المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    كأس العالم 2026 تشهد تطوراً تاريخياً.. البرازيل والإكوادور أحدث المتأهلين

    حققت البرازيل والإكوادور التأهل لكأس العالم 2026، ليرتفع العدد...

    الأمارات و”إسرائيل” في خندق واحد في الحرب على غزة وتصفية قضية فلسطين ! ..

    أن تكون دويلة حقيرة كالأمارات برغم الغنى الذي وصلت إليه والرقي العمراني الذي حققته في سنوات قليلة، أن تكون اليوم هي المتصدرة للمشهد السياسي العربي، ومن تبادر وتتحرك هنا وهناك، وتُقرر بدلاً عن دول لها وزنها وحجمها وتاريخها كمصر وسوريا والعراق، فهذا لعمري لمن المضحك المبكي في تاريخنا العربي الحافل بالمفارقات والمتناقضات والأضداد والغرائب.

    باعتبار إن ما تقوم به الامارات لا يمكن أن يكون مقبولاً ولا معقولا بأي شكل من الأشكال، بل هو مما يُجافي الفطرة السليمة ويُخالف طبائع الأشياء، والأهم من ذلك كله أنها ليست أهلاً لأن تبرز على سطح الأحداث هذا البروز الذي صار لها وما كان ينبغي أن يغدو ويكون لها على الإطلاق! .

    ولعل من أبرز ما يلفت الإنتباه بخصوص الحالة المرضية إياها إن هذه الدويلة الصغيرة اللقيطة، هي ذاتها صاحبة “الدور الوظيفي الخياني المشبوه” وتُسمى “الإمارات العربية المتحدة”، وهي من تقوم اليوم بالتآمر على قضايا عدد من الدول والشعوب العربية والإسلامية، والعمل على زعزعة أمنها واستقرارها، والتدخل الفج في شؤونها الداخلية وتمزيق نسيجها الإجتماعي وتفتيتها وتمزيقها كما فعلت وتفعل في اليمن وسوريا وليبيا والسودان وغيرها، خدمة لأجندات ومخططات غربية، بل إنها تعدت بذلك إلى ما هو أخطر وأشد ضرراً وفتكًا، حيث كشف النقاب مُؤخراً عن قيامها بتشكيل ودعم ورعاية تنظيم مليشاوي مسلح يضم عدد من المُرتزقة من الفلسطينيين وجنسيات أخرى بينهم عناصر من داعش والقاعدة في قطاع غزة لمحاربة فصائل المقاومة الفلسطينية واستئصال شأفتها من أجل أمن “إسرائيل” وإرضائها .

    ولا غرابة في ذلك وقد صارت أبو ظبي تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية ومواقف “تل أبيب” فيما يتعلق بالعدوان على غزة وإبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من القطاع، وتجرم وتعادي من يقاوم الاحتلال الاسرائيلي من الفلسطينيين .

    وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد صراحةً في تصريحات أدلى بها مؤخراً لوسائل الإعلام الأمريكية عندما وجه إليه أحد الصحفيين سؤالاً عن رأيه عن ما يحدث في قطاع غزة وعن الحل المقترح لإنهاء الحرب.

    وقد أجاب ابن زايد وقالها بكل صفاقة وكأنه يتحدث بلسان نتن ياهو : “لا حل إلا بخروج حماس من غزة وإنهاء سيطرتها على القطاع”، ودعا لتسريح وطرد حتى عناصر الشرطة المحسوبين على حماس نهائيًا في حالة التوصل لحل مع الجانب الإسرائيلي لإنهاء الصراع .

    وفي بدء عملية طوفان الأقصى في أكتوبر 2023م، وصفت مندوبة الامارات في الأمم المتحدة في كلمة لها المقاومين الفلسطينيين للإحتلال الصهيوني المجرم بالإرهابيين، واتهمت حركة حماس بقتل وخطف المدنيين الإسرائيليين ومن بينهم أطفال ونساء وذبحهم في محاكاة مُبتذلة للرواية الإسرائيلية في وصف ما جرى.

    وليس هذا فقط فأبو ظبي منذ أن أقامت علاقات مع “إسرائيل” وطبعت معها، وهي تحرص على تعميق علاقاتها مع العدو الصهيوني على كافة الصعد ولا يكاد يمر يوم إلا وتستقبل فيه وفود إسرائيلية زائرة، وشهد التبادل التجاري بين الأمارات و”إسرائيل” ارتفاعًا كبيراً لصالح الكيان، ووصل حجمه لمليارات الدولارات في أقل من خمسة أعوام .

