في تطور خطير ضمن أكبر مواجهة مباشرة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، أطلق الحرس الثوري الإيراني صباح اليوم الأحد، الموجة العشرين من عملية “الوعد الصادق 3″، والتي استهدفت مطار بن غوريون ومراكز قيادة وأبحاث إسرائيلية حساسة، مستخدمًا صواريخ بعيدة المدى من بينها صاروخ “خيبر” الذي يُطلق لأول مرة باتجاه الأراضي المحتلة.
وتسببت الموجة العشرون من الهجمات الصاروخية الايرانية ضمن عملية “الوعد الصادق 3″، ضد أهداف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في دمار واسع في مختلف المدن المحتلة.
وأعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن نحو 30 صاروخاً إيرانياً أُطلقت في دفعتين متتاليتين، أصابت بشكل مباشر مناطق واسعة في تل أبيب الكبرى، حيفا، ونِس تسيونا جنوب المدينة، ما أدى إلى دمار كبير في عدد من المباني والمرافق الحيوية، واشتعال حرائق في مواقع متعددة.
وفق حصيلة أولية، أكدت وسائل إعلام تابعة للعدو إسرائيلي إصابة 27 شخصًا على الأقل، بينهم مصابان في حالة خطيرة، فيما لا تزال عمليات البحث جارية عن ما لا يقل عن 20 عالقًا تحت الأنقاض في منطقة نِس تسيونا. مستشفى إيخيلوف في تل أبيب استقبل وحده 21 مصابًا، في وقت دوّت فيه صفارات الإنذار في الشمال والوسط، باستثناء حيفا، حيث سقط أحد الصواريخ قبل تفعيل أي نظام إنذار.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن أحد الصواريخ سقط مباشرة في حيفا دون سابق إنذار، في حين أعلن الجيش فتح تحقيق في انخفاض فعالية اعتراض الصواريخ خلال الهجوم، إضافة إلى خلل تقني أدى لغياب صفارات الإنذار في بعض المناطق.
الهجوم الإيراني المفاجئ أربك سلطات الاحتلال، حيث تم إعلان حالة التأهب القصوى، وتعليق حركة بعض السفن، بينما عادت سفينة تقل إسرائيليين إلى نقطة الانطلاق خشية من تفاقم الوضع الأمني. وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى استمرار عمليات إجلاء السكان في بعض الأحياء المكتظة وسط البلاد.
وأظهرت صور من مناطق تل أبيب وحيفا ودان، دماراً كبيراً في البنى التحتية، وحرائق في مبانٍ وسيارات، وسط حديث عن تقصير في منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية رغم الدعم الأمريكي المكثّف.
وجاءت الضربة الإيرانية بعد ساعات فقط من قصف أميركي استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية، في تصعيد خطير يُنذر بانزلاق المنطقة نحو حرب مفتوحة. ويُنظر إلى الهجوم الإيراني الجديد على أنه رد مباشر وقوي على هذا العدوان، ضمن أكبر تصعيد منذ 13 يونيو الجاري، تاريخ بدء العدوان الإسرائيلي – الأميركي المشترك على الأراضي الإيرانية.
وتؤكد طهران أن ردودها تأتي في سياق الدفاع المشروع عن النفس وردع العدوان، في حين يتواصل الدعم الأمريكي العسكري لإسرائيل، ما يُرجح اتساع رقعة المواجهة في الأيام المقبلة.
ومنذ 13 يونيو/حزيران الجاري، تشن إسرائيل بدعم أميركي عدوانا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.
وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين، وسط جولات مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامجها النووي.