عقب الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق الذي استهدف مواقع عسكرية ونووية في طهران ومحيطها، تتصاعد الترقّبات في المنطقة بانتظار الرد الإيراني، الذي وصفه مصدر أمني في الحرس الثوري بـ”المؤلم والواسع والمباغت”. بينما يلتزم المسؤولون الإيرانيون بالصمت الاستراتيجي، فإن المؤشرات على الأرض توحي بأن ردًا متعدد الأبعاد بات قيد التنفيذ.
فما هي السيناريوهات المتوقعة التي يمكن أن تعتمدها طهران للرد؟ وكيف يمكن أن تهزّ المنطقة؟
1. ضربات صاروخية مباشرة ضد أهداف داخل إسرائيل
يُعتبر هذا السيناريو الأكثر جرأة، لكنه أيضًا الأكثر تأثيرًا.
إيران تمتلك ترسانة صاروخية هائلة تشمل صواريخ باليستية متوسطة وبعيدة المدى مثل “سجيل” و”خرمشهر”، قادرة على الوصول إلى أهداف استراتيجية داخل إسرائيل. وقد تقوم إيران بتنفيذ ضربة محسوبة على منشآت عسكرية أو قواعد جوية إسرائيلية، كتوجيه رمزي لإظهار أنها تملك اليد العليا في الردع.
“من قلب طهران ستُضرب تل أبيب”، هكذا علّق أحد قادة الحرس الثوري في رسالة مشفّرة عبر وكالة “فارس”.
2. هجوم بطائرات مسيّرة دقيقة وعابرة للحدود
إيران تمتلك واحدة من أكثر منظومات الطائرات المسيّرة تطورًا في المنطقة، تشمل مسيّرات مثل “شاهد 136″ و”مهاجر 6″، وبعضها يمكن أن يحمل رؤوسًا متفجّرة بزنة 50 كلغ.
إطلاق سرب من المسيّرات الدقيقة نحو أهداف اقتصادية أو بنى تحتية إسرائيلية (كمحطات الطاقة، المطارات، أو منشآت المرافئ) قد يحقق هدف الرد دون إشعال حرب شاملة، لكنه يوجه ضربة قاسية لـ”أمن العمق” الإسرائيلي
3. هجمات سيبرانية مشلّة
من المرجّح أن تشمل استراتيجية الردّ الإيرانية هجمات إلكترونية تستهدف قطاعات الطاقة والمياه والمطارات الإسرائيلية.
إيران تمتلك تاريخًا طويلًا في هذا المجال، وسبق أن نفّذت هجمات عطّلت منشآت حيوية داخل إسرائيل وأثارت فوضى في البنى التحتية.
هجوم سيبراني متزامن مع ضغط عسكري على الحدود، قد يُحدث شللًا مؤقتًا يُحرج الحكومة الإسرائيلية أمام الرأي العام.
4. رد تدريجي واستنزافي على طريقة “الحرب الطويلة”
قد تختار طهران تنفيذ استراتيجية الاستنزاف، عبر تنفيذ ردود متقطعة ومتعددة الجبهات تمتدّ لأسابيع أو أشهر، بهدف إرباك المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وزعزعة الجبهة الداخلية دون أن تمنح تل أبيب ذريعة لشنّ حرب شاملة.