الرئيسية أخبار وتقارير “ترومان” تجر أذيال الهزيمة من “البحر الأحمر”: مهمة قتالية قاسية تنتهي بعودة...

“ترومان” تجر أذيال الهزيمة من “البحر الأحمر”: مهمة قتالية قاسية تنتهي بعودة مذلّة وصمت رسمي

في تطور يعكس إخفاقًا عسكريًا أمريكيًا واضحًا في البحر الأحمر، عادت حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري إس. ترومان” إلى قاعدتها البحرية في نورفولك بولاية فرجينيا، بعد مهمة قتالية وصفتها وسائل الإعلام الأمريكية بالقاسية، وتحديدًا بعد فشل عملياتها ضد القوات اليمنية في المنطقة.

شبكة “13 نيوز ناو” الأمريكية وصفت العودة بالخائبة، مؤكدة أن الحاملة، التي خاضت مواجهة مباشرة مع القوات اليمنية لعدة أشهر، قد انسحبت من ساحة المعركة دون تحقيق أهداف واضحة، وستخضع الآن لفترة من الصيانة والإصلاح داخل القاعدة البحرية الأمريكية.

المعهد البحري الأمريكي كشف أن “ترومان” ستدخل مرحلة ترميم شامل ومتعدد السنوات في شركة متخصصة ببناء السفن، وهو ما يؤشر إلى أضرار جسيمة لحقت بالحاملة، دون أن يتم الكشف رسمياً عن تفاصيلها.

غير أن الصور والتقارير المتداولة كشفت عن شقوق كبيرة على الجناح الأيمن من السفينة، ما فتح باب التساؤلات على مصراعيه حول ما واجهته خلال المواجهات الأخيرة مع اليمنيين، خاصة في ظل رفض القيادة الأمريكية الحديث عن الحوادث بحجة أن التحقيقات لا تزال جارية.

قائد المجموعة الهجومية الأدميرال “شون بيلي” أقرّ بصعوبة المهمة، مؤكدًا أن معركة البحر الأحمر شكّلت نقطة تحول في مسيرته، واصفاً العملية بأنها مليئة بالتحديات وتستحق إعادة تقييم شاملة لتكتيكات البحرية الأمريكية.

واعتبر بيلي أن الظروف الفريدة التي واجهتها البحرية الأمريكية في البحر الأحمر ستؤثر بشكل مباشر في تشكيل معاركها المستقبلية.

من جهته، قال الكوماندور “ديزموند ووكر” قائد المدمرة ستاوت، إن القتال ضد “الحوثيين” في البحر الأحمر استمر لأكثر من خمسة أشهر، مشيرًا إلى أن ترومان خاضت واحدة من أكثر العمليات القتالية تعقيداً منذ عقود، واصفًا التجربة بأنها أول مواجهة حقيقية شهدها عن قرب في البحر.

في السياق ذاته، أكد قائد حاملة الطائرات “ترومان” الكابتن هيل أن الطاقم استخدم أكثر من 1.1 مليون رطل من الذخائر على خطوط المواجهة ضد ما وصفه بالعدو، في إشارة إلى القوات اليمنية، دون أن تحقق تلك الكثافة النارية نتائج حاسمة على الأرض.

ويرى مراقبون أن هذا الرقم يعكس حجم الضغط العسكري الذي واجهته “ترومان” في معركة غير متكافئة من حيث العتاد، لكنها أظهرت حدود التفوق العسكري الأمريكي في بيئة معادية وغير تقليدية.

وتعيد هذه العودة غير الظافرة لحاملة الطائرات العملاقة “ترومان” طرح تساؤلات استراتيجية حول قدرة البحرية الأمريكية على فرض الهيمنة في نقاط الاشتباك الحساسة، خاصة في ظل تصاعد قدرات الفصائل المسلحة الإقليمية، وتحوّل البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة مباشرة تتحدى المعادلات الكلاسيكية للصراع البحري.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version