الرئيسية زوايا وآراء وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني… بين خديعة التهدئة وفرصة التحوّل...

وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني… بين خديعة التهدئة وفرصة التحوّل التاريخي

ما بين صواريخ طهران وملاجئ تل أبيب، كُتبت معادلة جديدة في تاريخ الصراع العربي-الصهيوني، وإنْ كانت أيّ معركة لا تكون فلسطين بوصلتها، تبقى منقوصة ومبتورة الروح.

لقد فرضت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على العدو الصهيوني، ومعه واشنطن، لحظة مراجعة استراتيجية، لا بفعل فائض القوة وحدها، بل بقدرة فائقة على التماسك، وضبط الإيقاع، وكسر احتكار الردع. هذا لم يكن مجرد اشتباك عسكري، بل لحظة مفصلية أسقطت خرافة “الجيش الذي لا يُقهر”، وعرّت هشاشة كيان وظيفي استعماري يعيش على الدعم الغربي والعدوان المستمر.

في المقابل، كان المشهد العربي الرسمي، مرّة أخرى، مشلولاً، صامتاً، أو منشغلاً بتبرير “الحياد” كأنّ الأمة بلا قضية، وكأنّ فلسطين شأن إيراني داخلي، أو مجرّد ورقة تفاوض تُركت على قارعة المؤتمرات الدولية.

لكن الحقيقة التي يجب أن تُقال: أي مشروع تحرّري في المنطقة لا يتجه إلى فلسطين، فهو مشروعٌ مبتور، وذو بوصلة مختلّة.

نحن اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء محور تحرّري عربي ـ إسلامي، لا على قاعدة الولاءات العقائدية الضيقة، بل على أرضية عروبية تحررية واسعة، تضم الإسلاميين الذين لم يبعوا فلسطين للناتو، والقوميين الذين لم يتنازلوا عن السيادة، واليساريين الذين لم يتحوّلوا إلى أبواق للمخابر الغربية.

لسنا ضد إيران لأنها إيرانية، ولسنا معها لأننا مغرمون بولاية الفقيه، بل نحن نُقارب التجربة الإيرانية من زاوية واحدة: هل تُقاتل من أجل قضايا الأمة، أم لا؟

في هذا الاشتباك، نعم قاتلت، وضربت، ودافعت، وساهمت في إرباك منظومة الاحتلال. هذه حقيقة لا يلغيها الاصطفاف الأيديولوجي، ولا الحسابات الصغيرة.

إننا اليوم لا نحتاج إلى المزيد من التنظير ولا من العويل. نحتاج إلى ما هو أعمق: إلى وعي وحدوي، قومي، تحرّري، يعيد رسم الخريطة على أساس المقاومة، لا المساومة.

ما بعد وقف إطلاق النار، ليس لحظة هدوء، بل لحظة اختيار:
إما أن نكون في محور الأمة، حيث فلسطين هي المركز،
أو في محور الوهم، حيث الكيان الغاصب يُسوّق كـ”شريك سلام”.

وأنا، علي زغدود، نائب شعب عن مدينة الصمود بنقردان، أقولها بوضوح:
لا سلام مع كيان وظيفي، لا حياد مع قتلة الأطفال، لا مساومة على وحدة الأمة.
والتحية لكل بندقية شريفة تقاوم الاحتلال، من طهران إلى غزّة، ومن صنعاء إلى جنوب لبنان.
والخزي لمن يلوّح بالعلم الصهيوني في العواصم العربية.

فإما أن نعود إلى نهج عبد الناصر، وصمود صدام، وعنفوان القذافي،
وإما أن نُدفن أحياء في مقابر العار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

علي زغدود

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version