    وخلال الحرب العدوانية على غزة كانت الامارات الداعم والسند القوي للمحتل ضد الشعب الفلسطيني الذي لم يرتكب ذنب سوى مطالبته بحقوقه المشروعة ونضاله ومقاومته للمحتل الغاصب بغية استردادها، وفي ذروة تشديد الحصار على موانئ كيان العدو الغاصب بفلسطين جراء الضربات الصاروخية اليمنية الباليستية لعمق العدو او الموجهة للبوارج والسفن الإسرائيلية والغربية الداعمة لـ”إسرائيل”، عملت أبو ظبي بالتعاون مع الرياض على ضمان وصول الإمدادات الغذائية والنفطية لـ”إسرائيل” عبر الأراضي الاماراتية والسعودية بحسب تصريحات مسؤولين اسرائيليين موثقة .

    ولا غضاضة أن يقال عن مسؤولي الامارات بأنهم يشكلون مع بقية الدول العربية المطبعة مع “إسرائيل” بأنهم “صهاينة العرب”، وهم فعلاً كذلك، ولا يوجد وصف يليق بهم إلا هذا لحاهم الله وقُبِحُوا من شرار قوم أختاروا أن يُخزيهم الله في الدنيا والآخرة بسوء ما عملوا وما يفعلونه .

    وكانت أبو ظبي قد تقدمت بمقترح لإنهاء الحرب في غزة تضمن جميع الشروط الإسرائيلية، ولاقى استحسانًا وقبولاً من واشنطن وتل أبيب على حدٍ سواء، لا سيما والمقترح الاماراتي تضمن انهاء وجود وسيطرة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة واستبدالها بالسلطة الفلسطينية تحت إشراف اماراتي مصري أمريكي إسرائيلي، والعمل على تهجير الفلسطينيين من غزة لاحقًا بما ينسجم مع خطط “إسرائيل” ذات الصلة ويلبي متطلبات وحاجات أمن الكيان العبرية، وكأن الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والقضية والوطن، لا حق له في الحياة والعيش على أرضه حراً عزيزا كبقية شعوب الأرض .

    إنها الامارات وما أدراك ما الامارات ؟ .
    إنها الخادم المصلح للأسياد في “تل أبيب” والغرب والحريص على تنفيذ ما تُؤمر به كعبدٍ آبق مُطيع وتنفيذه حرفيًا .

    لقد خُلقت ووجدت هذه الدويلة المُقتطعة من سلطنة عمان أساسًا لتكون أداة طيعة ودولة وظيفية اصطنعها المستعمر الغربي لخدمة مصالحه وتنفيذ مخططاته والسير في الطريق التي اختارها لها ولأمثالها من الكيانات السياسية الهجينة المسماة دول وممالك تحمل في الظاهر هوية العروبة والإسلام وتنتمي للأمة وهي ألد الخصام والخنجر المسموم الذي وضع بخاصرة الأمة ويُسدد الأعداء من خلاله طعناتهم الغادرة بظهرها، وقد تمكنوا من إصابتها في أكثر من مقتل!.

    وقد أثبتت هذه الدويلة العميلة والخائنة لقضايا الأمة والدين أنها رخيصة ودون بكل شيء، ولعل من سخرية القدر اليوم أن تحل أبو ظبي حاضرة الأعراب الرعاع الدائرون في فلك الغرب والصهيونية محل القاهرة وبغداد ودمشق، هذه العواصم العربية الثلاث التي شكلت عبر التاريخ مفتاح الحل والصراع ومن يتحكم بمصير الشرق كله ويُقرر مصيره.

    بإختصار يمكن أن نخلص في وصف الحالة المرضية العربية والإسلامية المُسماة اصطلاحاً بـ”الامارات”، إلى القول: “انها أشبه ما تكون بفقاعات مجاري الصرف الصحي مع إعتذاري عن هذا التشبيه المجازي الذي فرض نفسه ضمن السياق، ولا غضاضة منه وهو يُؤكد حقيقة واقعية مُعاشة في الوقت الراهن اسمها “دويلة الأمارات اللا عربية واللا اسلامية” التي اتحدت ضمن مشيخات صغيرة على ما يمس الأمة بضر وشرٍ وبيل مُستطير، وبئس الصانع والمصنوع!.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

    صلاح المقداد

    spot_imgspot_img