وذلك من خلال مواصلة التضييق على حياة أهل غزة، وتجويعهم، وذبح مقومات وجودهم، حتى تصير الهجرة عن أرض غزة أمنية.

لذلك اعتمدت خطة ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة على أربعة كمائن:

الكمين الأول: إطلاق سراح 10 أسرى أحياء لدى رجال المقاومة في غزة في عضون أسبوع واحد، وبهذا يكون ويتكوف قد أعطى للإسرائيليين الفرصة الكاملة لاسترداد الأسرى سريعاً، ومن ثم التنصل من الاتفاق بشكل جزئي، أو بشكل كلي، ومواصلة حرب الإبادة على أهل غزة، وتحميل المسؤولية لحركة حماس.

الكمين الثاني:

تطرق ويتكوف إلى موضوع المساعدات المقدمة إلى أهل غزة، وترك تقدير كمياتها ونوعها للعدو الإسرائيلي، وبهذا يكون ويتكوف قد أهمل متعمداً موضوع البضائع التي تصل إلى أهل غزة عن طريق التجار، ومنها المجمدات؛ من لحوم ودجاج وأسماك وبيض وألبان حرم منها أهل غزة ثلاثة أشهر، وهذا التجاهل يمكّن العدو الإسرائيلي من التحكم بأنواع البضائع التي ستدخل إلى أهل غزة، بدءاً من المأكولات والمشروبات، وليس انتهاءً بمقومات العمل والاعمار، وما يسمح للناس بمواصلة بقائهم وحياتهم التي لا تعتمد فقط على المساعدات الإنسانية.

الكمين الثالث:

تجاهل ويتكوف معبر رفح، وحق الفلسطينيين في قطاع غزة بالسفر إلى الخارج، والعودة إلى أرض غزة، دون تدخل إسرائيلي بالاعتراض أو المنع لقوائم المسافرين، وفي هذا التجاهل اعطى ويتكوف الحق للإسرائيليين في مواصلة سجن الفلسطينيين داخل قطاع غزة، مع عدم السفر أو التحرك إلا بعد المرور من بوابة جهاز المخابرات الإسرائيلية.

الكمين الرابع:

ويتعلق بعودة النازحين إلى بيوتهم، وهم يتكدسون في الخيام، ولا تتحقق هذه العودة الإنسانية إلا بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي توغل فيها، وهذا ما تجاهله المبعوث الأمريكي ويتكوف.

أمام هذا التدخل الأمريكي السافر لصالح العدو الإسرائيلي في المفاوضات، وفي مسار الحرب، لم يجد الفلسطينيون بداً من الاعتراض على خطة ستيف ويتكوف، مع توضيح ملابسات الاعتراض، تاركين للوسطاء التدخل لتعديل الخطة، بما ينسجم مع المطالب الإنسانية التي لا تخص رجال المقاومة، ولا تخدم مصالحهم ،بمقدار ما هي قضايا إنسانية، كان يتوجب على الوسطاء أنفسهم معالجتها، والمطالبة بها، دون أن تكون شرطاً في اتفاقيات وقف إطلاق النار، فالحاجات الإنسانية لشعب تحت الاحتلال ليست مجالاً للنقاش والحوار والمفاوضات، وهذه مسؤولية الوسطاء، ومسؤولية المجتمع الدولي بشكل عام، ومسؤولية أمريكا نفسها التي أرخت الحبل لبعض كبار موظفيها ـ أمثال ستيف ويتكوف ـ ليمارسوا الإرهاب التفاوضي بحق شعب يتوجع من حرب إبادة جماعية.

لقد رفض أهل غزة خطة ستيف ويتكوف رغم حاجتهم لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر ودخول المساعدات، رفضوا الخطة، وهم ينتظرون، ويتوقعون أن يتدخل الوسطاء لتعديلها بما يتناسب وحاجاتهم الإنسانية، وطالما كان ويتكوف خادماً للسياسة الإسرائيلية، فإن الرفض الفلسطيني سيجبر ويتكوف على تعديل خطته لوقف إطلاق النار مرغماً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

د. فايز أبو شمالة

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version